أظهرت ملامح اليوم الأول للانتخابات المصرية الأحد 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، غلبة الطابع العائلي على عدد من دوائر الانتخابات التي يترشح بها أفراد من عائلات شهيرة ولها تاريخ نيابي، إلى جانب وجود أكثر من مرشح من عائلة واحدة في نفس الدائرة أو دوائر مختلفة.
"عربي بوست"، رصدت إقبالاً ضعيفاً بشكل عام في أغلب الدوائر، مقابل إقبال متوسط في الدوائر المرشح بها أفراد العائلات الشهيرة.
انتخابات أول برلمان مصري بعد ثورة 25 يناير 2011 (انتخابات 2012) كانت قد شهدت غياباً نسبياً لظاهرة ترشح ممثلين للعائلات التي ميزت الانتخابات المصرية طيلة السنوات الماضية.
وعادت الظاهرة لتطل برأسها مرة أخرى خلال الانتخابات الحالية، خصوصاً العائلات المنتمية للحزب الوطني المنحل، وذلك وسط جهود دعائية ظاهرة للعائلات للحشد بقوة لأبنائهم لاستكمال ما بدأه الآباء والأجداد.
وفيما يلي أشهر العائلات المصرية التي شهدت دوائرهم إقبالا من عائلاتهم للتصويت لمرشحيهم في الانتخابات الحالية وغيرهم ممن يتوقع أن تشهد دوائرهم إقبالاً مشابهاً في المرحلة الثانية للتصويت:
عائلة مكرم عبيد
من أشهر العائلات التي تشارك في الانتخابات البرلمانية منذ عهد الملكية وحتى عهد الجمهورية هي عائلة (مكرم عبيد) القبطي، الذي كان عضواً بمجلس النواب عن حزب الوفد عام 1946، وآخر المرشحات في الانتخابات الحالية هي الدكتورة منى مكرم عبيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة.
عائلة أباظة
ذات أصول شركسية وشاركت في البرلمان المصري في العهدين "الملكي" و"الجمهوري"، ولم تخل أي انتخابات نيابية من مرشح للعائلة "الأباظية" التي تكاد تحتكر مقعد دائرة "منيا القمح"، وكان آخر نواب العائلة بالمجلس أمين أباظة وزير الزراعة الأسبق.
وفي الانتخابات الحالية تدفع العائلة بعدد من المرشحين بدوائر محافظة الشرقية أبرزهم "أحمد فؤاد أباظة" في دائرة أبو حماد، و"وجيه حسن أباظة" ضمن مرشحي قائمة "في حب مصر" بشرق الدلتا، فيما يرشح حزب الوفد بمقاعد الفردي عضو العائلة الأباظية "محمد هاني أباظة" بالدائرة الثانية في الزقازيق.
عائلة محي الدين
وهي عائلة تمتد إلى عضوي مجلس قيادة ثورة 23 يوليه 1952، خالد محي الدين وزكريا محي الدين، حيث احتلت عائلة خالد محيي الدين، الذي أصبح أول رئيس لحزب يساري في مصر التجمع الوطني وشغل مقعد دائرة "كفر شكر" بمحافظة القليوبية، مقعد الدائرة الذي ظل حكراً على العائلة.
وخالد محيي الدين، عضو مجلس قيادة الثورة في 1952، وشغل مقعداً بمجلس الشعب في 1957م عن هذه الدائرة واستمر بها حتى انتخابات 2010، وغابت الأسرة للمرة الأولى عن البرلمان في أعقاب ثورة 25 يناير، ولم ترشح أحد أبنائها على مقعد الدائرة، ولكن في الانتخابات الحالية يشارك نجل محيي الدين (محمد) عبر قائمة "في حب مصر" شبه الحكومية.
عائلات الرؤساء
ومن العائلات الأخرى، التي تشارك في الانتخابات، عائلات الرؤساء: الحالي عبد الفتاح السيسي، والسابق: السادات.
حيث يشارك في محافظة المنوفية، ثلاثة أشقاء من أسرة الرئيس الراحل السادات هم: نائب مجلس الشعب السابق، محمد أنور عصمت السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، وشقيقه عفت السادات، رئيس حزب السادات الديمقراطي، إضافة إلى ترشّح شقيقهما الثالث زكريا أحمد عصمت السادات وشهرته، زين السادات مستقلاً عن دائرة مصر الجديدة بالقاهرة.
كما ستشارك (عائلة الرئيس السيسي) في منطقة الجمالية، بالقاهرة القديمة، باثنين هم التاجر فتحي محمد حسن خليل السيسي، مرشح تيار الاستقلال، والمحامي هشام سيد حسن السيسي، المرشّح المستقل.
