بعد أسبوعين على بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا تتعالى أصوات لحمل الولايات المتحدة على توسيع نطاق تدخلها الذي لا يزال يقتصر على شن غارات جوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وزارة الدفاع الأميركية أكدت أن الغارات الروسية لن تغير النهج العسكري للولايات المتحدة.
التدخل الروسي والموقف الأميركي
إلا أن بعض المحللين يرون أن تدخل روسيا من شأنه أن يغيّر المعادلة ميدانياً لصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بحيث لا يمكن أن تظل الولايات المتحدة على موقفها.
باتريك سكينر، من مجموعة "صوفان غروب" لتقييم المخاطر التي أسسها عملاء سابقون في مكافحة الإرهاب، قال إن "روسيا ستخرجنا من السبات الذي نغرق فيه منذ أكثر من عام عندما اعتبرنا أن تنظيم الدولة هو أكبر تهديد، بينما لا أحد يشاطرنا هذا الموقف".
وتابع سكينر "إنها حرب أهلية بمعسكرين مع الأسد أو ضده، وهذا لا يفسح مجالاً كبيراً للتركيز على داعش".
ماكين يدعو واشنطن لتغيير سياستها
وكان السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي ينتقد السياسة الأميركية في الشرق الأوسط منذ مدة، دعا البيت الأبيض هذا الأسبوع إلى تعزيز تدخله العسكري.
ماكين، دعا أيضاً، إلى إقامة منطقة حظر جوي في سوريا لحماية اللاجئين ومقاتلي المعارضة المسلحة من النظام السوري.
وقال: "سيتعين علينا حماية تلك المناطق من خلال التزام جوي أكبر للائتلاف الدولي والولايات المتحدة وعلى الأرجح من خلال إرسال قوات برية"، بينها قوات أميركية.
من جانبها دافعت هيلاري كلينتون، المرشحة الأوفر حظاً في الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية في 2016، عن فكرة إقامة منطقة حظر جوي في سوريا خلال مناظرة تلفزيونية لمرشحي الحزب الثلاثاء.
أوباما يفتقد الحليف في سوريا
وأوضح جوشوا لانديس، مدير مركز الدراسات حول الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما، أن تردد إدارة باراك أوباما في الالتزام عسكرياً بشكل أكبر مردّه عدم توافر حليف يمكن الوثوق به في سوريا لتدعمه عسكرياً.
لانديس قال إن "المشكلة هي أن الولايات المتحدة غير قادرة على إيجاد شريك" في سوريا، فالمجموعات المسلحة السورية التي تحارب النظام يمكن أن تنتقل في أي لحظة إلى "التعاون" مع تنظيم القاعدة.
إلا أن الإدارة الأميركية لم تبق بعيدة تماماً عن النزاع في سوريا ومحاربة نظام بشار الأسد.
برنامج تدريب المعارضة
فمنذ عام 2013 قامت وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" بتدريب وتسليح مقاتلين يحاربون النظام، فيما قال سكينر إنه "أكثر البرامج السرية علانية" لدى الوكالة.
وزوّدت الاستخبارات الأميركية وحلفاؤها في المنطقة المقاتلين المسلحين بصواريخ "تي أو دبليو" المضادة للدبابات التي يتم توجيهها عند بعد والقادرة على تدمير الدبابات السورية.
المجموعات المسلحة تناقلت مؤخراً صور هذه الصواريخ على الشبكات الاجتماعية بشكل كبير، ما ينذر باندلاع "حرب جديدة بالوكالة" بين موسكو وواشنطن بعد 3 عقود على انتهاء الحرب الباردة.
إلا أن الخبراء يشددون على أن التأثير العسكري لهذه الصواريخ يظل نسبياً.
تفوق للجيش السوري على المعارضة
وعلق ستيفن بيدل، الأستاذ في جامعة جورج واشنطن في العاصمة الأميركية، بأن "قوات النظام (السوري) لديها بعض نقاط تتقدم فيها على المقاتلين المسلحين، ولا تقتصر على الدبابات بل المدفعية والدعم الجوي بشكل خاص"، وهما جانبان لا قدرة لصواريخ "تي أو دبليو" على التصدي لهما.
إلا أن الإدارة الأميركية ستحافظ على الخط العسكري نفسه، أقله في الوقت الحالي.
وصرح وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، الأربعاء، بأن الولايات المتحدة "ستواصل حملتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية بالتصميم نفسه وفي ساحة المعركة نفسها".
الأربعاء أيضاً، أعلنت الولايات المتحدة أنها اقتربت مع روسيا من إبرام اتفاق لتجنب وقوع أي حادث بين طائراتهما العسكرية في الأجواء السورية.