لا يزال المئات من حجاج بيت الله الحرام في عداد المفقودين حتى اليوم الخميس 1 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 بعد أسبوع من التدافع الذي أدى إلى مقتل المئات في مشعر منى أثناء موسم الحج، فيما تجاوزت أعداد القتلى التي تعلن عنها الدول منفردة، الإجمالي الذي أعلنته السعودية.
وأكدت الرياض مقتل 769 شخصاً وإصابة 934 آخرين في الكارثة التي وقعت أثناء رمي الجمرات في منى القريبة من مكة المكرمة.
تضارب أعداد القتلى
واستناداً إلى أرقام القتلى من 23 بلداً، ومعظمها من مصادر رسمية، فإن عدد القتلى تجاوز 990 قتيلًا، وتحدثت التقارير عن فقدان أكثر من 600 شخص.
إيران من جانبها أعلنت رفع أعداد قتلاها في الحج ليصل إلى 464 قتيلاً
وهو ما جعلها تلقي بالمسؤولية على السعودية، وتطالب باعتذار من الرياض.
الهند تشعر بالقلق
ونقلت صحيفة "أراب نيوز" عن محبوبة مفتي مسؤولة وفد الحجاج الهنود قولها إن "عائلات المفقودين تشعر بقلق بالغ، ومع كل يوم يمر يزداد القلق"، وذلك بعد مقتل 51 من حجاجها.
ونقلت صحيفة "إنديان إكسبرس" عن محمد جاهانغير الام من كالكوتا قوله "أتمنى أن تفعل السلطات شيئاً للمساعدة في العثور على والدي".
قلق حول مصير 40 حاجاً باكستانياً
وأعلنت باكستان مقتل 46 من حجاجها وفقدان أكثر من 40 آخرين، والتقى مسؤولون باكستانيون الأربعاء وزير الحج السعودي بندر بن حجار.
وقال حجار إنه يشارك أقارب الحجاج قلقهم، وأكد أن الحكومة السعودية تبذل "جميع الجهود" لمعالجة القضايا التي أثاروها.
وفقدت بشرى خالق، المدربة في مركز تدريب سعودي لمضيفات الطيران، مع أكثر من 40 حاجًا باكستانيًا، بحسب ما ذكرت شقيقتها عظمة الخالق من كراتشي.
وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية "إن شقيقها توجه إلى السعودية للبحث عن شقيقته".
وأضافت "شاهدنا صورة امرأة مصابة يتم إدخالها إلى وحدة العناية المركزة في مستشفى ما، ونعتقد أنها بشرى، لكننا لا نعلم في أي مستشفى التقطت تلك الصورة".
وأمر جهاز تنظيم الإعلام الباكستاني قنوات التلفزيون بخفض حدة الانتقادات الموجهة إلى السعودية لتجنب إغضاب البلد الذي يعد من أقوى حلفاء إسلام آباد.
مصر ثاني أكبر الضحايا
وأعلنت مصر أن 124 حاجًا مصريًا قتلوا في الكارثة، وهو ثاني أكبر عدد بعد إيران.
أما نيجيريا فأكدت مقتل 64 شخصاً، وأعلنت عن أكبر عدد من الحجاج المفقودين.
وصرح أوبا مانا المتحدث باسم لجنة الحج الوطنية النيجيرية "يوجد 244 نيجيرياً مفقوداً، لكننا لا نعتبرهم في عداد القتلى إلا إذا شاهدنا جثثهم".
إحباط في أندونيسيا
كما تصاعدت مشاعر الإحباط كذلك في أندونيسيا، التي تضم أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم، حيث وصل عدد القتلى من الحجاج إلى 59 حاجاً الخميس، إضافة إلى 74 مفقوداً.
وصرح وزير الشؤون الدينية الأندونيسي لقمان حكيم سيف الدين، المتواجد حالياً في مكة، هذا الأسبوع أن جاكرتا أرسلت مذكرة دبلوماسية إلى الرياض تطلب فيها السماح لفرق طبية أندونيسية بتفحص الجثث التي يتم تحميلها في حاويات، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية انتارا.
وقال إن ذلك أسرع من انتظار إصدار صور القتلى. إلا أن كيسي فاتوماتا كوياتي رئيسة نقابة وكلاء السفر والسياحة في مالي قالت أن بلادها أبلغت بمقتل 60 من حجاجها من خلال الصور.
والتقطت السلطات السعودية صوراً لجثث القتلى ونشرتها في منى "حتى يتمكن الناس من العثور على الأشخاص الذين قتلوا أو على الأقل معرفة أنهم قتلوا".
وذكرت صحيفة المدينة السعودية أن 20 فريقاً من مديرية الجوازات يقومون بزيارة مستشفيات منطقة مكة لأخذ بصمات القتلى إضافة إلى المصابين الذين لم يتم التعرف على هوياتهم.