قال بابا أقباط مصر، الأرثوذوكس البابا تواضروس الثاني، إن "الاحساس الوطني" وعلاقة الكنسية المصرية بالكنسية الإثيوبية تدفعه للعمل من أجل "حالة من التوافق بين البلدين"، خصوصا بعد الأزمة التي حصلت بين البلدين على إثر بناء إثيوبيا لسد على النيل.
وأشار البابا تواضروس الثاني، في حوار له على جريدة الأهرام المصرية قبل ساعانت من زيارته لإثيوبيا السبت 26 سبتمبر/ أيلول 2015، إلى أن "مياه نهر النيل هي أولا عطية من الله، فلا يجوز أن تكون محور خلاف على الإطلاق، فكما "يشرق الله شمسه على الجميع، يعطى المياه للجميع".
"الزيارة كنسية"
وعند سؤاله عن سد النهضة، محل الخلاف بين إثيوبيا ومصر، ومدى توفر الكنيسة الإثيوبية على ثقل يمكنها من لعب دور "يحفظ لمصر حقها في مياه النيل"، أكد البابا تواضروس الثاني ذلك، مشيرا إلى أن للكنيسة "دور في خدمة المجتمع وصوت حق في المسائل التي تناقش بين البلدين".
لكن البابا تواضروس الثاني عاد ليؤكد، أن الزيارة "ليست لها علاقة بأي أجواء معينة بين البلدين، أو حول موضوع مفاوضات مياه نهر النيل وسد النهضة الإثيوبي، لأنها مرتبة منذ شهور عدة".
وأضاف البابا ، في نفس الحوار أن زيارته لإثيوبيا "زيارة كنسية في المقام الأول للاحتفال بعيد الصليب، وهو أكبر الأعياد الإثيوبية، ورد على زيارة البابا متياس، بطريرك إثيوبيا، لمصر في يناير الماضي". ونفى بابا أقباط مصر أن يكون قد تلقى تكليفات محددة خلال هذه الزيارة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وكشف الأنبا "بيمن"، منسق العلاقة بين الكنيستين المصرية والإثيوبية، أن الباب تواضروس الثاني سيجري لقاءات رسمية مع مسؤولين إثيوبيين مساء الثلاثاء المقبل، يتقدمهم رئيس البلاد.
قلق مصري بخصوص السد
وكان رئيس مجلس الوزراء المصري، شريف إسماعيل، أعلن السبت الماضي، أن هناك 3 اعتبارات تحكم ملف سد النهضة الإثيوبي، والذي أثار جدلًا حوله في الفترة الأخيرة بسبب خلافات بين المكاتب الاستشارية المشرفة على تنفذ المشروع.
وقال رئيس الوزراء وقتها "هذا الملف تحكمه عدة اعتبارات، من أهمها ألا يؤثر ذلك على حصة مصر المائية، وألا تكون له استخدامات سياسية، وأن يدعم التطور الذي تقوم به مصر في المرحلة المقبلة".
وأثار إعلان أثيوبيا الانتهاء من بناء 47% من سد النهضة، بحسب تصريحات مدير المشروع، المهندس سمنجاو بقلي، للتلفزيون الإثيوبي، قلقًا من ساسة وخبراء مصريين من تأثيراته على مصر، بحسب تقارير محلية نشرت مؤخرًا.
وتتخوف مصر من تأثير سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، على حصتها السنوية من مياه النيل (55.5 مليار متر مكعب)، بينما يؤكد الجانب الإثيوبي أن سد النهضة سيمثل نفعًا لها خاصة في مجال توليد الطاقة، وأنه لن يمثل ضررا على السودان ومصر.