فيما بدا سحباً للثقة من المعارضة السورية المعتدلة، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية الجمعة 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 أن البنتاغون سيقلص برنامجه لتدريب المعارضة المعتدلة لقتال تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) وسيركز بدلاً من ذلك على"مجموعة منتقاة من قادة" المعارضة السورية الذين تثق بهم.
المسؤول الأميركي قال إن "النموذج السابق كان قائماً على تدريب وحدات من المشاة، ونقوم الآن بالتغيير إلى نموذج من شأنه أن يؤدي إلى إمكانيات قتالية عسكرية أكبر".
وامتنع المسؤول عن كشف عدد الذين سيتم تدريبهم وتسليحهم، لكنه أشار إلى أنه سيبدأ العمل بالأسلوب الجديد "خلال أيام".
ويعتبر هذا التغيير في الاستراتيجية بمثابة اعتراف ضمني بفشل برنامج وزارة الدفاع الأميركية في تدريب الآلاف من المتمردين السوريين "المعتدلين" بكلفة 500 مليون دولار.
وكانت نتائج هذا البرنامج كارثية، فحين عبرت مجموعتان صغيرتان من تركيا إلى سوريا العام الحالي، الأولى تعرضت إلى هجوم، فيما تخلت الأخرى عن غالبية معداتها لجبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك إن برنامج التدريب لم يكن سوى جزء من جهود الولايات المتحدة، مؤكداً تسليح جماعات داخل سوريا، مثل القوات الكردية للدفاع عن بلدة كوباني.
وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قال "أعتقد أن التغييرات التي نقوم بها اليوم ستزيد، مع مرور الوقت، القدرة القتالية للقوات التي تقاتل داعش في سوريا، وفي نهاية المطاف ستساعد حملتنا على إلحاق هزيمة دائمة بداعش".
كوك قال أيضاً إن كارتر أصدر توجيهات للجيش "بإعطاء المعدات والأسلحة لمجموعة مختارة حتى تتمكن مع مرور الوقت من إحراز تقدم منسق في الأراضي التي ما زالت تسيطر عليها داعش".
وأضاف كوك "سنواصل مراقبة التقدم الذي تحرزه هذه الوحدات، وتقديم الدعم الجوي لهم وهم يقاتلون داعش"، مشدداً على أن تركيز وزارته على "التجهيز والتمكين (للمعارضة السورية) سيساعدنا على تعزيز التقدم الذي تم تحقيقه في الحرب على داعش داخل سوريا".
الخطة الجديدة التي اتبعتها وزارة الدفاع مؤخراً، تأتي استجابة لنداءات عددٍ من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزب الجمهوري، على رأسهم رئيس لجنة القوات المسلحة في المجلس جون مكين، والتي طالبت بتدقيق خلفيات قيادات الجماعات المعارضة بدلاً من تدقيق خلفيات جميع المنضمين، وهو ما رفضته الإدارة الأمريكية بالكامل في وقتها.