فيسبوك يجبر رسامة يابانية على حذف “كاريكاتير” يحذّر من اللاجئين السوريين

عربي بوست
تم النشر: 2015/10/09 الساعة 10:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/10/09 الساعة 10:27 بتوقيت غرينتش

حذفت رسامة يابانية صورة كارتونية "كاريكاتير" كانت قد رسمتها لطفلة سورية بعد مطالباتٍ بحذف الصورة التي وُصفت "بالعنصرية" وتم نشرها مرفقة بتعليق يقول:

"أريد أن أعيش حياة آمنة، وآكُل طعامًا شهيًا، وأرتدي ثيابًا جميلة، وأعيش حياة مرفهة… وأن يتحمل شخص آخر نفقات كل هذا. لدي فكرة، سأصبح لاجئة".

وكان أكثر من 10 آلاف شخص وقعوا على عريضة تطالب فيسبوك بحذف الصورة التي تم نشرها من قبل الرسامة اليابانية التي تنتمي لليمين المتشدد في سبتمبر/أيلول 2015 على الشبكة الاجتماعية.


العريضة التي تم نشرها من قبل حساب فيسبوك يحمل إسم "لا تسمحوا بوجود المجموعات العنصرية"، قالت "بأن فيسبوك يجب أن يعتبر الرسمة المهينة لللاجئين السوريين عنصرية".

وعلى الرغم من أن صحيفة Times اليابانية ذكرت أن فيسبوك لم يقم بحذف الصورة لأنها لا تتعارض مع مبادئه الاجتماعية، فإن صاحبة الصورة أزالتها بنفسها، ولكنها ما زالت تدافع عن أسباب قيامها بنشرها منذ البداية.

وأعربت توشيكو هاسومي في تصريحات لموقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC عن اعتقادها بأن الذين قدّموا العريضة هم نشطاء يساريون.

وأضافت، "قمت برسم العديد من المانغا (الكاريكاتير الياباني) السياسية التي تخالفهم، هذا هو سبب استهدافهم لي".

وزعمت توشيكو بأن الصورة والتعليقات المرفقة بها "لم تذكر عرقاً أو جنسية بعينها"، بالرغم من اعترافها بأنها استلهمت الرسمة من صورة لطفلة تبلغ 6 أعوام في مخيم للاجئين السوريين في لبنان، والتي التقطها المصور جوناثان هيامس الذي يعمل لحساب جمعية "أنقذوا الأطفال Save the Children" الخيرية.

ولم تقدّم توشيكو اعتذارًا، بل قالت "لا أريد أن تنخدع الدول الأوروبية، ولا يجب أن يعاني مواطنوها بسبب هؤلاء اللاجئين الزائفين".

كما اعترفت بأنها كانت تحاول أن تكون استفزازية باستخدامها صورة طفلة صغيرة وقالت, "بكل بساطة، سبب استخدامي لصورة طفلة، أنه إذا استخدمت صورة رجل كبير لما جذبت كل هذا الانتباه. أنا لا أنكر أن هناك لاجئين بائسين بالفعل، ولكنّي أرفض وجود لاجئين زائفين يتظاهرون بأنهم ضحايا، مستغلين اهتمام وسائل الإعلام باللاجئين الفقراء الحقيقيين".

من جانبها ذكرت جمعية "أنقذوا الأطفال" في بيان لها أن "استخدام هذه الصورة في خارج سياقها بطريقة تهين الطفلة وأسرتها وجميع اللاجئين، هو أمر غير مقبول. نحن سعداء لإزالة تلك الصورة".

وكانت اليابان ساهمت بمساعدات مادية بلغت 810 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين والعراقيين، لكن رئيس الوزراء شينزو آبي رفض استقبال أي منهم في اليابان.

وفي العام الماضي، قبلت اليابان 11 لاجئاً فقط من بين 5 آلاف ممن طلبوا اللجوء إلى طوكيو.

وتعتبر اليابان واحدة من أكثر بلدان العالم التي تمتلك تجانسًا عِرقيًا، ولكن تبقى قضية الهجرة مثيرةً للجدل بشكل كبير بالرغم من الانخفاض في عدد السكان وارتفاع نسبة الشيخوخة في اليابان.

– هذه المادة مترجمة من موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC. يمكنك الاطلاع على الموضوع الأصلي من خلال هذا الرابط.

تحميل المزيد