أكد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، رفض بلاده مشاركة رئيس النظام السوري بشار الأسد في أي تحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية، موضحا أن "سم" الأسد لا يمكن أن يكون "ترياقا" لمعالجة سرطان "داعش".
هاموند في حديثه بجلسة مجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط، قال إننا "نرفض مشورة هؤلاء الذين يقولون إن سم بشار الأسد هو ترياق لعلاج سرطان داعش، فنظام الأسد هو الذي أدي الي نشوء الأزمة في سوريا.
وأضاف أنه "هو الذي خلق البيئة التي نشأت فيها داعش والجماعات الجهادية، وهو الذي أطلق سراح الجهاديين في بداية الأزمة، وهو الذي يتاجر بهم الآن، وهو الذي يقتل أكبر عدد من المدنيين في سوريا، مقارنة مع أي طرف آخر".
الوزير البريطاني حذر من أن "أي محاولة لإشراك الأسد ضد داعش ستؤدي فقط إلى تقوية التنظيم وتحويله إلى قيادة واقعية وفعلية للمقاومة ضد نظام الأسد، ونحن مدينون للشعب السوري بتأمين مستقبل خال من إرهاب داعش ومن طغيان الأسد".
وقال إن أفضل مساهمة يمكن أن يقدمها الأسد والمحيطون به، هي وضع مصلحة بلادهم قبل مصالحهم، والتنحي لإفساح الطريق لعملية انتقالية تنهي الحرب الأهلية وتسمح للسوريين بالاتحاد ضد الإرهاب، وتشكيل حكومة شاملة وتمثل الجميع.
هاموند اعتبر أن التدخل العسكري الروسي في سوريا عزز من معنويات نظام الأسد وقدراته، وأدى إلى تغيير الحقائق على الأرض.
وأشار الي أن المجتمع الدولي كان يتوقع من روسيا أن "تستخدم نفوذها المتزايد لوقف استخدام الأسلحة مثل البراميل المتفجرة التي استهدفت وقتلت الآلاف من المدنيين الأبرياء، وتمنع النظام من أي استخدام للمواد الكيميائية".
ووصف وزير الخارجية البريطانية الذين يقولون بأن الشعب السوري هو الذي يقرر بقاء الأسد من عدمه، بأنهم "واهمين"، وقال لأعضاء المجلس "كيف يمكن أن تكون هناك انتخابات نزيهة في البلاد التي فقدت أكثر من ربع مليون قتيل و12 مليون من مواطنيها تحولوا إلى نازحين، وكثير منهم من خارج حدودها؟"
ورد على تساؤله قائلا "إن التداوي من هذه الجروح لا يمكن أن يبدأ إلا بعد مغادرة الأسد، سواء كان ذلك في بداية مرحلة انتقالية أو في وقت لاحق خلال العملية".