بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في مشعر "منى" بمكة المكرمة في السعودية، الجمعة 25 سبتمبر/ أيلول 2015، بعد حادث تدافع الحجيج الذي شهدته أمس الخميس، وأدى إلى وفاة 717 حاجًّا على الأقل، وإصابة 887 آخرين.
وأكمل نحو مليوني حاج رمي الجمرة الكبرى، وتستمر الجهود الهادفة لمحو آثار الحادث في شارع 204، وطريق سوق العرب، وتشهد المناطق التي نُظفت من آثار الحادث، ازدحام الحجاج المتوجهين لرمي الجمرات بحسب مراسل وكالة الأناضول.
قائد قوات الطوارئ، اللواء خالد قرار الحربي قال بحسب صحيفة العربي الجديد أن "جسر الجمرات ظل مفتوحاً ولم يتم إغلاقه"، مؤكداً أن "أكثر من مليون و800 ألف حاج دخلوا إلى جسر الجمرات في حركة انسيابية".
ويحتوي الجسر على خمسة مستويات أو طوابق في الجمرات، وكانت الخطة المتبعة دخول 300 ألف حاج في الساعة الواحدة موزعين على كامل الأدوار والمداخل والمخارج.
وبحسب الحربي، فقد "شهد الدور الأرضي والأول لمنشأة الجمرات كثافة عالية، وأما بقية الأدوار فشهدت كثافة أقل، وهذا يعود لاتجاه الحجاج سواء من مكة المكرمة أو عبر الجانبين".
وبالتوازي مع عملية التنظيف، تستمر الإجراءات الأمنية، في المكان الذي يبعد حوالي 500 مترا عن مكان رمي الجمرات.
ولوحظ إغلاق الطرق الواصلة بين خيم الحجيج والطريق، في المنطقة التي شهدت الحادث.
وتقاطر الحجاج الجمعة لرمي الحصى على الجمرات الثلاث الكبرى والوسطى والصغرى غير أن حجم الحشود سجل تراجعًا غداة التدافع الذي وقع في أول ايام رمي الجمرات.
وتعهدت السلطات السعودية اجراء تحقيق "سريع وشفاف" في الحادث فيما تواجه انتقادات شديدة ولا سيما في إيران التي اعلنت مقتل 131 من حجاجها.
وأمر العاهل السعودي الملك سلمان ب"مراجعة" تنظيم الحج أحد اكبر التجمعات الدينية السنوية في العالم والذي شارك فيه نحو مليوني شخص هذه السنة ويختتم مناسكه السبت.
الحاج المصري محمد حسن (39 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية انه يخشى حادث تدافع جديدا منتقدا الادارة السيئة لحركة مليوني حاج تجمعوا في منى التي تبعد بضعة كيلومترات عن مكة المكرمة.
ورأى احمد وهو حاج مصري آخر أن "السعودية تنفق أموالًا طائلة على الحج لكن التنظيم سىء"، مؤكداً ان تدفق الحجاج على منى يجب ان يدار بشكل أفضل.
وعلى الرغم من اللحظات القاسية التي عاشوها الخميس، واصل الحجاج الجمعة رمي الجمرات.
وقال المصري احمد عوض "ليست هناك مشكلة في موقع الجمرات واقيم نظام جيد لتسهيل حركة الحجاج"
ولم تصدر السلطات السعودية حتى الجمعة حصيلة رسمية تشير إلى جنسيات الحجاج الذين لقوا حتفهم إثر الحادث.
لكن بعض الدول اكدت مقتل عدد من رعاياها.
إيران: 131 قتيلا، المغرب: 87 قتيلا، الكاميرون: نحو20 قتيلا، الهند: 14 قتيلا، مصر: 14 قتيلا، تشاد 11 قتلى، الصومال: 11 قتلى، باكستان: 7 قتلى، السنغال: 5 قتلى، تنزانيا: 4 قتلى، نيجيريا: 3 قتلى ، الجزائر: قتيلان، اندونيسيا: 3 قتلى، كينيا: ثلاثة قتلى، هولندا: قتيل واحد، بوروندي: قتيل، بينين: تأكيد وفيات دون تحديد العدد