خرافة الربيع والموسمية الثورية

بات من المستحيل اليوم أن تصمت على الفساد الذي بدأ ينهش في جسد الأمة العربية بشكل مخيف وقاس، فالمواطن الذي كان يغمض عينه على كل شيء ويطبق أسطورة القرد الثلاثية "لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم" ما عادت لتحدث من جديد وخاصة أن الربيع العربي أو الذي يكرهه الكثيرون ويصفونه بالخريف

عربي بوست
تم النشر: 2015/10/02 الساعة 06:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/10/02 الساعة 06:17 بتوقيت غرينتش

بات من المستحيل اليوم أن تصمت على الفساد الذي بدأ ينهش في جسد الأمة العربية بشكل مخيف وقاس، فالمواطن الذي كان يغمض عينه على كل شيء ويطبق أسطورة القرد الثلاثية "لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم" ما عادت لتحدث من جديد وخاصة أن الربيع العربي أو الذي يكرهه الكثيرون ويصفونه بالخريف العربي بات اليوم سببا في إفساد كثير كما أن فكرة المصطلح نفسها غير مقبولة على مستوى المنطق فكيف بثورة أن تكون ربيعية وهي فعل عاصف؟ وكيف لثورة لا تخرج إلا في الربيع فقط؟
وكيف لثورة لا تشمل كل فصول السنة؟، كما أن مشاريع الإصلاح التي كانت قد بدأت تتراجع اليوم أمام لحظة الضرورة الوطنية وتلك الحرب التي تواجه مخطط المؤامرات الكونية الفسيحة، ذلك الربيع الذي ينظر له كثير أنه لم يحقق شيئا سوى الاعتصامات وطوابير الاحتجاج والقلق والفوضى والسرقات والقتل وعجز الموازنات ولم يرفع سوى سقف كل الطلبات ولكنه أيضا حقق على الجانب الآخر الكثير من مساحات النقد التي تختلف من شخص إلى آخر في طرحها ومعالجتها فقد أصبحت المطالبة مختلفة وعاد المواطن لا يصمت ذلك الصمت الرهيب الذي يخنق الجميع والذي يكاد يقتل كل المحيطين به أو أن يقف في طابور الانتظار الذي عادة لا يتحرك، ولكن السؤال الذي ننتظر إجابته هل ستستمر حالات الكمون المريح لمن استفاد من هذا الوضع أم أن الكلمة الأخيرة لم تحكَ بعد، هل ستخرج علينا نظرية أخرى كما خرجت على فرانسيس فوكاياما حين أعلن انتصار الرأسمالية وكتب نهاية التاريخ، ربما ولكن حتما عجلة التاريخ مستمرة وصندوق المفاجآت باق لتحدث درامية المشهد وصراعية لحظة التنوير التي تكشف المجرم الحقيقي الذي جعل المواطن القابع في ظلمات الخوف والجهل يصفق من الإعجاب والتعجب لما يراه ولكل الخارج عن كل مألوف في عالم لا يعرف سوى الانتظار للمخلص الذي يعتقد كثير أنه سيخرج في كل ربيع ولكن ها قد مرّ الربيع والشتاء والخريف والصيف ولم يخرج سوى أسوأ ما فينا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد