منذ الساعات الأولي لفجر الأربعاء 22 سبتمبر/ أيلول 2015، انطلق ما يقرب من 2 مليون حاج إلى صعيد عرفات على بُعد 12 كيلومترًا من مكة، في مشهد إيماني مهيب، لأداء الركن الأكبر من الفريضة الخامسة في الإسلام بقضاء يوم 9 ذي الحجة فوق جبل عرفات، رافعين أصواتهم بالتلبية والدعاء.
ويقضي حجاج بيت الله الحرام بملابس الإحرام البيضاء، يوم عرفة في التلبية بـ"لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"، إلى جانب الدعاء والذكر وتلاوة القرآن الكريم، ويصلون الظهر والعصر جمعا وقصرا بآذان واحد وإقامتين، في مسجد "نمرة"، اقتداءً بسنة الرسول الكريم، وذلك بعد أن يستمعوا لخطبة عرفة، ومع غروب شمس الأربعاء، يبدأ الحجيج في مغادرة عرفات إلى مزدلفة.
ملايين المسلمين في بقاع الأرض تهوي قلوبهم نحو مكة ويتابعون بشوق مناسك الحج عبر الشاشات، والقنوات والشبكات الاجتماعية، فيما يحرص كثير من الحجاج على التقاط صورا تذكارية "سيلفي" يقومون بنشرها على صفحاتهم الشخصية بفيسبوك وتويتر.
وقام مئات آلاف الحجاج الثلاثاء 8 ذي الحجة مع انطلاق شعائر الحج بالتوجه من مكة المكرمة إلى وادي منى لقضاء "يوم التروية" ومكثوا حتى شروق شمس اليوم، وتوجهوا بعدها نحو صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم.
بقية مناسك الحج
وبعد قضاء يوم عرفة الذي يعتبر "أفضل يوم طلعت عليه الشمس"، يبدأ الحجاج النفير إلى مزدلفة للمبيت هناك ويصلوا بها المغرب والعشاء، ويقفوا بها حتى فجر غد العاشر من شهر ذي الحجة، ثم يعودون إلى منى مع فجر يوم عيد الأضحى 10 ذي الحجة، لرمي جمرة العقبة الأولى، وذبح الأضاحي ثم الحلق والتقصير، والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.
حجاج بيت الله الحرام يقضون في منى أيام التشريق الثلاثة "11 و12 و13" ذي الحجة، لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل منهم اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجهون إلى مكة لأداء طواف الوداع، آخر مناسك الحج.
ويقع مشعر "منى" بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بُعد 7 كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.
ثوب جديد للكعبة
وارتدت الكعبة المشرفة كسوتها الجديدة جريا على التقليد المتبع في مثل هذا اليوم من كل عام، وتتكون الكسوة من 5 قطع تغطي كل كسوة جانبا من جوانب الكعبة، أما الـ5 فهي الستارة التي توضع على بابها ويطلق عليها البرقع.
وتصنع كسوة الكعبة في مصنع بمكة المكرمة، وتنسج من الحرير الطبيعي الخاص الذي يتم صبغه باللون الأسود، ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا ويوجد في الثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 95 سنتمترا وبطول 47 مترا والمكون من 16 قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.
فيما يستعد المسلمون فى جميع دول العالم لتجهيز أضحية العيد واتمام شعيرة الذبح اقتداء بنى الله إبراهيم الخليل، مع فجر يوم عيد الأضحى الـ10 من ذي الحجة.
ويؤدي أكثر من مليوني مسلم الحج هذه السنة، بعد أن شهد الحرم المكي في وقت سابق هذا الشهر حادثا مأساويا أسفر عن مقتل 108 أشخاص وإصابة 400 آخرين بجروح، بسبب انهيار رافعة عملاقة.
وخصصت السعودية أكثر من 100 ألف رجل أمن لحماية الحج، الذي يجري في ظل استمرار العنف والنزاعات في الشرق الأوسط، وفي ظل تعاظم خطر التنظيمات الجهادية، وانتشار فيروس "كورونا" المتسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
وقضى حجاج بيت الله الحرام عدة أيام فى مكة، ما بين تأدية العمرة والطواف حول الكعبة والصلاة فيها والنظر إليها، إلى زيارة بعض المناطق الأثرية والمقدسة فى مكة.