داعش والمعارضة والحكومة السورية يتقاسمون محطات مياه حلب.. تعرف على تفاصيل الحرب الجديدة

على الرغم من القصف الكثيف ومقتل أصدقائها أمام عينيها والعيش بلا كهرباء استطاعت ليانا درويش أن تصمد أكثر من 4 سنوات من الحرب الأهلية، بل إنها حصلت على شهادتها الجامعية وسط كل هذا الخراب

عربي بوست
تم النشر: 2015/10/15 الساعة 14:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/10/15 الساعة 14:39 بتوقيت غرينتش

على الرغم من القصف الكثيف ومقتل أصدقائها أمام عينيها والعيش بلا كهرباء استطاعت ليانا درويش أن تصمد أكثر من 4 سنوات من الحرب الأهلية، بل إنها حصلت على شهادتها الجامعية وسط كل هذا الخراب.

لكن ما دفعها للرحيل أخيراً لم يكن القناصة أو القنابل بل المعاناة الدائمة للعثور على مياه آمنة.

الحرمان من المياه

وفي ظل انقسام المدينة إلى غرب تسيطر عليه الحكومة وشرق خاضع لسيطرة المعارضة تمكن كل جانب من حرمان الآخر من المياه وهو الأمر الذي تقول الأمم المتحدة والصليب الأحمر أنه يصل إلى حد استخدامه "كسلاح حرب" ضد المدنيين.

وقالت درويش (28 عاماً) والتي غادرت الجزء الخاضع لسيطرة الحكومة من حلب وانتقلت إلى تركيا قبل بضعة أسابيع "أزمة المياه هي الكارثة".

وأضافت حاولنا التكيف مع كافة أنواع النقص والمخاطر بما فيها الكهرباء، لكن المياه مسألة مختلفة، كيف يمكن أن نعيش بدونها؟"

وقالت إن السكان لجأوا إلى حفر الآبار، لكن المياه التي تستخرج منها قد تكون غير صالحة للاستهلاك، وأصيب شقيقها الذي شرب من مياه الآبار بمرض في كليتيه.

مياه ملوثة

موظف يعمل لحساب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) قال إنه تم الإبلاغ عن حالات إصابة بالتيفود والسلمونيلا بسبب المياه الملوثة.

وقال فؤاد حلاق وهو عامل إنقاذ متطوع في شرق حلب إن الأسر الفقيرة تضطر للاختيار بين شراء الطعام أو المياه النظيفة.

وأضاف "يبلغ ثمن عبوة المياه سعة 1.5 لتر نحو 75 ليرة سورية (0.40 دولار). لا يمكن أن تنفق أسرة من ستة أفراد هذا المبلغ على المياه وحدها لن يتبقى لهم شيء للطعام."

وقال ماهر غفاري الموظف في يونيسيف إنه ليس بالضرورة أن تكون المياه المعبأة التي تبيعها الشركات الخاصة آمنة ولكن على الرغم من ذلك تصطف الأسر في طوابير بالساعات لشرائها.

وقال غفاري "انتظرت فتاة صغيرة في الصف لأربع أو خمس ساعات لتكتشف أن الجالونين اللذين يجب أن تحملهما ثقيلان للغاية فسقطت وأخذت تبكي."

ضعف الإمدادات

بافل كرزيسيك موظف في الصليب الأحمر قال إن سكان حلب يحصلون على المياه النقية في المتوسط لنصف الشهر فقط.

وأضاف "هذا لا يكفي حتى إذا حاول الناس اتخاذ إجراءات طوارئ مثل خزان للمياه."

ويعمل الصليب الأحمر على تسهيل الحصول على مياه جوفية نظيفة فيوفر خرائط على الإنترنت حتى يتسنى للسكان تحديد أقرب مصدر لهم.

الجميع يتحكم في المياه

جماعات إغاثة دولية تقول إن أزمة المياه ترجع إلى أساليب تستخدمها الأطراف المتحاربة التي تحرم المدنيين من الاحتياجات الأساسية عمداً.

وقالت يونيسيف في أغسطس/ آب إنها سجلت 18 حالة لقطع المياه بشكل متعمد خلال العام.

وإمدادات المياه لحلب ضعيفة جداً لأنها خلال رحلتها تمر بمناطق خاضعة لسيطرة أطراف مختلفة، إذ يسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على محطة الضخ الأساسية على نهر الفرات،

بينما تخضع محطة الضخ التالية في منطقة سليمان الحلبي لجماعات معارضة متنافسة. أما المحطة الأخيرة فهي في أيدي الحكومة.

وقطع "داعش" الإمدادات من نهر الفرات لبضعة أيام أوائل العام الماضي.

ويقول غفاري إنه في يوليو/ تموز من هذا العام تم خفض الإمدادات إلى 40% فقط من كميتها الطبيعية وهو ما أدى الى نقص شديد في شهرين شديدي الحرارة بفصل الصيف.

صراع المياه والكهرباء

وأضاف أن مقاتلي جبهة النصرة استغلوا سيطرتهم على منطقة سليمان الحلبي فقطعوا المياه 3 أسابيع في يوليو /تموز للضغط على الحكومة لتعيد الكهرباء.

ويتوقف تشغيل جميع محطات الضخ على إمدادات الكهرباء التي تسيطر عليها الحكومة.

وبينما تواجه مدن في مختلف أنحاء سوريا نقصاً يقول سكان حلب إنهم لا يحصلون على الكهرباء في المعتاد إلا لساعة واحدة فقط يومياً وأحياناً يمضون يومهم بلا كهرباء على الإطلاق.

وحين لا تتوفر الكهرباء لتشغيل محطة الضخ بمنطقة سليمان الحلبي تضيع المياه في كثير من الأحيان في نهر قويق الذي يجري بينها وبين المحطة الأخيرة.

وقال غفاري إن يونيسيف تساعد في تركيب الخزانات ووحدات التنقية لتخزين هذه المياه.

وحتى الآن لا توجد بوادر تذكر على أن الحكومة أو جماعات المعارضة المختلفة ستتمكن من إنهاء جمود الموقف والسيطرة على حلب حتى تعود الحياة إلى طبيعتها.

لا أمل

واكتوى المدنيون بنار القتال بين قوات الحكومة السورية ومجموعة من جماعات المعارضة المسلحة في حلب المقسمة والتي كانت العاصمة التجارية لسوريا تلك المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة حيث وضعت الحافلات والسيارات المحطمة فوق بعضها البعض لحماية السكان من نيران القناصة.

وتحولت مناطق شاسعة إلى أنقاض.. فقد طال الدمار أسواقاً ومساجد في المدينة القديمة في حلب المدرجة ضمن قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي.

وقالت درويش اللاجئة السورية التي انتقلت إلى تركيا "تستغل أطراف الصراع هذه الحرب على ما يبدو والمدنيون يدفعون الثمن… لا أحد يرى أملا في حل."

تحميل المزيد