بدأ تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) مؤخراً بفرض عدّة قرارات بينها التجنيد الإجباري في مدينة الرقة، شمال سوريا.
في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، ألزم التنظيم المصلين في الرقة بالتوقيع على جداول يومية، لإثبات تأديتهم الصلوات الخمس في أوقاتها، وإحصاء عدد فئة الشباب غير الملتزمين، الذين يعتقد أن ولاءهم له ليس مضموناً.
تنظيم "داعش" طالب أبناء الريف الشمالي، ممن تتجاوز أعمارهم الـ 14 عاماً بالتوجه إلى مقرات "الشرطة الإسلامية" لتسجيل أسمائهم وبياناتهم سعياً منه لتجنيدهم، وذلك بعد الخسارات الكبرى التي وقعت في صفوفه بالآونة الأخيرة.
وأعطى التنظيم مهلة 13 يوماً، تبدأ من الجمعة 19 أكتوبر/ تشرين الثاني 2015، لتسجيل أسماء المنضمين الجدد.
وهدد بمعاقبة كل من يتخلف عن التسجيل في"الشرطة الإسلامية"، بالمحاسبه الشرعيه
فيما حدد كلاً من قرى "حزيمة، وخنيز، والرشيد " قرى رئيسية يتم التسجيل فيها.
الضغط على الشباب
يقول أحمد العلي، أحد أبناء الريف الشمالي، إن القرار "شكل ضغطاً على الشباب، إذ خيرهم بالقتال مع التنظيم أو مغادرة البلد"، كما وصفه ذات الشخص في حديثه لـ "عربي بوست" بـ "الخطوة الأولى للتجنيد وفرض القتال على كل الشباب".
أحمد قال إنه "لا يستطيع تقبل القتال مع التنظيم أو غيره، وإذا فرض عليه ذلك، فإنه سيغادر المنطقة، من دون أن يعرف إلى أين سيتجه".
مدينة الرقة شهدت هجرة الكثير من الشباب هرباً من "داعش"، بينهم هاني الراوي، الذي وصل إلى أوروبا مؤخراً.
وقال هاني في حديث مع "عربي بوست" عبر فيسبوك، إنه هرب من مدينة الطبقة، الواقعة في محافظة الرقة، "بعد أن تحولت مدينته إلى مسكن للغرباء"، على حد تعبيره.
وأضاف هاني أنه رأى عناصر داعش "يفترون على أحد أبناء المدينة، باتهامه بالتعامل مع الكفار، ليقتلوه دون شفقة، ما جعلني وكل شباب المحافظة نخشى من أن نكون التاليين".
وضع الرقة
تعرف مدينة الرقة انقطاعاً متكرراً للكهرباء والماء منذ سيطرة التنظيم عليها، وهو ما تؤكده أم رفضت ذكر اسمها، تعيش في المدينة، إذ قالت إنهما "يتوفران 14 ساعة في اليوم، أو ساعتين فقط في بعض الأحيان، فالأمر يعود لمزاجية التنظيم".
وينتظر أهالي المدينة ما سيحدث بعد تشكيل "قوات سورية الديمقراطية"، وهي تحالف بين قوات معارضة عربية وكردية لمحاربة داعش، مع سعي التنظيم لزيادة عدد عناصره من المهاجرين.