تشهد الأمم المتحدة الاثنين 28 سبتمبر/ أيلول 2015، مع افتتاح أعمال جمعيتها العامة صداما مرتقبا بين فلاديمير بوتين، الذي نجح في فرض نفسه في قلب الجدل حول النزاع في سوريا، وباراك أوباما الذي يبحث عن استراتيجية حيال الملف الشائك.
فيما أعلنت وزارة الخارجية الروسية الاثنين أن "اللاعبين الرئيسين" في النزاع السوري كالولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران وتركيا ومصر سيجتمعون في أكتوبر/ تشرين الأول.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بينما توجه الرئيس الروسي إلى الأمم المتحدة لكشف النقاب عن خطته حول سوريا "سيتم تشكيل 4 مجموعات عمل في جنيف، كما أن لقاء مجموعة الاتصال التي تضم اللاعبين الرئيسيين سيكون الشهر المقبل، على ما اعتقد بعد انتهاء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة".
الرئيسان الروسي والأميركي من المقرر أن يعقدان عصر الاثنين، بتوقيت نيويورك، أول لقاء رسمي بينهما منذ أكثر من سنتين، بعد أن يلقيا بفارق دقائق خلال النهار كلمتيهما من منبر الأمم المتحدة، واللتين ستعكسان الخلاف في مواقفهما حيال الملف السوري الشائك.
بوتين يفرض نفسه
بوتين وبعدما عزله الغرب على خلفية دوره في النزاع في أوكرانيا، تمكن بشكل ملفت من فرض نفسه من جديد في قلب السجال حول سوريا التي تشهد نزاعا داميا مستمرا من 4 سنوات ونصف.
وفي وقت تعمد روسيا إلى تكثيف وجودها العسكري في سوريا حيث تنشر قوات وطائرات حربية في أحد معاقل النظام، أعلن بوتين أنه يسعى لتشكيل "أرضية مشتركة" مع دول المنطقة لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.
البيت الأبيض الذي باغتته الهجمة الدبلوماسية الروسية من ناحيته، أكد أنه سيكون من "غير المسؤول" عدم إعطاء فرصة للحوار مع بوتين داعيا إلى نهج براغماتي مع الكرملين يقوم على تناول كل من الملفات على حدة.
آراء المسؤولين الأمريكيين
بن رودز مستشار أوباما قال إننا نراقب أفعال موسكو وليس أقوالها فحسب، مضيفا أنه بالنسبة لأوكرانيا، نادرا ما ترجمت الأقوال إلى أفعال، لكنه عاد وقال إنه في الملف النووي الإيراني، فإن روسيا وفت بالتزاماتها ولعبت دورا بناء.
غير أن التعاطي مع هذا الملف سيكون في غاية الدقة بالنسبة لواشنطن.
مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، قال الأحد، إننا ما زلنا في بداية محاولاتنا لفهم نوايا روسيا في سوريا والعراق، ورؤية ما إذا كان هناك سبيل لإيجاد مخرج مفيد للازمة.
الخلاف حول مصير الأسد
موسكو من ناحيتها تغتنم البلبلة في صفوف الغربيين حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، فتؤكد أن دعمه هو الوسيلة الوحيدة لوضع حد لحرب أوقعت أكثر من 240 ألف قتيل حتى الآن.
وتطالب الولايات المتحدة منذ سنوات برحيل الرئيس السوري غير أنها لطفت موقفها مؤخرا إذ أقر وزير الخارجية جون كيري قبل أسبوع بأن الجدول الزمني لخروج الأسد من السلطة قابل للتفاوض.
كما تقود واشنطن منذ أكثر من سنة ائتلافا عسكريا يضم 60 بلدا أوروبيا وعربيا يشن ضربات على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
غير أن هذه الحملة العسكرية لم تمنع التنظيم الجهادي من تعزيز مواقعه، ولم تحد من تدفق المقاتلين الأجانب للانضمام إلى صفوفه، حيث بلغ عدد الجهاديين الأجانب الوافدين إلى سوريا والعراق 30 ألفا منذ 2011، بحسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية.
أجواء لقاء أوباما بوتين
وتدور التساؤلات حول الأجواء التي ستسود اللقاء بين أوباما وبوتين.
جوش ارنست المتحدث باسم الرئيس الأميركي لم يتوقع عداء صريحا بين الرئيسين، قائلا إن هناك مواضيع جدية يتحتم على الولايات المتحدة وروسيا طرحها، مؤكدا أن أوباما "لن يتردد ثانية في بحث مخاوفنا الفعلية حول موقف روسيا في أوكرانيا وفي مواقع أخرى من العالم".
محطة روحاني بالأمم المتحدة
ومن المحطات الهامة من النشاطات الدبلوماسية المكثفة في نيويورك خطاب الرئيس الايراني حسن روحاني من منبر الأمم المتحدة في أول كلمة له منذ توقيع الاتفاق حول برنامج طهران النووي في يوليو/ تموز في فيينا.
روحاني أبدى ولأول مرة الأحد استعداد بلاده للقيام بعملية تبادل سجناء مع الولايات المتحدة، مؤكدا أن إيران ستعمل للأفراج عن 3 أميركيين من سجونها بينهم صحافي في واشنطن بوست، لقاء إطلاق سراح سجناء إيرانيين معتقلين في الولايات المتحدة.
ويلقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أيضا، كلمة أمام قادة العالم غداة أول ضربة فرنسية على معسكر تدريب لجهاديي تنظيم الدولة الإسلامية قرب دير الزور في شرق سوريا.