تحاول القوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي المدعومة من التحالف العربي الاثنين 14 سبتمبر/ أيلول 2015، التقدم في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليوم الثاني من هجوم واسع يهدف إلى استعادة العاصمة صنعاء التي سقطت بأيدي المتمردين منذ سنة.
مصادر عسكرية موالية لحكومة هادي قالت إن الهجوم الذي أطلق الأحد في محافظة مأرب، يجري على 3 محاور تقع في شمال غرب هذه المنطقة الصحراوية باتجاه صنعاء.
وتقع محافظة مأرب النفطية في وسط اليمن شرق صنعاء، ولها أهمية استراتيجية كبيرة لاستعادة العاصمة.
وقال مصدر عسكري إن الهدف من الهجوم على مأرب هو قطع طريق إمداد الحوثيين.
القوات الموالية للحكومة اليمنية أعلنت التقدم انطلاقا من بلدة العبر غير البعيدة عن الحدود مع السعودية، باتجاه 4 مناطق تقع في شمال غرب محافظة مأرب باتجاه صنعاء.
مصادر عسكرية أضافت أن هذه المناطق هي قطاعا "صرواح وجدعان ومفرق الجوف وحريت".
تكثيف الغارات الجوية
وبالتزامن مع الهجوم البري، ركز التحالف غاراته على المنطقة الجنوبية من محافظة مأرب حيث يتمتع الحوثيون بوجود قوي.
المصادر العسكرية اليمنية قالت إن 3 مواقع لتجمع المتمردين استهدفت مساء الأحد.
وأضافت أن الغارات استهدفت خصوصا محيط العين ومحيط بيحان على حدود محافظة شبوة جنوب اليمن، التي تمت استعادتها من المتمردين في تموز/يوليو.
الغارات الجوية جاءت بهدف الإعداد لوصول قوات التحالف البرية إلى هذه المناطق.
مقتل جندي إماراتي
لكن هذا التقدم يصطدم ببعض المقاومة على ما يبدو بعد إعلان مقتل جندي إماراتي في العمليات.
قيادة الجيش الاماراتي قالت إنها شنت عمليات ناجحة حققت من خلالها تقدما على الأرض في مأرب في نطاق العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات التحالف العربي ضد الحوثيين.
الامارات من الدول الرئيسية المشاركة في هذا التحالف، وقد خسرت 52 جنديا بصاروخ أطلق في 4 سبتمبر/ أيلول وسط اليمن.
وقتل 7 جنود إماراتيين قبل ذلك في عمليات أخرى، وبذلك ترتفع حصيلة الجنود الإماراتيين القتلى في اليمن إلى 60 على الأقل.
وكان 10 جنود سعوديين و5 بحرينيين قتلوا في الهجوم الذي كان الأعنف ضد قوات التحالف منذ بداية الحملة على اليمن في 26 مارس/ آذار.
مقتل 5 جنود سعوديون
وعلى الجبهة الشمالية، قتل 5 عسكريين سعوديين في نجران على الحدود بين اليمن والسعودية، وفق ما أعلن التحالف في ساعة متأخرة من الأحد.
وهذه أكبر خسائر يعلن عنها التحالف منذ بدء الحملة الجوية التي تهدف إلى منع الحوثيين من السيطرة على كل اليمن.
ففي يونيو/ حزيران أعلن التحالف مقتل 4 سعوديين وعشرات اليمنيين حين هاجمت قوات الرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح عدة بلدات على الحدود مع السعودية.
وقتل 60 شخصا على الأقل معظمهم من الجنود على الحدود السعودية اليمنية منذ بداية حملة التحالف.
تراجع مفاوضات السلام
ويبدو أن تكثف العمليات على الأرض يؤثر على انعقاد مفاوضات السلام التي أعلنت عنها الأمم المتحدة هذا الأسبوع.
فقد طالبت الرئاسة اليمنية في المنفى الأحد المتمردين الحوثيين بالاعتراف بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي ينص على انسحابهم من الأراضي التي سيطروا عليها، مقابل المشاركة في محادثات سلام أعلنت عنها الأمم المتحدة.
ويشكل هذا الموقف تراجعا عن إعلان حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي مساء الخميس مشاركتها في "مفاوضات السلام" التي أعلن عنها وسيط الأمم المتحدة لليمن.
وقد اشترطت حينذاك أن تقتصر المفاوضات على البحث في تطبيق القرار رقم 2216.