أثارت سيارة ليموزين هامر فخمة بـ16 مقعداً تقدر قيمتها بـ50 ألف جنيه إسترليني،شوهدت أمام فندق في قرية قريبة من "هيثرو" تقل لاجئين تمهيداً لنقلهم إلى ملجأ جديد في مدينة مانشستر، الجدل في بريطانيا، خاصة مع ما ذكره سائق السيارة لأهل القرية المذهولين من أن وزارة الداخلية تتكفل بالفاتورة البالغة 3 آلاف جنيه إسترليني (4637 دولار).
وكان سكان قرية "لونغ فورد" قد اشتكوا الأعداد الزائدة من اللاجئين في بلدتهم التي باتت أشبه بالمخيم.
تقول رنا سيف (55 عاماً) صاحبة مقهى في القرية والتي التقطت صورة الليموزين السوداء "إن هذا تبديدٌ للأموال ونقود دافعي الضرائب. ليست مشكلتي في اللاجئين فأنا جئت مهاجرة إلى هنا من السويد، لكن هناك أعداد كبيرة منهم في هذه القرية الصغيرة".
وأضافت "لقد ظلت السيارة واقفة هنا نصف ساعة حتى ظننتها حفلة عرس! كانت السيارة تقل 7 لاجئين شباب أفارقة، وقال السائق إنه سيقلهم إلى مانشستر وأنه سيتقاضى 3000 جنيه إسترليني مقابل ذلك وأن وزارة الداخلية هي من ستدفع له أتعابه".
ويصل اللاجئون البلدة على متن حافلات تقلهم حتى يتم إنزالهم في الفندق والمنازل المحلية على نفقة وزارة الداخلية حتى يتم النظر في أوراق هجرتهم وطلبات لجوئهم، ورغم أن الوزارة ترفض التصريح عن تكاليف السكن إلا أن أحد أهالي القرية كشف أن عقد الإسكان تبلغ قيمته 7000 جنيه إسترليني في اليوم الواحد.
مليونير يؤجر منازله للاجئين
ووفق ما ذكرته صحيفة دايلي ميل البريطانية، يملك رجل الأعمال المليونير سريندر أرورا (57 عاماً) المنازل المستخدمة في إيواء اللاجئين في القرية والملاصقة للفندق، ويشاع أنه يكسب عشرات الآلاف من الجنيهات كل شهر من وزارة الداخلية مقابل إيواء للاجئين الذين يأتون من بلدان كإيران والسودان وأريتريا وسوريا ليحلوا ضيوفاً على منزله وغيره من مقرات الإيراء التي انتشرت بطول بريطانيا وعرضها.
وطبقاً لقائمة صاندي تايمز لأغنياء بريطانيا، فإن السيد أرورا، مالك سلسلة فنادق أرورا تربو ثروته على 356 مليون جنيه.
ويشتكي سكان البلدة من أعداد اللاجئين المتزايدة. ورغم سلوكياتهم الطيبة، إلا أن وجودهم في مجموعات كبيرة جعل أهل القرية يتوجسون منهم.
يقول راي (85 عامًا)، إن اللاجئين سكنوا جميع البيوت المحيطة بمنزله وأنهم دائماً ما يتجمعون أمام البيت يدخنون ويرمون أعقاب السجائر في حديقته.
ورغم أنه لا يريد أن يُؤخذ كلامه على محمل عنصري، إلا أنه يرى الوضع الحالي مشكلة لأن القرية صغيرة على أعدادهم، خاصة وأن معظم هؤلاء اللاجئين من الرجال والشباب الذين يتجمعون للتدخين والاتكاء على أسوار الجيران والحديث بلغات يجهلها أهل القرية مما يثير حولهم الريبة والوساوس.
بدورها ذكرت وزارة الداخلية أنها أنزلت اللاجئين في لونغ فورد مؤقتاً لمدة يومين حتى نقلهم لاحقاً.
بالتاكسي من باريس
سوداني شاب في العشرينات جلس متكئاً على سور حديقةٍ البارحة وتحدث إلى الديلي ميل عن قصته كيف وصل إلى بريطانيا بالتاكسي من باريس قبل 3 أيام قائلاً المسكن جيد لكن الطعام رديء. أحب إنكلترا وأريد البقاء هنا".
وتحدث سوداني آخر اسمه مقداد عن قيامه بدفع مبلغ 370 جنيهاً لمهرب في مدينة كاليه ليساعده على المجيء إلى بريطانيا، مضيفاً "لا خيار آخر لدي، إني هارب من الموت".
وبينما عبر المزيد من أهل البلدة عن تقبلهم للاجئين لكن مع رغبة بإبداء مزيد من التخطيط والتروي في إسكانهم لا فرضهم فجأة وسط قرية لا ينسجمون مع نسيجها، كما انتقد البعض الآخر طمع وجشع مؤجري المنازل والفنادق مثل السيد أرورا الذين يجمعون المال على حساب راحة الجيران ونفقة الدولة.
فنادق للاجئين
وكان عشرات طالبي اللجوء قد شوهدوا في وقت سابق من هذا العام في منتجع فندقي في ستوكبورت حيث تم إيواؤهم جنباً إلى جنب مع مرتادي الفندق.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية إن بريطانيا تفخر بتاريخها في مجال استضافة اللاجئين المحتاجين وأن الوزارة ملتزمة بتأمين المسكن الآمن لهم حتى ينظر في طلبات لجوئهم.
وعقّب على مسألة الإيواء قائلاً إن قرار اختيار مأوى فندقي أو منزلي راجع للمتعاقدين الذين يتحملون التكلفة. "لقد وضحنا لمزوّدينا أن استخدام الفنادق لن يقبل إلا على مدى قصير مستعجل، ونحن نتخذ خطوات مع المزودين للتأكد من سير الأمور بهذا الشكل."
وتستقبل بريطانيا طلبات اللجوء وتقوم بتقييمها بالنظر إلى كل حالة على انفراد، حيث يمنح اللجوء للحالات التي تعبر عن حاجة حقيقية للحماية أو عن مخاوف حقيقية من الاضطهاد، وفي حال وُجِد أن شخصاً ليس بحاجة للحماية يتم ترحيله طوعاً أو كرهاً.
وأضاف متحدث آخر باسم وزارة الداخلية: "المتعاقدون معنا هم المسؤولون عن نقل طالبي اللجوء والتكفل بنفقات ذلك، غير أن هذه الحادثة غير مقبولة وقد اعتذرت شركة سيركو عنها، وهي الشركة التي تعاقدت معها الحكومة البريطانية لنقل اللاجئين .
كما أوردت الديلي ميل لائحة بالأسعار المعتادة لإيجار سيارات الليموزين الهامر، حيث تراوحت الأسعار التي تقدمها 3 وكالات سيارات خاصة بين 895 جنيهاً و1295 للرحلة الواحدة من لندن إلى مانشستر، بينما تكلفة رحلة الذهاب والإياب تراوحت بين 1295 و2000 جنيهاً – أي أقل بكثير من المبلغ الذي تقاضاه سائق الليموزين المذكورة في الخبر.