وجّه العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الجهات المعنية بالتحقيق في ملابسات حادث تدافع مشعر منى الذي أودى بحياة 717 حاجًا، وإصابة 863 آخرين، ورفع النتائج في أسرع وقت ممكن.
العاهل السعودي في كلمة مباشرة بثها التلفزيون الرسمي، مساء الخميس 24 سبتمبر/ أيلول 2015 خلال استقباله قادة القطاعات العسكرية المشاركة في الحج، وجه أيضًا بمراجعة الخطط المعمول بها في موسم الحج، والترتيبات كافة، والأدوار والمسؤوليات المناطة بالمؤسسات، وبذل كافة الجهود لرفع مستوى تنظيم وإدارة حركة ومسارات الحجيج.
تشكيل لجنة تحقيق عليا
وكان ولي عهده الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وجه بتشكيل لجنة تحقيق عليا في حادثة التدافع في مشعر منى، ورفع ما يتم التوصل إليه من نتائج إلى الملك سلمان بن عبد العزيز للتوجيه بما يراه.
إلى ذلك كشف اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية أسباب حادثة التدافع والزحام وقال "وفقاً للأسباب الظاهرة حدثت بسبب تعارض حركة الحجاج المتجهين مع الشارع ٢٠٤ مع حركة الحجاج على الشارع ٢٢٣ ما تسبب في التزاحم والتدافع وسقوط عدد كبير من الحجاج وساهم في ذلك ارتفاع درجات للحرارة والإجهاد الذي تعرض له الحجاج بعد الوقوف في عرفة والنفرة من مزدلفة".
وقال خلال مؤتمر صحفي للجهات المشاركة بالحج مساء الخميس "من المعروف أن الكثافة تكون في ذروتها في اليوم العاشر من ذي الحجة، والحادثة وقعت أثناء توجه الحجاج لمنشأة الجمرات للرمي، وحدثت في شارع داخلي في منى ليس له امتداد، كما أنه بالعادة يستخدمه الحجاج بالمخيمات المجاورة له وهذا ما يبرز أهمية التحقيق بالحادثة".
الوفيات قابلة للزيادة
وأوضح أن "السعودية لن تتوانى في معالجة أسباب حصول التدافع، وننتظر تحقيق اللجنة التي أمر ولي العهد بتشكيلها".
وأشار إلى أن ارتفاع درجات الحرارة ساهم بسقوط ضحايا، وأيضاً تعارض سير الحجاج، لافتاً إلى أن أعداد حالات الوفاة قابلة للزيادة.
ونفى ما أثير حول مسؤولية أحد المواكب الرسمية عن الحادث وقال "لا مجال للربط بين حادثة التدافع وبين مرور أي موكب رسمي" مؤكداً أنّ "المواكب الرسمية لضيوف السعودية في الحج، تتواجد في جنوب منى.
وكان وزير الصحة السعودي خالد الفالح قد نسب في تصريح سابق الحادث إلى "عدم التزام" بعض الحجاج بالتعليمات، وقال "لو التزم الكل بالتعليمات لما حصلت مثل هذه الحوادث".
لافتًا إلى أن "الكثير من الحجاج يخرج في خارج موعد التفويج وهذا هو العامل الرئيسي" وراء مثل هذه الحوادث.
العالم يعزي
وفي الخارج قدم الأمين العام للأمم المتحدة تعازيه وكذلك واشنطن وألمانيا وفرنسا ورئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك وتركيا.
وفي واشنطن قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي ند برايس أن الولايات المتحدة "تقدم خالص تعازيها لعائلات المئات من الحجاج الذين قتلوا وللمئات الذين جرحوا في حادث التدافع المؤلم".
وأضاف "في حين يحتفل مسلمو العالم بعيد الأضحى نشعر بالحزن لمصابكم بفقدان كل هؤلاء الحجاج المؤمنين".
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أنه "صدم" بهذا النبأ بينما عبرت تركيا وفرنسا ورئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك عن تضامنهم مع الضحايا.
ويرمي الحجاج في أول ايام العيد سبع حصى على جمرة العقبة الكبرى التي ترمز إلى الشيطان، ثم في اليومين التاليين 21 حصاة على الجمرات الثلاث (الكبرى والوسطى والصغرى).
ويعود آخر حادث كبير خلال الحج إلى 12 يناير/ كانون الثاني 2006 عندما قضى 364 حاجًا في تدافع في المكان نفسه.
وبعد رمي الجمرات في اخر ايام الحج، يتوجه الحجاج الى مكة المكرمة لطواف الوداع حول البيت العتيق، آخر شعائر الحاج قبيل سفرهم مباشرة.