هل تعصف تداعيات حادثة رافعة الحرم بمجموعة بن لادن؟ هو التساؤل الذي يطرحه الكثيرون بعد صدور قرار الملك السعودي بإيقاف تصنيف مجموعة بن لادن إحدى أكبر شركات المقاولات في السعودية، ومنعها من الدخول في أي منافسات أو مشاريع جديدة.
إيجابي للشركات المنافسة!
"هافينتغون بوست عربي" تواصلت مع الخبير الاقتصادي عصام الزامل الذي قال "إن قرار إيقاف مجموعة بن لادن ومنعها من دخول مشاريع جديدة، يعتبر إيجابياً ومن مصلحة الشركات الكبرى والتي يبلغ عددها قرابة 6 أو 7 شركات في السعودية، وخاصة أن بن لادن تهيمن على أكبر المشاريع في البلد".
ويرى الزامل أن الضرر سيعود على الشركات الصغرى والمتوسطة التي تعمل تعمل تحت مظلة بن لادن، لأن تلك الشركات لا تملك قدرة إدارة مشروع ضخم وحدها.
نهاية الشركة قريباً
ويبدو أن قرار الملك سلمان عبد العزيز بمنع دخول الشركة بمشاريع جديدة بعد حادثة سقوط رافعة الحرم، سيكون سلبياً على الشركة حيث يوضح الزامل "كتقدير شخصي إن هذا القرار هو نهاية الشركة، التي ستجد نفسها أمام عدة خيارات إما أن يتم بيعها أو تتغيّر هويتها بشكل كامل، ولكن الأمر المؤكد أنها لن تستمر على هذا الشكل وبهذا الاسم".
المشاريع مستمرة
ومن جهته قال الخبير الاقتصادي محمد العنقري لـ "عربي بوست" إنه لا يمكن حساب حجم الخسائر والضرر حالياً وخاصة أن "إيقاف تصنيف شركة بن لادن لا يعني إلغاء المشاريع، بل هي ملتزمة بها إلى أن تظهر نتائج التحقيقات التي تبيّن حجم الخسائر التي ستتعرّض لها الشركة".
وأوضح العنقري أنّ القرار لن يكون له تأثير على الاقتصاد والسوق المالي بل على "الشركة نفسها وهي تحتاج لوقت كي تمتص تداعيات ذلك من الناحية المعنوية وليس المادية فقط".
وعلى الرغم أنّ كل ما يدور من إشارات استفهام حول مصير مجموعة "بن لادن"، إلا أنه لا يتجاوز حد التكهنات بانتظار نتائج التحقيقات والتي يرى العنقري أنها "إن لم تكن لصالح شركة بن لادن فإن الضرر سينال عملاء الشركة أيضاً" وأكد أن كلّ ذلك يبقي "مجرد احتمالات مستقبلية".
وختم العنقري بالسؤال "هل سيبقى تصنيف بن لادن على ما هو عليه؟ وخاصة مع وجود مشاريع لا يمكن المنافسة عليها دون أن تكون الشركة مدرجة بقائمة الشركات ذات التصنيف بالدرجة الأولى".
وطبقا للبيان الرسمي أمر الملك سلمان بن عبد العزيز بعقوبات صارمة على المجموعة، ومنعها من الدخول في مشاريع جديدة، ومنع سفر أعضاء المجموعة لحين انتهاء التحقيقات.
وتقرر رسميا تحميل المقاول مجموعة بن لادن السعودية جزءاً من المسؤولية عما حدث لما أشير إليه من أسباب، وإعادة النظر في عقد الاستشاري شركة كانزاس ومراجعة أوضاع جميع الروافع الموجودة بالمشروع والتأكيد على توفير جميع متطلبات واحتياطات الأمان والسلامة فيها.
وإن مجموعة بن لادن تعتبر من أكبر شركات المقاولات في العالم العربي بإيرادات تقدر بـ 5 مليارات دولار.
وفي عام 1950 كلف الملك عبد العزيز محمد بن لادن بتوسعة المسجد النبوي في المدينة المنورة، وقد امتد العمل بهذه التوسعة إلى عهد الملك سعود بن عبد العزيز وانتهى بنجاح تام.
ونتيجة لهذا النجاح تم تكليف المعلم محمد بن لادن بتوسعة المسجد الحرام في مكة المكرمة لتكون أول توسعة يشهدها التاريخ منذ ألف عام.