تعيش مصر أجواء احتفالية اعتادها المصريون سنوياً بمناسبة ذكرى انتصارات السادس من أكتوبر، والتي توافق انتصار الجيش المصري على الجيش الإسرائيلي عام 1973م.
ويحرص رؤساء مصر في العصر الحديث على الاحتفال بالذكرى من خلال إلقاء كلمة وسط جموع من رجال الدولة وقادة الجيش، إضافة إلى زيارة تقليدية لقبر الجندي المجهول لوضع إكليل من الزهور تمجيداً لـ "شهداء" الحرب.
وفى احتفالية العام الحالي التي تواكب الذكرى 42 ، حرص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على استغلال هذه الاحتفالات لتدعيم شعبيته فى ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي تمر بها البلاد والمنطقة بشكل عام.
تحليق مكثف للطيران الحربي اخترق حاجز الصوت فوق العاصمة.. يثير التساؤلات؟!
بدا غريباً على سكان العاصمة الأكثر ازدحاماً بالسكان في أفريقيا والشرق الأوسط، تحليق الطائرات الحربية بشكل مكثف قبل أيام قليلة من حلول ذكرى انتصار أكتوبر فوق سماء المدينة، خاصةً وأن الطائرات اخترقت كثيراً الحاجز الصوتي؛ مما أحدث ضجيجاً وأتلف على الإثر كثيراً من نوافذ الغرف خاصةً فى منطقتي " مدينة نصر والتجمع الخامس ".
الظاهرة دفعت الحقوقي هيثم أبو خليل لطرح تساؤلات عدة حول جدوى تلك التي أسماها عدد من المصادر العسكرية بـ "التدريبات العسكرية الاعتيادية" للتجهيز لاحتفالات نصر أكتوبر.
لماذا مناورات طيران الجيش المصري تقترب كثيرا" من المنازل وتغلق لها المجال الجوي والمطارات أكثر من مرة..؟ما هي حكمة هذا …
Posted by هيثم أبوخليل on Sunday, October 4, 2015
من جانبهم، أبدى بعض سكان مناطق بالقاهرة الكبرى استياءهم من هذا التحليق المكثف والمزعج للطائرات الحربية.
بصفتي ساكن لزق في #الكليه_الحربيه ، بقالي 20 يوم بصحى مفزوع علي صوت طيارات بتكسر حاجز الصوت، مبرووك يامصريين، عندنا طياريين فشلة.
#فخر_الوطن
— Fady Gamil (@fadygamili) October 5, 2015
طائرات حربية تخترق حاجز الصوت على ارتفاعات منخفضة في القاهرة
ليه.. مش عارف
يمكن علشان نحس بالأمان 🙂
— Khaled El Masry (@KhaledElMasry14) September 19, 2015
هو مصر فيها حاجة يا جدعان ثالث يوم علي التوالي طائرات تكسر حاجز الصوت
— هانى رضا (@hanireda20201) September 21, 2015
طائرات حربية تخترق حاجز الصوت لتانى يوم فى مدينة نصر
— yaser arafa (@yaser_arafa) September 20, 2015
السيسي يجتمع بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة بكامل أعضائه
فى حادثة أثارت كثيراً من التساؤلات، ترأس الرئيس المصري فى ليلة الأحد 4 أكتوبر/ تشرين أول 2015 اجتماعاً مع كامل أعضاء المجلس العسكري بمناسبة ما أسمته بعض المصادر المقربة من الرئاسة بـ"ذكرى انتصار أكتوبر" دون أن توضح جدوى ونتائج الاجتماع.
الاجتماع أثار تساؤلات عدة، خاصة فيما يتعلق بجدول أعماله ونتائجه التي لم تفصح عنها أي جهة رسمية، وتشير بعض المصادر الصحفية إلـى أن الاجتماع ركز على سُبل تأمين الحدود فى ظل التطورات المتعاقبة فى المنطقة بجانب مناقشة تطورات الأوضاع فى سوريا وموقف الجيش منها. ولم يتسن لـ"عربي بوست" التأكد من صحة تلك المعلومات.
زيارة السيسي لقبر عبد الناصر .
جرت العادة على أن يقوم رئيس الدولة بزيارة قبر الجندي المجهول ووضع إكليل من الزهور تمجيداً وتعظيماً لشهداء الحرب بجانب زيارة قبر الرئيس السادات الذي حقق الانتصار.
