مليونا حاج يرمون الجمرات فى مني.. وأكثر من 1.5 مليار مسلم يحتفلون بالعيد

بدأ نحو مليوني حاج مع شروق شمس الخميس أول أيام عيد الأضحى المبارك، في مغادرة مزدلفة والعودة إلى وادي منى، لرمي جمرة العقبة الكبرى بـ7 حصيات، والتي ترمز إلى رجم الشيطان، ونحر الأضاحي اقتداءً بحادثة "فداء" نبي الله إسماعيل.

عربي بوست
تم النشر: 2015/09/24 الساعة 05:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/09/24 الساعة 05:19 بتوقيت غرينتش

بدأ نحو مليوني حاج مع شروق شمس الخميس أول أيام عيد الأضحى المبارك، في مغادرة مزدلفة والعودة إلى وادي منى، لرمي جمرة العقبة الكبرى بـ7 حصيات، والتي ترمز إلى رجم الشيطان، ونحر الأضاحي اقتداءً بحادثة "فداء" نبي الله إسماعيل.

والخميس هو أول ايام عيد الأضحى المبارك والذي يحتفل به أكثر من 1,5 مليار مسلم حول العالم، والذين صلوا العيد في الساحات ثم انطلقوا لأداء شعيرة الأضحية ومشاركتها مع ملايين الفقراء.

ويأتي يوم عيد الأضحى وسط أزمات يعيشها المسلمون وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط، التي تشهد صراعات ونزاعات وحروب وكوارث إنسانية في العراق وسوريا واليمن وليبيا، إضافة إلى أزمة اللاجئين السوريين بموت العشرات منهم يوميا في البحر وعلى حدود أوروبا هربا من ويلات الحرب الدائرة منذ ما يقرب من 4 أعوام ونصف.

أبو الأنبياء

مناسك الحج ترجع إلى أبو الأنبياء إبراهيم الخليل، الذي رفع قواعد البيت الحرام مع ابنه إسماعيل عليه السلام، ويقوم بها المسلمون اقتداء بنبي الإسلام الأكرم محمد "ص" الذي أدى فريضة الحج مرة واحدة، كما تعود مناسك الحج إلى مرحلة بدء الخليقة منذ آدم وحواء.

ويشهد يوم عيد الأضحى استكمالا لمناسك الحج حيث يقوم الحجيج، منذ الصباح الباكر في رمي جمرة العقبة الكبرى، القريبة من منى، وهي رمز لما قام به الخليل إبراهيم من رجم إبليس، ويأتي تذكيراً بعداوة الشيطان الذي اعترض نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل في هذه الأماكن.

وقام ضيوف الرحمن برمي الجمرة دون تزاحم أو تدافع في الأدوار الأربعة لجسر الجمرات.

ويوجد جسر الجمرات في منطقة منى بمكة المكرمة، وهو مخصص لسير الحجاج لرمي الجمرات أثناء موسم الحج، ويضم جمرة العقبة الصغرى، جمرة العقبة الوسطى، جمرة العقبة الكبرى.

وبعد رمي الجمرة الكبرى يقوم الحجاج بالنحر والحلق أو التقصير، ويتوجهون إلى مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة حول الكعبة المشرفة والسعي بين الصفا والمروة، فيتحللون من إحرامهم، ثم يعودون إلى منى لقضاء أيام التشريق ورمي الجمرات الثلاث بها.

وقفة عرفة

حجاج بيت الله الحرام أدوا الأربعاء، الركن الأعظم من شعائر الحج بوقوفهم في جبل عرفات حيث قضوا نهارهم في الصلاة والدعاء، وحمل الحجاج المظلات الملونة واتجهوا منذ فجر أمس في حشود كبيرة لصعود سفح الجبل المعروف كذلك بجبل الرحمة، والبالغ ارتفاعه 300 متر، والذي يعتقد أن النبي محمد ألقى عليه خطبته الأخيرة قبل 14 قرنا بعد أن قاد المسلمين في الحج.

وفي خطبة يوم عرفة تطرق مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ إلى الأوضاع في اليمن حيث تقود السعودية تحالفا عربيا ضد المتمردين الحوثيين الذين وصفهم المفتي بأنهم "جماعة مجرمة آثمة ظالمة تحمل فكرا خبيثا".

ومع غروب شمس الأربعاء بدأوا في النفرة إلى مزدلفة، وصلوا بها المغرب والعشاء قصرا وجمعا وبإقامة واحدة، وباتوا في رحابها، ومع فجر الخميس عادوا إلى منى.

ونسك الحج 3 هي "حج إفراد" وفيه ينوي فيه الحاج نية الحج فقط، و"حج قِران" وفيه ينوي فيه الحاج نية الإتيان بحج وعمرة معاً، و"حج تمتع" وفيه يؤدي الحاج العمرة في أشهر الحج (شوال، ذي العقدة وأول 8 أيام من شهر ذي الحجة) بنية أداء الحج في موسمه.

