ندد أكثر من 100 ألف شخص تجمعوا الأحد 20 سبتمبر/ أيلول 2015 في إسطنبول، بـ"الإرهاب" في وقت تستمر المواجهات الدامية منذ شهرين بين الجيش التركي، ومتمردي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا.
رئيس حكومة تصريف الأعمال أحمد داود أوغلو قال في كلمة أمام الحشد أن "الأتراك والأكراد أخوة، ومن يريدون إحداث انقسام بينهم هم خونة".
والتجمع الذي نظم بناء على دعوة مجموعة منظمات غير حكومية في ضاحية يني كابي يتخذ شكل لقاء سياسي لصالح أردوغان، قبل 6 أسابيع من الانتخابات المبكرة في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وسمح للمشاركين برفع العلم التركي فقط، وربط كثيرون منهم جباههم بشريط أحمر كتب عليه "الشهداء لم يموتوا، الوطن لا يمكن أن ينقسم.
داود أوغلو كرر في مداخلته، عزم أنقرة على المضي قدمًا في عملياتها العسكرية ضد مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
وأضاف "إننا دمرنا كل المعسكرات حول جبل قنديل وسنواصل ذلك"، مشددا على ان "التصدي للإرهابيين سيستمر حتى يسلموا اسلحتهم".
تحضير للحملة الانتخابية الثانية
تظاهرة اسطنبول بدت بمثابة تحضير للحملة الانتخابية العامة الثانية لتركيا خلال أقل من 6 أشهر، إذ يسعى حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى استعادة الأصوات التي خسرها في انتخابات يونيو/ حزيران، وجردته من الغالبية المطلقة وأجبرته على إجراء محادثات منيت بالفشل لتشكيل ائتلاف، مما اضطره إلى إجراء انتخابات جديدة 1 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
محللون ربطوا بين الضربات الجوية العسكرية والعملية البرية ضد معاقل حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وجنوب شرق تركيا والتي أطاحت بوقف إطلاق نار عمره سنتين، بالنكسة الانتخابية للعدالة والتنمية.
أزمة العنف عقب حادث سوروتش
أروغان أطلق العملية بعد تفجير انتحاري في بلدة سوروتش على الحدود مع سوريا في آواخر يوليو/ تموز، نسب إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
وحزب الشعوب الديموقراطي الليبرالي المؤيد للكرد، كان قد أخذ أصواتا من العدالة والتنمية في حزيران/يونيو الماضي ليحصل على 80 مقعدا في البرلمان وحرم الحزب الحاكم والرئيس أردوغان من الغالبية المطلقة التي كان يسعى لها لتعزيز سلطاته الرئاسية.
وتتهم الحكومة حزب الشعوب الديموقراطي بأنه واجهة للعمال الكردستاني، وهو ما يرفضه الحزب الذي يتمتع بتأييد من خارج الكرد أيضا.
وفيما أثار توقيت العملية ضد المتمردين الكرد التساؤلات في تركيا وخارجها، فان حجم رد حزب العمال الكردستاني أثار غضبا واستياء على نطاق واسع.
فقد قتل أكثر من 120 من عناصر الجيش والشرطة في تفجيرات وعمليات إطلاق نار نسبت للمتمردين الكرد منذ بدء التصعيد، بحسب وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة، وتقول الحكومة من جانبها أنها قتلت أكثر من 5 آلاف متمرد.
أعمال العنف هذه تثير المخاوف من تجدد النزاع الذي بدأ قبل 3 عقود وأودى بحياة نحو 40 ألف شخص منذ أن حمل حزب العمال الكردستاني السلاح في 1984.
وحذر الصحفي بول أيدون وفي مقالة في صحيفة حرييت المستقلة هذا الأسبوع أردوغان من أي محاولة لإضعاف حزب الشعوب الديموقراطي، أول حزب مؤيد للكرد يدخل البرلمان.