هل تغلق الجزائر قناة الوطن المستقلة لاستضافتها معارضاً من جبهة الإنقاذ؟

عربي بوست
تم النشر: 2015/10/08 الساعة 11:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/10/08 الساعة 11:52 بتوقيت غرينتش

أكد حميد قرين، وزير الإعلام الجزائري، أن حكومة بلاده ستتابع قناة "الوطن المستقلة" قضائياً، مشيراً لفتح تحقيق حول استضافة أحد برامجها للمعارض مزراق مدني، زعيم الجيش الإسلامي للإنقاذ المنحل في تسعينيات القرن الماضي، والمحظور ظهوره على وسائل الإعلام.

قناة الوطن الجزائرية، حسب متتبعين للمشهد الإعلامي، باتت قريبة من الغلق، بعد التصريحات التي أطلقها الأربعاء 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، حميد قرين، في لقاء مع الصحفيين، حيث اتهم القناة بعدم الاحتراف والخروج عن قوانين الجمهورية، إضافة إلى المساس برموز الدولة وشخص الرئيس على وجه التحديد.

القناة تعدت الخطوط الحمراء

واعتبر وزير الإعلام الجزائري في تصريح للإذاعة الجزائرية أن مساءلة قناة الوطن ومتابعتها قضائياً، هو إجراء روتيني و"لابد منه، للحفاظ على البنية الإعلامية الجزائرية، وعدم الانقياد وراء تصريحات بعض ضيوف البرامج كونهم يؤثرون بشكل مباشر على الرأي العام".

قرين أضاف أيضاً، أن القناة "تعدت كل الخطوط الحمراء باستضافتها لهذه الشخصية المعروف تاريخها، وكانت حلقة البرنامج مليئة بالسب لرموز الدولة والتشكيك ببعض المعلومات التاريخية، وغيرها من الأمور التي تجعلنا كقائمين على الشأن الإعلامي في الجزائر حريصين على منعها"، حسب تعبيره.

واختتم حديثه بطلب لكل القائمين على القنوات الخاصة في الجزائر "من أجل العمل وفق ما تنص عليه القوانين، ووضع مصلحة البلاد كأولى الأولويات".

كنا ننتظر تهنئة

مالك قناة الوطن جعفر شلي، أفاد في تصريح لـ"عربي بوست"، أن هدف الحكومة هو "تحطيم القناة"، وتساءل: "كيف يترك ضيف البرنامج حراً طليقاً دون توجيه اتهام، رغم تصريحاته التي وصفها وزير الإعلام بغير المقبولة".

وأضاف شلي أن البرنامج "حر في استضافة الشخصيات الوطنية من المعارضة أو الموالاة"، معتبراً مزراق مدني من الشخصيات الوطنية التي استفادت من قانون السلم والمصالحة الوطنية، "ولا وجود لقانون إعلام في الجزائر يفرض على القنوات طريقة العمل وما لا يجب ظهوره على هذه القنوات"، حسب تعبيره.

شلي أردف قائلا: "كنا في القناة ننتظر رسالة تهنئة من طرف وزير الإعلام، لأن الحلقة بثت موازاة مع إحياء ذكرى المصالحة الوطنية، وشخصية مداني مزراق كانت بارزة في هذا الحدث، بدل اتهامنا ومتابعتنا قضائياً".

مشيراً إلى أنه "كان الأجدر بالدولة متابعة صاحب التصريحات وليس القناة، لذا فنحن نشكك في نوايا وزارة القطاع عامة والحكومة في تدخلها بشأن قناة الوطن وتهديدها".

ووصف شلي قناة الوطن بـ"المنبر المعتدل، الموجه للأسرة الجزائرية التي مزقها الإعلام الأجنبي، وأن كل متتبعي القناة يؤكدون احترام البرامج للذوق الجزائري، والاهتمام بقضايا الشعب اليومية، بطاقم عمل يعي جيداً أخلاقيات المهنة وشرف الصحافة".

لماذا الوطن

سفيان خرفي، الإعلامي بجريدة "وقت الجزائر"، يرى أن قصة قناة الوطن "هي نفس السيناريو الذي عرفته قناة الأطلس، والتي أغلقت قبل أكثر من سنة، حيث قامت السلطات بإنذارها ومتابعتها قضائياً، قبل اقتحامها من طرف رجال الأمن ومصادرة أجهزتها، والإقرار بغلقها رسمياً". واعتبر خرفي استفسار مدير قناة الوطن ومتابعته قانونياً أمراً "قد يجر إلى غلق القناة في أي لحظة".

من جانبه، أكد رئيس الكتلة البرلمانية لتكتل الجزائر الخضراء المعارض، الدكتور نعمان لعو، في اتصال هاتفي مع "هافيغنتون بوست عربي"، أن القضية "وراءها أهداف غير مفهومة، لأن استضافة مزراق في القناة ليست مبرراً لمتابعة هذا المشروع الإعلامي، ولأن هذه الشخصية سبق وأن ظهرت في قنوات أخرى.

مشيراً إلى أن مزراق صرح مراراً بتورطه في عدة اغتيالات واعتقالات، وانتقد الحكومة بشدة، ورغم ذلك، لم تتحرك الدولة، ولم تفكر في توجيه السؤال لوسائل الإعلام المستضيفة.

ويضيف الدكتور لعور: "الحكومة في الجزائر لا تريد قنوات مستقلة، ولا تريد الرأي والرأي الآخر، هي تريد من يجعلها في السحاب رغم كل النقائص والانتقادات، وقناة الوطن كما لاحظناها هي قناة تقوم بتغطيات موضوعية، وليس وراءها شخصيات نافذة في الدولة، لذا فهي اليوم مغضوبة عليها من طرف السلطة، وما استضافة مداني مزراق سوى القضية التي اتخذتها ذريعة لملاحقتها".

لعور، اعتبر تحرك السلطات الجزائرية "لتهديد القنوات الخاصة ومتابعتها أمراً خطيراً"، في حين هناك حديث عن تحسين الخدمة الإعلامية وتحقيق حرية التعبير والنقد البناء".

تحميل المزيد