تصاعد التوتر في فلسطين.. ومقتل شاب وإصابة فتاة بعد حادثتي طعن إسرائيليين

بدأت كرة الثلج تكبر بعد تصاعد وتيرة العنف في الأراضي الفلسطينية الأربعاء 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، حيث قُتل شاب فلسطيني وأصيبت فتاة فلسطينية بجروح إثر إقدامهما على طعن إسرائيليين، واعتقلت الشرطة الإسرائيلية فلسطينياً آخر هاجم بسكين إسرائيلياً ببلدة قرب تل أبيب.

عربي بوست
تم النشر: 2015/10/07 الساعة 14:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/10/07 الساعة 14:37 بتوقيت غرينتش

بدأت كرة الثلج تكبر بعد تصاعد وتيرة العنف وتوسع دائرة التوتر الشديد بين الاسرائيليين والفلسطينيين الأربعاء 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، لتبلغ وسط اسرائيل وجنوبها في الأراضي الفلسطينية، حيث قُتل شاب فلسطيني وأصيبت فتاة فلسطينية بجروح إثر إقدامهما على طعن إسرائيليين، واعتقلت الشرطة الإسرائيلية فلسطينياً آخر هاجم بسكين إسرائيلياً ببلدة قرب تل أبيب.

فيما قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، منع وزراء حكومته من دخول المسجد الأقصى، كما أجل زيارة كانت مقررة الخميس إلى ألمانيا، وطالب من الإسرائيليين أن يكونوا "في حالة تأهب قصوى"، وهو ما يلقي ظلالاً على بوادر التهدئة التي صدرت خلال الساعات الماضية عن مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين.

حوادث طعن الأربعاء

دائرة التوتر في الأراضي المحتلة، توسعت اليوم للمرة الأولى إلى مناطق كانت بمنأى عنها، حيث قتل شاب فلسطيني برصاص الشرطة الإسرائيلية الأربعاء في بلدة "كريات جات" في جنوب إسرائيل بعد أن طعن جندياً إسرائيلياً وأخذ سلاحه.

الشرطة والجيش الإسرائيليين قالا إن الشاب قام بطعن الجندي في ذراعه بسكين، وأخذ سلاحه ثم لجأ إلى بناية سكنية حيث قتلته الشرطة.

وبحسب مصادر أمنية فلسطينية فإن الشاب يدعى أمجد حاتم الجندي (17 عاماً)، من بلدة "يطا" في الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.

وفي القدس قامت فتاة فلسطينية تدعى شروق دويات (18 عاماً) في وقت سابق الأربعاء على طعن يهودي في ظهره في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة على مقربة من المسجد الأقصى، قبل أن يتمكن الرجل (35 عاماً) من سحب سلاحه وإطلاق النار عليها وإصابتها بجروح خطيرة.

9 قتلى من الجانبين

وبذلك يرتفع عدد القتلى الذين سقطوا منذ الخميس الماضي إلى 9، بينهم 4 إسرائيليين و5 فلسطينيين، وهم مستوطنان في شمال الضفة الغربية المحتلة، وإسرائيليان في البلدة القديمة بالقدس.

أما الفلسطينيون فهم شابان كانا قد قتلا بعد مهاجمتهما إسرائيليين بالسكاكين في القدس، وفلسطينيان آخران في الضفة الغربية خلال مواجهات مع جنود إسرائيليين، بالإضافة إلى الشاب الذي قتل اليوم.

ويلقي عشرات الفلسطينيين الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود الإسرائيليين الذين يردون باستخدام الرصاص الحي والمطاطي.

الإصابات

وعن المصابين في الاشتباكات بين الجانبين، فقد أصيب شاب فلسطيني بجروح خطيرة صباح الأربعاء بعد إطلاق مستوطنين إسرائيليين النار عليه في الضفة الغربية المحتلة، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني وشهود عيان.

الشاب البالغ من العمر 18 عاماً، أصيب قرب بيت ساحور ونقل إلى قسم العناية المكثفة في المستشفى وحالته مستقرة، وفق مصادر طبية.

فيما قالت الشرطة الإسرائيلية أن الفلسطينيين قاموا بإلقاء الحجارة في المنطقة ما دفع المستوطنين إلى إطلاق النار.

وحدات المستعربين تصيب 3 فلسطينيين

كما أصيب 3 فلسطينيين، أحدهم بجروح خطيرة، بعد أن أطلق عليهم عناصر من وحدة المستعربين الإسرائيلية النار، إثر تسللهم إلى صفوف تظاهرة قرب الحاجز العسكري في بيت إيل.