عائلة طلعت مصطفى
عائلة رجل الأعمال طلعت مصطفى، المسجون بتهمة قتل المطربة اللبنانية "سوزان تميم" دفعت هي الأخرى بابنة شقيقه "سحر طلعت مصطفى"، على قائمة "في حب مصر" بقطاع الإسكندرية شمال مصر، الذي يشهد مع هذا إقبالاً متوسطاً، رغم أن دائرة "سيدي جابر" بالإسكندرية ظلت حكراً على هذه العائلة مدة 5 دورات انتخابية بمجلس الشعب آخرها عام 2010، بداية من الأب طلعت مصطفى، الذي فاز بمقعد الفئات لدورتين، وخلفه نجله طارق 3 دورات، إلى أن استحوذت عليها جماعة الإخوان في انتخابات مجلس الشعب لعام 2012.
عائلة الشاذلي
وهناك أيضاً عائلة وزير الحزب الوطني الشهير الراحل كمال الشاذلي، الذي انتخب عضواً بالبرلمان للمرة الأولى عام 1964، وظل نائباً لدائرة الباجور بمحافظة المنوفية لمدة 46 عاماً دون انقطاع، والذي تقدم نجله "معتز الشاذلي"، رئيس مجلس إدارة جريدة الجماهير، للترشح في نفس الدائرة.
"نكون أو لا نكون"
ويقول الدكتور يسرى العزباوي، الباحث في الشؤون البرلمانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن منافسة المرشحين من العائلات السياسية، والتصويت العائلي "أمر طبيعي"، خصوصاً العائلات المنتمية للحزب الوطني المنحل، معتبراً أن "سبب تواجدهم بقوة هذه المرة هو دخول العائلات للمعركة الانتخابية وكأنها معركة وجود، لإرجاع ما كان في السابق قبل ثورة يناير، فهم عائدون بمبدأ "نكون أو لا نكون".
وأشار "العزباوي" في تصريح صحفي، إلى أن عدداً من العائلات حالياً تطرح 2 من أبنائها لأنها كانت تعتمد في السابق على أن يكون لها مقعد في مجلس الشعب، وآخر في الشورى، وبعد إلغاء "الشورى"، يسعون للحفاظ على نفس الرصيد من المقاعد.
فيما يقول الدكتور وحيد عبد المجيد، رئيس تحرير مجلة السياسية الدولية، أن "مصادر القوة الأساسية في الانتخابات ستكون للمال والعصبيات، وسينحصر الصراع الأساسي على من يمتلك أيا منهما، ما يجعلهم أصحاب الفرص الكبيرة بغض النظر عن أعمارهم أو انتمائهم".
طرائف عائلية
ومن طرائف الانتخابات التي تجري بطعم "العائلة" أن هناك 11 أسرة تدخل المنافسة بأكثر من مرشح أبرزها:
3 من عائلة "بكار"
جرى ترشيح 3 مرشحين من عائلة واحدة، في قائمة حزب النور بقطاع غرب الدلتا، تضم نادر بكار المتحدث الإعلامي باسم حزب النور، وزوجته مريم بسام السيد حسنين الزرقا، فيما تضم قائمة بالقاهرة بالمرحلة الثانية والد زوجته الدكتور بسام الزرقا نائب رئيس الحزب.
غريم مرسي
ومن أبرز المرشحين أيضاً عائلة مجدي عاشور عضو الحزب الوطني السابق في محافظة الشرقية، والذي كان من أكثر منافسي الرئيس الأسبق محمد مرسي، وقد اشتهر بمقولة مرسي عنه "عاشور بتاع الشرقية"، إلى جانب نجل أخيه المهندس رضا محمود عاشور المرشح عن نفس الدائرة.
رئيس الزمالك ونجله
أيضا هناك عائلة مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك الذي يشارك هو وابنه ضمن مرشّحي حزب الوفد الجديد، وكذا النائب مصطفي بكري وشقيقه محمود بكري وهما صحفيان ويمتلكان صحيفة "الأسبوع".
أيضاً هناك عائلة البطران الشهيرة بمنطقة الهرم، التي ترشّح منها المهندس الزراعي شفيق بطران مستقلاً، ومجدي البطران عن حزب مصر بلدي، ورجل الأعمال عماد البطران مستقلاً، ما أدى إلى انقسام الأصوات داخل العائلة الواحدة.
وفي دائرة مركز ديروط ومقرها مركز شرطة ديروط بمحافظة أسيوط جنوب مصر، يتنافس 12 مرشّحاً على 3 مقاعد، ويشتد الصراع داخل عائلة كيلاني، بسبب تقدّم محمد كيلاني ضابط قوات مسلّحة بالمعاش، وابن عمه شاهين كيلاني، عضو مجلس الشعب السابق عن نفس الدائرة، ما أدى إلى انقسام الأصوات داخل العائلة الواحدة.