“بوجلود” تقليد مغربي في عيد الأضحي يرتدي خلاله الشباب جلود الماعز

فرحة عيد الأضحى بالنسبة للكثير من المغاربة، خاصة أهل مدينة آغادير الجنوبية وضواحيها، ليست فقط في ذبح الأضاحي وزيارة الأقارب، بل هناك طقوس خاصة بهم، مثل "بوجلود"، الذي يزيد من خصوصية هذا العيد.

عربي بوست
تم النشر: 2015/09/26 الساعة 17:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/09/26 الساعة 17:02 بتوقيت غرينتش

فرحة عيد الأضحى بالنسبة للكثير من المغاربة، خاصة أهل مدينة آغادير الجنوبية وضواحيها، ليست فقط في ذبح الأضاحي وزيارة الأقارب، بل هناك طقوس خاصة بهم، مثل "بوجلود"، الذي يزيد من خصوصية هذا العيد.

تجوب كرنفالات "بوجلود" الشوارع الشعبية لمدينة آغادير بعد الانتهاء من عملية النحر حتى اليوم الرابع، ويستغل الشباب جلود وفروة الأضاحي للتنكر في هيئة خروف ضخم وشرس، كما يغطون وجوههم بأقنعة مخيفة، أو يصبغونها بالفحم الأسود.

قوائم لمنح البركة

تتعدد تسميات "بوجلود" وتختلف من منطقة إلى أخرى، فالبعض يسميه "بوالبطاين" وآخرون يلقبونه بـ "السبع" أو "بيلماون" بالأمازيغية، ويحمل هذا الأخير قوائم الخروف أو الماعز، ويجوب رفقة العشرات من أطفال الأحياء الشعبية، ويعترض سبيل المارة مطالبا بهدية العيد، التي أصبحت اليوم بالضرورة مالا، كما يدق "بوجلود" أبواب المنازل المغلقة، من أجل إدخال بهجة العيد على أهلها.

ويستعمل "بوجلود" القوائم التي تبقى ملتصقة بالجلود، للتهديد أول الأمر من أجل الحصول على المال، كما يربت به على أكتاف الناس، "مانحا إياهم البركة"، حسب معتقدات أهل المنطقة. أما الممتنع عن تقديم الأموال، فينال بها ما يستحقه من الضرب، إن لم يتمكن من الهرب.

يحمل مرافقو "بوجلود" من الشباب والأطفال دفوفا، ويرددون أغاني تراثية خاصة به، كما يصنعون عصيا خاصة، و يربطون في قمتها علم المغرب أو وشاحا أبيض، تعبيرا منهم عن الفرحة، وغالبا ما يقلد الكثير منهم شكله، مما يجعل موكبه مرفقا برائحة الجلود.

واللافت للانتباه وسط كل مجموعة من مجموعات "بوجلود" التي تجوب أحياء الشوارع في المدن الجنوبية، أن من الشباب من يتنكر في زي امرأة بعد ارتداءه لقفطان مغربي ووضعه الماكياج على وجهه بكثرة، ليؤدي طوال اليوم رقصات مشابهة لرقص المرأة المغربية على أهازيج الأغاني الشعبية وضربات الدفوف الجلدية التقليدية.

"بوجلود" بين اليوم والأمس

كان "بوجلود" قديما، حسب ما تحكيه فاطمة، إحدى النساء المقيمات بمدينة "أولاد تايمة" الواقعة جنوب المغرب، والمحاذية لمدينة أغادير، حيث تنتشر ظاهرة "بوجلود" بكثرة، أن هذه الاحتفالية كانت تمتع السكان بطقوسها الاحتفالية في الأحياء ووسط المنازل قديما، إذ يعمل "بوجلود" على الامتاع والرقص رفقة العائلات المجتمعة بمناسبة العيد، ليجمع منهم الأموال لفائدة المساجد أو فقراء المدينة، عكس ما هو عليه الحال اليوم.

وتضيف فاطمة( 60 عاما)، قائلة إن الشباب الذين ينظمون "بوجلود"، "ينقسمون بين من يريدون من خلاله الحفاظ على التراث المرتبط بالعيد، والذي ألفه أهل الجنوب وأبقوا عليه لسنين طويلة، وبين شباب ينتظرون هذه المناسبة لتحصيل مبالغ مالية ولو استدعى الأمر منهم استعمال العنف".

وتضيف "بوجلود" انقرض في كثير من المناطق بسبب نزوح الأهالي من القرى نحو المدن".

بالمقابل، تعمل العديد من الجمعيات الثقافية المغربية التي تنشط في مجال الحفاظ على الثراث الثقافي الشعبي، على إحياء هذه الظاهرة السنوية في مدن كثيرة كسلا، عبر تنظيم تظاهرات يكون "بوجلود" شخصيتها الرئيسية، وتطوف الكرنفالات الخاصة به شوارع المدينة أو تستقر بساحاتها الكبيرة، التي تستقبل مغاربة يتشبثون بإحياء ثقافة بلدهم الشعبية.

تحميل المزيد