تجددت الاشتباكات في المسجد الأقصى بعد اقتحام قوات من الجيش الإسرائيلي، صباح الاثنين 14 سبتمبر/ أيلول 2015، المسجد القبلي، وذلك لليوم الثاني على التوالي فيما وقعت عشرات الإصابات في صفوف المصلين وتم اعتقال 3 منهم.
الشرطة الإسرائيلية قالت إنها عند دخول باحة المسجد قام شبان ملثمون برشق عناصر الأمن بالحجارة، بعد أن شهد الموقع مواجهات الأحد بالتزامن مع عيد رأس السنة العبرية.
وقامت الشرطة أيضا بتفريق متظاهرين فلسطينيين في شوارع المدينة القديمة حول المسجد، فيما قامت الشرطة الإسرائيلية بضرب المصورين في المكان من بينهم 2 تابعان لفرانس برس.
وقالت الشرطة انها دخلت المسجد لضمان عدم تعرض شبان فلسطينيين لليهود أو السياح المتواجدين في المكان خلال ساعات الزيارة الصباحية، واضافت أنها أوقفت 3 شبان وأن الزيارات ستستمر كما هو مقرر الاثنين.
ورأى مراسل لوكالة فرانس برس خارج البوابة زائرا يهوديا يتعارك مع فلسطينيين عند خروجه من المسجد.
لم يسمح بدخول الصحافيين إلى داخل باحة المسجد، وعند إعادة فتحه وعودة الهدوء في وقت متأخر من صباح الاثنين، كانت رائحة الغاز المسيل للدموع تملأ المسجد.
المواجهات إمتدت لتشمل شوارع البلدة القديمة في القدس، وقام رجال الشرطة بتفريق مجموعة من عشرات المتظاهرين مؤلفة بغالبيتها من النساء الكبيرات في السن باستخدام قنابل الصوت.
ويعرف "المرابطون" و"المرابطات" بأنهم يراقبون عن كثب الزوار اليهود الذين يقتحمون باحة المسجد تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.
إسرائيل من جانبها تعتبر المرابطين أحد العوامل الرئيسية في التوتر في الموقع الحساس للمسلمين.
وقالت سناء الرجبي وهي إحدى المرابطات "نحن قلقون على الأقصى لأن إسرائيل ترغب بإفراغه مثلما ترغب بإفراغ القدس من المسلمين، نحن لا نذهب للصلاة في حائط المبكى. لماذا يجب أن يصلوا في الأقصى؟".
الشرطة اعتدت مرة أخرى على المصورين الصحافيين ومن بينهم مصورين 2 لفرانس برس، وقام رجل شرطة بملاحقة أحد المصورين ودفعه أرضا وانهال عليه ضربا بعصاه على ظهره وساقيه.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية 9 أشخاص: 5 منهم داخل باحة المسجد و4 في شوارع البلدة القديمة.
اشتباكات عنيفة كانت اندلعت صباح الأحد في باحة المسجد وقامت الشرطة الإسرائيلية للمرة الأولى بطرد الحراس الأردنيين الموجودين في الموقع، قبل ساعات من بدء الاحتفال بعيد رأس السنة العبرية.
وعلى الرغم من أحداث العنف، اقتحم 650 يهوديا وسائحا المسجد الأقصى الأحد في رقم أعلى من المعتاد بينما دخل المسجد 500 آخرين الاثنين، بحسب الشرطة الإسرائيلية.
إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994 تعترف بإشراف عمان على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس.
وجرت صدامات مماثلة في نوفمبر/ تشرين الثاني اتخذت السلطات الإسرائيلية على إثرها قرارا نادرا بإغلاق باحة المسجد الأقصى مما تسبب بأزمة دبلوماسية مع الأردن.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس من جانبه اتهم إسرائيل الجمعة بالسعي إلى تقسيم المسجد "زمانيا ومكانيا" مؤكدا ان هذا "لن يمر".
الفلسطينيون يقولون إن إسرائيل تسعى إلى تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيا، بين المسلمين واليهود، وهو ما يرفضه المسلمون، ويرون فيه مساسًا بحقهم الديني.
وعلى وقع اقتحام أمس أدان وزراء خارجية الدول العربية عملية الجيش الإسرائيلي في المسجد الأقصى، كما أدانته السلطة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية حماس.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أكد مجددا الأحد أنه يريد الحفاظ على الوضع الراهن في المسجد الأقصى.
والحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.
ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الذي يقع أسفل باحة الأقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 ميلادية.
ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الإسرائيلية بدخول السياح الأجانب لاقتحام الأقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول إلى باحة الاقصى لممارسة شعائر دينية والإجهار بأنهم ينوون بناء الهيكل مكانه.
وقد احتلت اسرائيل القدس الشرقية وأعلنت ضمها في 1967 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي الذي يعتبر الاستيطان الإسرائيلي في كل الأراضي المحتلة غير شرعي وفقا للقانون الدولي.
وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمتها "الأبدية والموحدة" في حين يرغب الفلسطينيون بجعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
والوضع الراهن الموروث من حرب 1967 يجيز للمسلمين الوصول إلى المسجد الأقصى في كل ساعة من ساعات النهار والليل، ولليهود بدخوله في بعض الساعات، لكن لا يجيز لهم الصلاة هناك.
كما يسمح لغير المسلمين بزيارة المسجد الأقصى من الساعة 7 صباحا حتى 11 صباحا يوميا ما عدا الجمعة والسبت.