صحافيون في وكالة فرانس برس، قالوا إن 4 رجال ملثمين، أحدهم يحمل علم حركة حماس كانوا يلقون الحجارة مع آخرين خلال التظاهرة.

وبعدها، انفصلت مجموعة من الشبان عن باقي المتظاهرين، وأخرجوا مسدسات وأطلقوا النار على شبان فلسطينيين.

وأصيب أحد الشبان في مؤخرة جمجمته، ووصل بعدها جنود إسرائيليون كانوا على مسافة عشرات الأمتار لمساعدة مطلقي النار على سحب الشبان الـ3 عبر سحلهم من أيديهم باتجاه المركبات العسكرية الإسرائيلية.

الفلسطينيون يقولون إن إسرائيل ترسل دائما وحدات مستعربين يرتدون ملابس متظاهرين ويتحدثون العربية بطلاقة إلى التظاهرات للقيام باعتقالات في صفوف المتظاهرين الفلسطينيين.

نتانياهو يمنع وزراءه من اقتحام الأقصى

من جانبها، أفادت صحيفة هآرتز الأربعاء أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو طلب من الشرطة منع أي وزير في حكومته من التوجه إلى باحة المسجد الأقصى في القدس.

الصحيفة، قالت إن هذا الإجراء يهدف إلى تخفيف حدة التوتر مع الأردن وخفض مستوى المواجهات العنيفة بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين.

وكان وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أرييل (حزب البيت اليهودي، قومي ديني) زار مرارا باحة الأقصى مما أثار غضب الفلسطينيين.

كما يزور الباحة أحيانا العديد من نواب حزبه، إضافة إلى نواب من حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتانياهو.

وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حذر مساء الأربعاء من أن لدى بلاده "خيارات دبلوماسية وقانونية للتصدي للانتهاكات الإسرائيلية" في المسجد الأقصى في القدس "في حال استمرارها".

دعوات "لأقصى درجات التأهب"

وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء، من الإسرائيليين أن يكونوا "في حالة تأهب قصوى" والتحلي بضبط النفس حيال أعمال العنف في القدس والضفة الغربية والتي امتدت إلى إسرائيل.

من جهته حذر الرئيس الإسرائيلي روفين ريفلين الأربعاء، من التحريض الديني بالأماكن المقدسة في القدس، مشيراً إلى أن إسرائيل والفلسطينيين "على فوهة بركان".

نتنياهو يؤجل زيارته لألمانيا

من جهة أخرى، أعلن مسؤول إسرائيلي الأربعاء إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أرجأ زيارة كانت مقررة الخميس إلى ألمانيا بسبب الوضع الأمني.

وكانت الزيارة المقررة ليومين تأتي في إطار اللقاء الوزاري السادس بين إسرائيل وألمانيا، وقرر نتانياهو في بادئ الأمر تقصير مدتها قبل تأجيلها تماماً.

بداية التوتر من المسجد الأقصى

التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة كان قد بدأ على خلفية إصرار يهود متشددين على الصلاة في باحة المسجد الأقصى.

التوتر، وصل اليوم إلى مدينة يافا الساحلية قرب تل أبيب حيث تظاهر عرب إسرائيليون مساء الثلاثاء، دعما للمسجد الأقصى واندلعت اشتباكات عنيفة بعدها مع الشرطة الإسرائيلية.

ويلوح مع هذه الجولة الجديدة من العنف شبح اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة مماثلة لانتفاضتي 1987 و2000.

من جانبهم يشعر الفلسطينيون بإحباط مع تعثر عملية السلام واستمرار الاحتلال الإسرائيلي وزيادة الاستيطان في الأراضي المحتلة، بالإضافة إلى ارتفاع وتيرة هجمات المستوطنين على القرى والممتلكات الفلسطينية.

مسعى للتهدئة

وفي مسعى لتهدئة الوضع، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها رفعت القيود التي كانت فرضتها على المصلين المسلمين لدخول المسجد الأقصى منذ الأحد الماضي.

مسؤولون كبار من الجيش الإسرائيلي التقوا مساء الثلاثاء، نظراءهم من القوى الأمنية الفلسطينية في مسعى لتهدئة التوتر.

وأكد متحدث باسم الجيش أرييه شاليكار أن "التنسيق بين القوى الأمنية الفلسطينية والجيش الإسرائيلي مستمر".

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أعلن الثلاثاء، أنه لا يريد تصعيداً عسكرياً وأمنياً مع إسرائيل، مضيفاً "كل تعليماتنا إلى أجهزتنا وتنظيمنا وشبابنا وجماهيرنا أننا لا نريد التصعيد لكن نريد أن نحمي أنفسنا".

تحميل المزيد