أعلنت البحرين الجمعة 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 عن تقدمها بشكوى رسمية ضد إيران للأمم المتحدة، بسبب "انتهاكاتها السافرة، واستمرار تدخلها المرفوض في الشأن الداخلي لمملكة البحرين".
جاء هذا خلال اجتماع الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وزير الخارجية البحريني، مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الجمعة، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بنيويورك، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية البحرينية.
وقررت البحرين مساء الخميس 1 سبتمبر/ أيلول 2015، سحب سفيرها لدى إيران، واعتبار محمد رضا بابائي، القائم بأعمال سفارة إيران لدى المملكة، شخصًا غير مرغوب فيه، وعليه مغادرة البلاد خلال 72 ساعة، وسحب السفير راشد سعد الدوسري، سفير المملكة لدى إيران.
إيران تتمادى في التدخل
وزير الخارجية البحريني قال "إن إيران تمادت في طريق التصعيد في محاولة منها لبسط سيطرتها على دول الجوار من خلال استمرار التدخل في الشؤون الداخلية واستغلال الفئات المتطرفة، وإيواء الهاربين من العدالة وفتح المعسكرات لتدريب المجموعات الإرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات"
آل خليفه أشار إلى أن التدخلات الإيرانية أدت إلى تعرض المواطنين والمقيمين ورجال الأمن، للاستهداف والقتل والغدر والأعمال الإجرامية التي راح ضحيتها حتى الآن 16 رجل أمن وثلاثة آلاف من المصابين.
إجراء لتعزيز أمن المملكة
وبرر آل خليفة لـ"بان كي مون" قرار طرد السفير الإيراني وسحب السفير البحريني بأنها خطوة لتعزيز أمن المملكة وسلامة شعبها وحماية مصالحها.
معربًا عن حرص بلاده على إعادة العلاقات لوضعها الطبيعي، بعد أن تتخذ إيران خطوات إيجابية ملموسة، وأن تكف عن ممارساتها وتدخلها في الشأن البحريني وتلتزم بمبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل.
وكانت الخارجية البحرينية قد أعلنت في بيانها الخميس إنها "اتخذت تلك الخطوة، في مواجهة الانتهاكات الإيرانية المتكررة والسافرة، لكافة الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية، ومبادئ حسن الجوار، والاحترام المتبادل، وتعديها المرفوض على استقلال وسيادة مملكة البحرين".
وبينت أن قراراها جاء بعد "استمرار التدخل الإيراني في شؤون مملكة البحرين، دون رادع قانوني، أو حد أخلاقي، ومحاولاتها الآثمة، وممارساتها لأجل خلق فتنة طائفية، وفرض سطوتها وسيطرتها وهيمنتها على المنطقة بأسرها، من خلال أدوات ووسائل مذمومة، لا تتوقف عند حدود التصريحات المسيئة من كبار مسؤوليها".
دعم التخريب
البيان اتهم إيران "بدعم التخريب والإرهاب، والتحريض على العنف عبر الحملات الإعلامية المضللة، ودعم الجماعات الإرهابية، من خلال المساعدة في تهريب الأسلحة والمتفجرات، وتدريب عناصرها، وإيواء المجرمين الفارين من وجه العدالة".
وجاء قرار البحرين سحب سفيرها، وطرد القائم بأعمال إيران من المملكة، بعد يوم من إعلان وزارة الداخلية البحرينية، القبض على "عدد من المشتبه بتورطهم في أعمال إرهابية، ومطلوبين في قضايا أخرى"، و"الكشف عن مخبأ للمتفجرات تحت الأرض، وضبط موقع يستخدم كورشة لتصنيع القنابل شرقي البلاد".
وتشهد العلاقات البحرينية الإيرانية تجاذبات سياسية على خلفية اتهامات المنامة لطهران، بالتدخل في الشأن الداخلي البحريني، ودعم المعارضة "الشيعية" بالبلاد.
وأعلنت وزارة الداخلية البحرينية في يوليو/ تموز الماضي، إحباط عملية تهريب عن طريق البحر، لكمية من المواد المتفجرة شديدة الخطورة، بجانب عددٍ من الأسلحة الأوتوماتيكية والذخائر، قالت إن مصدرها إيران، مشيرة إلى اعتقال 5 بحرينيين متورطين في عملية التهريب، منهم من تلقى تدريبات بمعسكرات الحرس الثوري الإيراني، وفق بيان للوزارة.