طول الأمل في الحياة من طبائع النفس البشرية، لكن الأجل (الموت) يحاصر الأمل فلا يحقق الإنسان آماله كلها.
وكذلك الأحلام.. هناك من يحاصرها ويحول دون تحقيقها، إنهم أعداء النجاح أصحاب الانتقادات اللاذعة الذين يُظهرون الحب والخوف على مصلحة الآخرين، ويُبطنون الحقد والحسد في نفوسهم، يغتالون الأفكار عن عمدٍ وأحياناَ بدون قصد لخوفهم من المجهول وحبهم للمألوف وعدم رغبتهم في التطوير، فتعودوا الكسل والركود وأرادوا للآخرين أن يكونوا مثلهم!
لا شك أننا جميعاً لا نستطيع دفع الموت لتحقيق كل آمالنا في الحياة، فهذا محال، لكننا نستطيع دفع هؤلاء المحبِطين والسعي نحو تحقيق أحلامنا.
يروي أحدهم قصة الطالب "مونتي" حيث طلب المُعلم منه ومن زملائه في الفصل كتابة ما يرغبون في تحقيقه عندما يكبرون، وعندما وجد معلمه أنه يحلم بامتلاك مزرعة هائلة ليتمكن من تربية الحيوانات والخيول التي كان يعشقها أعطاه درجة متدنية جداً، معللاً ذلك بأن حلمه بعيد عن الواقعية نظراً لشدة فقره؛ ثم عرض عليه المعلم أن يعيد الكتابة مرة أخرى حتى يحصل على درجة أعلى، لكن "مونتي" رد عليه قائلاً: "احتفظ أنت بالدرجة، وسأحتفظ أنا بحلمي"!
واستطاع هذا الطالب بإصراره أن يحقق حلمه ويمتلك مزرعة كبيرة كما كان يحلُم.
وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِباراً ** تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ
علينا أن نبتعد عن هؤلاء المحبطين وأن نصاحب أصحاب الهمم ونقرأ في قصص الناجحين لنتعلم كيف حققوا أحلامهم وتغلبوا على العقبات والصعاب التي واجهتهم.
احلم.. وحدد هدفك، واحرص على كل وسيلة صالحة تعينك على تحقيقه، وأعرض عن كل وسيلةٍ مضادَّة تبعدك عنه… ولا تنسَ أن سرّ وُجودك في هذه الحياة أنك مخلوقٌ لجنةٍ عرضها السماوات والأرض، ولن تبلغ هذه الجنة إلا إذا حققت غاية وجودك في هذا الكون وهي أن تحقق العبودية لله عز وجل وتسعى في إعمار هذه الأرض.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.