صور ومجسّمات لمسؤولين بارزين وصناع قرار في العراق، يحملها المتظاهرون في الميادين ويقومون بإلقاء "الأحذية" عليها، ورجمها بـ"الحجارة"، هي وسيلة اعتمدها العراقيون في الآونة الأخيرة للإعلان عن نقمتهم على شخصيات سياسية معينة، وللتعبير عن غضبهم من الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد.
عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء، كان آخر تلك الشخصيات التي نالها غضب العراقيين، حيث أظهر مقطع فيديو نشرته صفحة أخبار العراق قيام متظاهرين برمي مجسم له بالحجارة والأحذية.
المظاهرة قام بها عشرات العراقيين الأسبوع الماضي، في كربلاء، رفعت شعارات مختلفة، ونددت بالوضع السياسي في البلاد، وجاءت احتجاجاً على الخدمات السيئة في المدينة.
وطالب المشاركون فيها بكشف الفاسدين وإقالتهم ثم محاكمتهم، ومن بينهم السيستاني الذين قاموا بوضع مجسم له بالشارع وضربوه بالحجارة، محملين ما يتبع له من إداريين في كربلاء الجزء الأكبر مما يحدث من عمليات فساد.
أخبار العراق | #متابعات #رجم_عبد_المهدي_الكربلائي معتمد #السيستاني بالحجارة، وترديد لبيك اللهم لبيك، اشارة إلى رجم الشيطان، في #كربلاء.
Posted by أخبار العراق News of iraq on 15 سبتمبر، 2015
الناشط المدني علي عباس، يقول إن الأمر تعدّى الهتافات والشعارات المعارضة لهؤلاء السياسيين، وخاصة أنه "لم يعد يخف على أحد أن ما نعيشه من دمار وفقر وميزانية خاوية، يعود لفساد سياسي" على حدّ تعبيره.
وأضاف عباس لـ "عربي بوست" أنّ "أسلوب ضرب صور المسؤولين بالأحذية والحجارة هو طريقة للتعبير عن رفضهم وجود تلك الشخصيات في سدة الحكم وضرورة محاسبتهم".
للرمي بالأحذية تاريخ!
"ثقافة الرمي بالأحذية ليست جديدة على سكان العراق"، يوضح مقداد علي الضابط المتقاعد في الجيش العراقي السابق لـ "عربي بوست"، أن العراقيين فعلوا ذلك عقب الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، حين رشقوا تمثال الرئيس الراحل صدم حسين وصوره.
وكان نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك أول سياسي عراقي يرشق بالأحذية بشكل مباشر من قبل محتجين في الحراك الشعبي، عقب زيارته مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب العراق عام 2012.
وعلى ما يبدو أن هذا الأسلوب استلهمه العراقيون من حذاء رماه الصحافي العراقي منتظر الزيدي على الرئيس الأمريكي جورج بوش في مؤتمر صحفي جمعه بنوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق عام 2008.