ويقع مشعر "منى" بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، على بُعد 7 كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.

حج بلا أعلام

وخلافا للسنوات السابقة، لم يحمل الحجاج هذا العام أعلام بلادهم، وعزا الإعلام هذا الأمر إلى "حظر" فرضته السلطات على حمل الأعلام أثناء الحج.

وشكلت قوات الامن السعودية سلاسل بشرية على طول الطرق لتنظيم سير الحجاج، فيما قام متطوعون على طول الطريق بتقديم صناديق الطعام وزجاجات الماء البارد للحجاج.

ولم يتم التبليغ عن حوادث خطيرة في عرفات ومنى ومزدلفة، إلا أن جهاز الدفاع المدني أعلن أن أكثر من 200 شخص أصيبوا "بالإغماء والإعياء" بعد تعطل أبواب إحدى محطات القطار ما تسبب باكتظاظ.

الحج مرحلة فاصلة في حياة المسلمين

وبدأ الحجاج أداء الشعائر الثلاثاء، بالإحرام حيث يرتدي الرجال قطعتين من القماش الأبيض، بينما ترتدي النساء الملابس البسيطة التي تكشف وجوههن وأيديهن، ويعتبر الحجاج الحج نقطة الذروة في حياتهم الروحية.

وقالت الحاجة الفيليبينية رحيمة أيما (26 عاما) "أشعر بأن الله أنعم عليّ بالحج، انتابتني قشعريرة وشعور لا أستطيع وصفه عندما وصلت إلى قمة الجبل".

أما أكرم غنام (45 عاما) من سوريا، فيقول إن الوقوف بعرفات "هو شعور لا يمكن وصفه، أدعو الله أن ينصر جميع المظلومين".

وقال الحاج الباكستاني عبد الغفار أبو بكر (38 عاما) الذي جاء مع أصدقائه "آمل أن يرحمنا الله ويتقبل صلاتنا".

أزمات تتزامن مع الحج

ويؤدي أكثر من 1,4 مليون أجنبي إضافة إلى مئات الآلاف من السعوديين والمقيمين في السعودية، رغم الحادث المأسوي الذي شهده الحرم المكي في وقت سابق هذا الشهر وأسفر عن مقتل 108 أشخاص وإصابة 400 آخرين بجروح بسبب انهيار رافعة عملاقة.

وشهدت مواسم الحج السابقة حوادث تدافع وحرائق أسفرت عن مقتل المئات، إلا أن هذه الحوادث لم تسجل بشكل شبه تام خلال السنوات التسع الماضية بعد تحسين الإجراءات الأمنية.

وخصصت المملكة أكثر من 100 ألف رجل أمن لحماية الحج الذي يجري هذه السنة في ظل استمرار العنف والنزاعات في الشرق الأوسط، وفي ظل تعاظم خطر التنظيمات المتطرفة، وانتشار فيروس كورونا المتسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.

وأعلن وزير الصحة السعودي خالد الفالح أمس، أن الوضع الصحي للحجاج جيد، ولم تسجل أية حالة وبائية.

وتؤكد السلطات السعودية أنها اتخذت كل الاحتياطات ضد أي هجمات قد تسعى مجموعات متطرفة لتنفيذها خلال موسم الحج، وخصوصا أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) سبق أن نفذ هجمات عدة في السعودية خلال الأشهر الأخيرة.

الملك سلمان بن عبد العزيز كان قد زار منى أمس للإشراف على وضع حجاج بيت الله الحرام، وما يقدم إليهم من خدمات وتسهيلات، وليطمئن على جميع مراحل الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة.
واستقبله في قصر منى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز.

1.9 مليون حاج بنقص 132 ألف عن 2014

مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات السعودية أعلنت أن إجمالي عدد الحجاج لهذا العام 1436 هـ، بلغ مليون و952 ألف و817 حاجا، منهم مليون و384 ألف و941 حاجاً من خارج المملكة، والبقية من داخلها وعددهم 567 ألف و876 شخص، أغلبهم من المقيمين غير السعوديين.

وينقص العدد الإجمالي لحجاج هذا العام عن حجاج العام الماضي بنحو 132 ألف حاج.

وكانت السعودية قد قررت للعام الثالث على التوالي تخفيض عدد حجاج الداخل بنسبة 50%، وعدد حجاج الخارج بنسبة 20%، بسبب أعمال التوسعة التي يشهدها الحرم المكي.

وكان مليونين و85 ألف و238 شخصا، قد أدوا فريضة الحج العام الماضي (1435 هـ)، مقابل 1.9 مليون شخص العام قبل الماضي (1434 هـ).

وأدى 3.1 ملايين شخص فريضة الحج العام (1433 هـ) غالبيتهم من خارج السعودية، وذلك في آخر عام حج قبل العمل بتخفيض عدد الحجاج.



تحميل المزيد