في أيام تهوي فيها القلوب إلى بيت الله الحرام، يعيش المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها مشاعر الوجد والشوق إلى الرحاب المباركة، وتتعلق أفئدتهم بمشاهد الحجيج في الطواف حول الكعبة، والسعي بين الصفا والمروة وفي الوقوف بعرفات، وتشتهي آذنهم سماع نداءات التلبية والتكبير.
فمنهم من لم يحالفه الحظ بزيارة مكة والنظر إلى الكعبة المشرفة، ومنهم من عاش تلك الرحلة وذاق حلاوة القرب من الرحاب الطاهرة، إلا أن الجميع يكاد يقتله الشوق للزيارة الأولي أو لتكرار الزيارة بالثانية والثالثة.
وبرغم ما يعيشه المسلمون في بقاع الأرض من مرارات وآلام بسبب الحروب والأزمات التي لا تخلو منها بلد يعيش فيه مسلمون، إلا أن مشاعر العشر الأوائل من ذي الحجة تجمعهم أكثر مما فرقهم الحرب والصراع.
وفيما وصل حجاج بيت الله الحرام من الخارج لحج هذا العام لما يقرب من مليون وثلاثمائة ألف حاج، تستعد الكعبة المشرفة لخلع رداءها القديم واستبداله بثوب جديد مطرز بالفضة والذهب وبخيوط من حرير.
ويعود عدد الحجاج إلى الرقم الطبيعي الذي كان عليه قبل عام 2013، الذي شهد البَدْء في أعمال توسعة الحرم المكي الشريف، ليرتفع عدد الحجاج في العام 2016 لأكثر من 1.7 مليون حاج.
وسيكون موسم حج 2015 آخر موسم تخفّض فيه السعودية نسب حجاج الدول الإسلامية، بعد أن تم تقليصها لكل دولة بـ20 %، جراء أشغال التوسعة في الحرم المكي.
ومناسك الحج تبدأ في 8 ذي الحجة بلبس ملابس الإحرام، من مواقيت الحج المحددة، ثم يتوجه بعدها الحجيج إلى "مكة" لأداء طواف القدوم، ثم ينتقلون إلى "منى" لقضاء يوم التروية ومنها إلى "عرفة" لقضاء يوم عرفة.
بعد ذلك يرمي الحاج الجمرات يوم العيد وأيام التشريق الـ3، ويقوم الحجاج بـ طواف الإفاضة، وينهوا حجهم بطواف الوداع ومغادرة الأماكن المقدسة.