قال مصدر أمني وشهود عيان، إن الحوثيين وقوات موالية للنظام السابق بدأوا، خلال الساعات الماضية، في فتح جبهات معارك جديدة والتوغل صوب مدن الجنوب اليمني التي تم هزيمتهم بها قبل أسابيع، وبخاصة عدن المقر المؤقت للحكومة اليمنية.
فيما تقوم بتأمين محافظات الجنوبي الـ 5 (لحج، الضالع، أبين، عدن، شبوة)، قوات سعودية وإماراتية، ومئات من المقاتلين الموالين للرئيس اليمني.
التسلل نحو العاصمة المؤقتة
ووفقا للمصادر، فإن الحوثيين بدأوا بالفعل في تنفيذ عمليات تسلل محدودة صوب محافظة عدن، التي عادت إليها الحكومة رسميا الأيام الماضية، بعد إعلانها عاصمة مؤقتة في فبراير/ شباط الماضي.
المصادر، ذكرت أن الحوثيين وقوات تابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، شرعوا في تسيير معدات عسكرية من اللواء 35 في المخا، واللواء 17 مشاة في باب المندب، إلى الطريق الساحلي الذي يربط الحديدة (غرب) بمدينة عدن، جنوبي البلاد.
وأكدت أن اشتباكات دارت في مديريتي "رأس العارة" و"المضاربة " التابعتين لمحافظة "لحج" الجنوبية، وذلك بين الحوثيين وأبناء المنطقة، وإن الحوثيين يحشدون قوات أكبر.
سيطرة الحوثى على "الوازعية" الحيوية
الحوثيون كانوا قد سيطروا، الثلاثاء الماضي، على مديرية "الوازعية" التابعة لمحافظة تعز على ساحل البحر الأحمر، وضمنوا تأمين خطوط إمدادهم من المخا، التي يسيطرون فيها على معسكرات اللواء 35 والدفاعين الجوي والساحلي، بعد معارك مع المقاومة الشعبية.
مصدر أمني، أشار إلى أن الحوثيين باتوا الآن يتحركوا بسلاسة في الساحل الغربي لتعز ويستطيعون تسيير آليات عسكرية صوب عدن من المخا والمندب، ولن يقف حائلا أمامهم سوى مقاتلات التحالف.
110 كيلو متر تفصل الحوثي عن عدن
ويبعد الحوثيون، وفقا لسكان محليين نحو 110 كيلو متر عن محافظة عدن بعد وصولهم إلى رأس العارة، ويقول شهود إن موالين لهم في "الصبيحة " قد يسهلون من مهمة توغلهم إلى عدن مرة أخرى.
ومنذ سقوط "الوازعية " في أيدي الحوثيين الثلاثاء، شن طيران التحالف العربي سلسلة غارات على مواقعهم فيها واستهدف تجمعاتهم في المزجاجة والمجمع الحكومي للمديرية، وأرتال عسكرية.
عمليات تسلل إلى لحج
وخلافا للخط الساحلي والجبهة التي فُتحت في "رأس العارة "، قال شهود عيان، إن الحوثيين بدأوا بتنفيذ عمليات تسلل منذ ليل الثلاثاء على محافظة لحج، الواقعة بين تعز وعدن.
شهود عيان ذكروا أيضا، أن الحوثيين شنوا هجوما على منطقة "الشريجة" و" كَرش" التابعتين لمحافظة لحج جنوبي البلاد، بهدف التقدم نحو عدن.
وأوضحوا أن الحوثيين خاضوا مواجهات مع مجاميع من القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، وأن غارات للتحالف هي من أوقفت تقدمهم في "الشريجة".
وكان الحوثيين قد استحدثوا، اليومين الماضيين، موقعا عسكريا قديما في جبل "حمالة" كان فاصلا بين شمال البلد وجنوبه قبل الوحدة اليمنية عام 1990، ونصبوا فيه دوريات ومدافع، وفقا للشهود.
الحوثي يفتح جبهات أخرى نحو الجنوب
وإضافة إلى جبهتي "رأس العارة" و"الشريجة"، قال شهود عيان إن الحوثيين تقدموا خلال الساعات الماضية في مواقع المقاومة بجبهة "الضباب"، جنوبي غرب مدينة تعز.
وحسب مصادر محلية، ينوي الحوثيون عبر السيطرة على "الضباب" فتح جبهة أخرى باتجاه محافظة لحج، تمر عبر مدينة "التربة" وصولا إلى "هيجة العبد" والدخول إلى مناطق جنوبية.
ويتزامن التصعيد الحوثي وفتح جبهات جديدة للتسلل إلى مدن الجنوب التي تم دحرهم منها منذ منتصف يوليو/ تموز الماضي، مع تواجد قيادات حوثية عسكرية رفيعة في مدينة تعز للإشراف على خطط المعارك.
تواجد الحوثي في تعز
وذكرت وكالة سبأ التي يسيطر عليها الحوثيون، أن القائد العسكري الميداني للحوثيين أبو علي الحاكم، ورئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، يتواجدون في تعز للاطلاع على جبهات القتال.
ويمتلك الحوثيون في تعز، التي فتحوا منها 3 جبهات نحو عدن، معسكرات اللواء 22 مدرع واللواء 35 مدرع واللواء 17 مشاة، بالإضافة إلى خط إمداد مفتوح من صنعاء وإب، فضلا عن آلاف المسلحين القبليين الذين تم ارسالهم من محافظات صعدة وعمران، شمال صنعاء.
قصف الحوثي للجنوب
وبعيدا عن جبهات محافظة تعز، قالت مصادر عسكرية، إن الحوثيين عاودوا خلال الساعات الماضية، قصف مديرية " لودر" في محافظة "أبين"، جنوبي البلاد، من مواقعهم في محافظة البيضاء المطلة عليها (وسط البلاد).
وذكرت تلك المصادر، أن مقاتلي الحوثي الذي تمركزوا سابقا في موقع "أمأذن" الفاصل بين شمال البلد وجنوبه قبل عام 90، بدأوا بتحركات مريبة، مع إخراج دبابة وصواريخ باليستية في المواقع المطلة على لودر وعدن.
واستأنف الحوثيون وقوات صالح فتح جبهات نحو مدن الجنوب، في وقت يخوضون فيه منذ منتصف سبتمبر/أيلول الجاري، معارك طاحنة في محافظة مأرب، شرقي البلاد، مع الجيش الموالي لهادي مسنودا بقوات برية من التحالف العربي.