أكد الأمير تركي الفيصل، رئيس جهاز المخابرات السعودي الأسبق، رفض الرياض تقاسم الدول الإسلامية الأخرى مسؤولية الإشراف على موسم الحج، وذلك بعد أن طالبت بذلك دول منها إيران إثر وقوع حادثة "تدافع منى".
الأمير السعودي في حوار مع وكالة "أسوشتيد برس" نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، قال إن الرياض تعتبر الإشراف على مناسك الحج "موضوع سيادة وتشريف"، وقضية تتعلق بسيادتها الوطنية.
ورد الأمير تركي الفيصل على انتقادات إيران حول حادث تدافع منى، واتهمها باستغلاله سياسياً، قائلاً: "أعتقد أنهم يحاولون تحقيق إنجاز سياسي من خلال هذا الحادث، وهذا أمر يؤسف له"، وأضاف: "يجب ألا تكون المعاناة الإنسانية أداة لسياسة لا أخلاقية".
وأكد أن "السعودية تجاوزت عبر السنين الأوقات الصعبة، عندما كان الحجيج لا يضمنون أمنهم في الأيام القديمة، والعوامل الأخرى مثل المرض والازدحام والسكن، ولن نتخلى عن تلك الميزة أو الرفعة بكوننا خدماً للحرمين الشريفين".
تصريحات الأمير تركي جاءت وسط انتقادات للسعودية؛ بسبب حادث التدافع الذي قُتل فيه أكثر من 1400 حاج، بحسب إحصائية أعدتها "أسوشيتد برس".
فيما تشير أرقام أخرى إلى أن عدد الوفيات يقدر بحوالي 1500 حاج، ما يجعله من أكثر الحوادث دموية في تاريخ الحج المعاصر، مع أن وزارة الحج السعودية تقدر عدد القتلى بـ769 حاجاً.
الأمير تركي، الذي يترأس حالياً مركز فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية، عمل أكثر من عقدين مديراً للاستخبارات السعودية وسفيراً في بريطانيا وإيرلندا والولايات المتحدة. وشقيقه الأمير خالد هو أمير مكة الحالي.