لكن هذا العام أقدم السيسي على زيارة قبر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي توفي قبل بدء الحرب بـ 3 سنوات كاملة، بجانب زيارته المعتادة والتقليدية لقبري الجندي المجهول والسادات. هذا الأمر أثار تساؤلات عده حول مغزى تلك الزيارة.
خطاب السيسي فى ذكرى الانتصار
جاء خطاب السيسي فى احتفالات أكتوبر الاثنين من داخل الكلية الحربية حاملاً لرسائل عدة، حرص خلالها الرئيس المصري على إيصالها لأطراف عديدة، داخلية وخارجية.
السيسي واصل تأكيده على متانه العلاقة بين الجيش والشعب مقدماً التحية لأفراد الجيش كافةً، ومؤكداً على أن رجال القوات المسلحة ظلوا يتقاضون نصف رواتبهم لمدة 20 عاماً ليتمكنوا من توفير الموارد الاقتصادية للجيش، على حد قوله.
وحذر السيسي الشعب المصري من مصير شعوب سوريا والعراق وليبيا التي تشهد صراعات عديدة قائلاً "علينا أن نستقرئ جميعاً أحوال بعض دول المنطقة التي تواجه صعوبات جمة، أثرت سلباً على حياة شعوبها"، مؤكداً أن مصر بوعي شعبها لن تسمح أبداً بحدوث ذلك على أراضيها، ولن يتمكن أحد من المساس بها.
وواصل السيسي تأكيده على نجاح الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي قائلاً "ما حدث في 30 يونيو/ حزيران كان تغيراً جذرياً" وتابع "لا يمكن لأي طرف أن يفرض إرادته على المصريين الذين يتمتعون بحرية كاملة في خياراتهم"، على حد وصفه.
كما واصل السيسي تأكيده على مواصلة الحرب على الإرهاب وتصويب ما أسماه بالخطاب الديني لأهميته.
وغازل السيسي المملكة العربية السعودية فى خطابه فى ظل انتشار شائعات تفيد بتوتر العلاقة بينهما بسبب الموقف المصري الحالي من الضربات الروسية فى سوريا؛ مشيداً بالدور التاريخي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية لخدمة الحجاج مؤكداً على تقدير مصر لهذا الدور ورفضها للمزايدة عليه.
احتفالات فنية بنكهة إماراتية خليجية
تشهد احتفالات العام الحالي لذكرى انتصارات أكتوبر، صخباً فنياً واسع النطاق بنكهة إماراتية كويتية؛ حيث أعلنت إمارة الشارقة تنظيم احتفالية ثقافية فنية فى مصر خلال الفترة من 5 إلى 9 أكتوبر الحالي فى إطار مشاركة الشعب المصرى فى احتفالاته بانتصارات أكتوبر، وذلك عبر المشاركة فى أكبر أوبريت فنى تم انتاجه بالإمارة خلال الفترة الماضية تحت مسمى "عناقيد الضياء"، والذى يقدمه الفنان حسين الجسمى وعلي الحجار ولطفي بوشناق، ومحمد عساف.
ومن المقرر أن يختص الأوبريت بسرد سيرة النبى محمد صلى الله عليه وسلم والهجرة النبوية وتعاليم الإسلام السمحة.
كما أعلنت دولة الكويت عن انتاجها لأوبريت غنائي تحت عنوان "جايلك يا مصر" وإهدائه إلى الشعب المصري فى إطار احتفالياته بذكرى نصر أكتوبر.
الأوبريت من تأليف الشاعر الكويتى الدكتور عيسى العميرى ومن ألحان الموسيقار صلاح الشرنوبى، ويشارك فى الغناء به الفنان أحمد سعد والفنانة ديانا كرزون والفنانة شذى والفنان الكويتى عبد الله الرويشد ومن المقرر عرضه ضمن حفل استقبال تقيمه السفارة الكويتية بالقاهرة مساء الاثنين 5 اكتوبر 2015.
بينما أعلن التلفزيون المصري على لسان عدد من مسؤوليه عدم إنتاج "أوبريت غنائي" في ذكرى النصر هذا العام؛ لاكتفائهم بالأعمال الفنية المهداة من دولتي الإمارات العربية المتحدة و الكويت؛ لتوفير النفقات.