أقرت الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الثلاثاء 22 سبتمبر/ أيلول2015 "بغالبية كبيرة" توزيع 120 ألف لاجئ في أوروبا، رغم معارضة العديد من دول شرق القارة للحصص التي اقترحتها بروكسل، وذلك للتعامل مع أسوأ أزمة هجرة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وأعلنت لوكسمبورغ التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد عبر تويتر: "تبنت الدول الأعضاء بغالبية كبيرة قرار إسكان 120 ألف شخص"، في حين أوضح وزير الداخلية التشيكي ميلان شوفانيك عبر تويتر أيضا أن بلاده والمجر ورومانيا وسلوفاكيا صوتت ضد القرار، فيما امتنعت فنلندا عن التصويت.
الفرصة الأخيرة
وكانت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى حذرت من أنها "الفرصة الأخيرة" للدول الأوروبية للاتفاق على كيفية التعامل مع تدفق المهاجرين الهاربين من النزاعات في بلدان مثل سوريا وأفغانستان.
وقبيل اجتماع وزراء الداخلية الأوروبيين في بروكسل، قال وزير خارجية لوكسمبورغ يان أسلبورن الذي يرأس الاجتماع "لدينا نص على الطاولة قد يؤدي إلى اتفاق. هو متوازن جداً وأعتقد أنه سيكون له تأثير جيد على جميع الوفود حتى نتمكن من التوصل إلى نتيجة الليلة".
لكن رئيس الوزراء التشيكي بوهوسلاف سوبوتكا قال للصحافيين في براغ "أريد أن اؤكد أنني ووزير الداخلية، سنرفض صراحة أي مسعى لإقرار آلية دائمة لإعادة توزيع اللاجئين".
وأضاف "ونرفض أيضاً إقرار الحصص".
والاتفاق الذي توصل إليه وزراء الداخلية سيكون على طاولة قادة الاتحاد الأوروبي الأربعاء للمصادقة عليه خلال قمة أزمة، ستركز أيضاً على قضايا أوسع تتصل بتعزيز الحدود الخارجية للاتحاد.
وما زالت التوترات تتفاقم، مع مخاوف من أن يهدد سيل المهاجرين منطقة شنغن، حيث يسعى كثيرون للوصول الى ألمانيا تحديداً.
وكان وزير الداخلية الألماني توماس دو مازيير، الذي من المقرر أن تستقبل بلاده حوالي مليون طالب لجوء العام الحالي، أبدى "تفاؤله" بالتوصل إلى اتفاق.
واعتبر المفوض الأوروبي للهجرة ديميتريس أفراموبولوس أن الاتحاد يواجه "أزمة وجودية".
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عشية المحادثات عن "قلقه البالغ لتدهور وضع اللاجئين والمهاجرين الذين يصلون الى أوروبا" ودعا "البلدان الأوروبية إلى احترام التزاماتها الدولية، بما فيها الحق في البحث عن بلد لجوء ومنع الطرد والإبعاد".
والتقى وزراء خارجية بولندا وجمهورية تشيكيا وسلوفاكيا والمجر وزير خارجية لوكسمبورغ الاثنين في براغ لمناقشة أزمة المهاجرين.
120 ألف لاجئ على 22 دولة
وتقترح المفوضية الأوروبية توزيع 120 ألف لاجئ على 22 دولة أوروبية، هم 54 ألف طالب لجوء في المجر، و50400 في اليونان، و15600 في إيطاليا.
ومنحت المجر التي عبرها منذ بداية السنة 225 ألف مهاجر، الشرطة والجيش الاثنين صلاحيات جديدة في إطار "وضع الأزمة الناتج عن هجرة كثيفة". وأجاز البرلمان المجري للجيش استخدام الرصاص المطاطي ضد المهاجرين الذين يحاولون دخول البلاد بطريقة غير قانونية.
وقال رئيس الوزراء المجري الشعبوي فيكتور أوربان أمام البرلمان "إن حدودنا في خطر المجر وأوروبا برمتها في خطر"، معتبراً أن المهاجرين "يغرقوننا". وقال "إنهم لا يقرعون بابنا بل يقتحمونه".
وفي زغرب دعا رئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش الثلاثاء صربيا إلى نقل المهاجرين إلى المجر ورومانيا للتخفيف من أعباء البلاد. وقال "لا أتهم أحداً لكنني أقول لهم أرسلوهم إلى المجر ورومانيا وكذلك باتجاه كرواتيا لنرسلهم إلى بلدان أخرى فيما بعد".
تعليق الرحلات
وفي برلين أعلنت شركة سكك الحديد الألمانية تعليق رحلاتها بين ميونيخ وسالزبورغ وفيينا وبودابست حتى الرابع من تشرين الأول/أكتوبر بسبب الاضطرابات الناجمة عن إجراءات مراقبة الحدود التي تطبقها السلطات الألمانية.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تبنى لهجة شديدة حيال الدول التي ترفض مبدأ الحصص، معتبراً قبل يومين أنه "لا يمكن لأي بلد (أوروبي) إعفاء نفسه" من هذا التقاسم للمهاجرين "عملاً بحق اللجوء".
وسيبحث الأوروبيون تدابير أخرى عاجلة لاحتواء هذه الأزمة. وفي هذا السياق، دعا رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز إلى تخصيص "أكبر قدر من الأموال" لمساعدة الأردن وتركيا ولبنان.
زيارة البرلمان الأوروبي
وفي مؤشر إلى خطورة أزمة المهاجرين في أوروبا والتي تضاف إلى التوتر داخل منطقة اليورو، أعلن شولتز أن المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي سيقومان ب"زيارة تاريخية" للبرلمان الأوروبي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وفي السياق نفسه، عبرت أجهزة الاستخبارات الألمانية عن "قلقها" من محاولات تقوم بها الأوساط الإسلامية المتطرفة لنشر أفكارها بين مئات آلاف المهاجرين الوافدين إلى البلاد.
وأعرب مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في بيان عن "قلق شديد من أن يسعى إسلاميون في ألمانيا تحت ستار تقديم مساعدة إنسانية لاستغلال وضع اللاجئين بما يخدم غاياتهم ونشر أفكارهم والتجنيد بين طالبي اللجوء".
والثلاثاء، أعلن خفر السواحل اليونانيون بدء عمليات بحث عن مهاجرين اثنين فقدا قبالة جزيرة ليسبوس اليونانية، وذلك بعد إنقاذ ثمانية رفاق لهم صباح الثلاثاء في عرض البحر.