صواريخ بوتين الذكية.. “غبية” ولا تصيب الأهداف في سوريا

منذ بداية حملة القصف الروسية في سوريا في 30 سبتمبر/أيلول 2015، نشرت مواقع الأخبار والشبكات الاجتماعية الروسية صوراً لصواريخ موجهة بدقة ومحمّلة على أجنحة الطائرات الروسية الحديثة، كما نشرت مقاطع فيديو لما زعمت أنه إصاباتٌ دقيقة للأهداف المحددة.

عربي بوست
تم النشر: 2015/10/16 الساعة 05:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/10/16 الساعة 05:09 بتوقيت غرينتش

منذ بداية حملة القصف الروسية في سوريا في 30 سبتمبر/أيلول 2015، نشرت مواقع الأخبار والشبكات الاجتماعية الروسية صوراً لصواريخ موجهة بدقة ومحمّلة على أجنحة الطائرات الروسية الحديثة، كما نشرت مقاطع فيديو لما زعمت أنه إصاباتٌ دقيقة للأهداف المحددة.

لكن هذه الصور لا تعدو كونها دعايات في زمن الحرب، إذ إن غالبية الضربات الجوية الروسية استخدمت صواريخ ليست ذكية ولكنها قديمة "غبية" ولا يمكن توجيهها بدقة، وبعض مقاطع الفيديو التي بثتها الحكومة الروسية تُظهر هذه الصواريخ وهي تصيب مناطق قريبة من أهدافها، ولا تحقق إصاباتٍ مباشرة.

مجلة فورين بوليسي الأميركية نقلت عن الباحث في معهد كينان، مايكل كوفمان، قوله إن الروس يقومون غالباً "بالقصف من ارتفاعات متوسطة بصواريخ غير موجهة".

وأضاف أن كل ما يحتاجه الروس هو قصف أقرب نقطة ممكنة للأهداف التابعة لجبهة النصرة والمجموعات الأخرى التي تحارب الرئيس السوري بشار الأسد.

وترى المجلة أن آلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدعائية مضت بعيداً عن الواقع منذ بداية الضربات الجوية الروسية في سوريا، فعلى سبيل المثال، نشر التلفزيون الروسي ووسائل إعلامية حكومية أخرى صوراً لصواريخ KAB-500S الذكية – السلاح الذي رفضته وزارة الدفاع الروسية في عام 2012 بسبب تكلفته العالية – مربوطة بطائرات متطورة مركونة على مَدرج طيران سوري.

كما أن الصور التي أخذت في سوريا ونُشرت على الشبكات الاجتماعية حرصت أيضاً على إظهار أسلحة متطورة أخرى، بما فيها طائرات Su-24 المجهّزة بصواريخ Kh-25ML الموجهة بالليزر.

"فورين بوليسي" أضافت أن استخدام هذه الأسلحة المتطورة في المعركة الفعلية محدود، ويعتقد بعض المحللين أن لدى موسكو دوافعها لتحاول إقناع العالم باستخدامها أسلحة متطورة، لكنها تستخدم بالفعل أسلحة قديمة.

خورخي بينيتيز، من "المجلس الأطلسي"، يقول إن استخدام أسلحة عالية الدقة يكلّف أكثر من الصواريخ التقليدية، وقد تفضّل موسكو عدمَ الدقة في ضرباتها لتوفر المال الذي تنفقه على ما هو بالأصل تدخلٌ عسكريٌّ باهظ في الشرق الأوسط.

وأضاف بينيتيز أن بوتين يعتقد أن المبالغة في استخدام روسيا للأسلحة عالية الدقة تسهّل عليه الرد على الانتقادات الغربية حول الضحايا المدنيين لهذه الضربات، بصرف النظر عما إذا كان يبذل جهداً جاداً لتجنب إصابة المدنيين.

وتابع "موسكو لديها استعداد أكبر للعشوائية في استخدام القوة، ولا يكترث الروس كثيراً بالأضرار الجانبية".

وأكد أن ما تكترث له روسيا كثيراً هو إظهار جيشها بصورة عصرية وقوية تضاهي تلك التي يظهرها الجيش الأميركي، وكانت حروب شبه جزيرة القرم، شرقي أوكرانيا وسوريا فرصة لبوتين لعرض أسلحته الأكثر تطوراً، حتى ولو كان الجيش الروسي يمتلك أعداداً محدودة منها.

وقالت المجلة إنه في أوكرانيا أدى استخدامُ المعدات العسكرية المتطورة إلى قطع الاتصالات بين القوات الأوكرانية، بينما أُرسلت معدات رصد الإِشارة إلى سوريا خلال الأسابيع الأخيرة للتنصت على اتصالات الثوار ومساندة هجوم الأسد على المعارضة.

وتابعت أن هذه القدرات العسكرية باهظة الثمن، فقد خصصت روسيا 81 مليار دولار للشؤون الدفاعية في عام 2015، وهي أعلى ميزانية خُصصت للجيش منذ نهاية الحرب الباردة.

ورغم معدل التضخم العالي وواردات النفط المنكمشة أعلنت روسيا هذا الشهر تراجعها عن تخفيضات الإنفاق في العام التالي، معتبرة أن الصراع في سوريا يعد مبرراً قوياً لإبقاء معدلات الإنفاق عالية.

سوريا برزت أيضاً كفرصةِ تعلّم للجيش الروسي الذي تعرّض للإذلال في حرب جورجيا عام 2008، بسقوط طائرة Su-34، ومحاولة لنسيان كارثة "كورسك"، وفي عام 2000 – التي غرق فيها 118 بحّاراً وأدت إلى احتجاجات ضخمة – كانت لحظة حساسةً في الحياة السياسية لبوتين الذي كان قد وصل إلى المنصب قبلها بـ3 أشهر فقط.

وقال الباحث في معهد كينان، مايكل كوفمام إن القوات الروسية "ذهبت إلى الحرب في سوريا بمزيجٍ من تقنيات الطائرات القديمة والتقنيات التي يتم تجربتها لأول مرة في القتال"، كما أنها فرصة للطيارين لاستخدام طائراتهم في بيئة جديدة.

وأضاف أن الميزة الأخرى التي كشفتها الحرب الروسية في سوريا هي قدرة الجيش الروسي – الذي كان في حالة سُبات – على القيام بمهام متعددة في نفس الوقت.

وقال لنضع دعايات زمن الحرب جانباً، فإن عملية تحديث القوات المسلحة الروسية بدأت، ولكن بطريقة تختلف عما تم نشرُه عبر تويتر، حيث تتواجد آلاف القوات في شبه جزيرة القرم وكالينينغراد، بينما تقوم قواتٌ أخرى بتدريبات عسكرية على الحدود الأوكرانية وفي القطب الشمالي.

المصدر:http://foreignpolicy.com/2015/10/14/putin-smart-bombs-arent-all-that-smart/

تحميل المزيد