تهميش التعليم في القرى.. أبرز أسباب أمية ثلث سكان المغرب

عربي بوست
تم النشر: 2015/09/13 الساعة 04:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/09/13 الساعة 04:32 بتوقيت غرينتش

10 ملايين أمي، لا يعرفون القراءة والكتابة في المغرب، احصائية كشفت عنها الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية في تقرير لها الاثنين 7 سبتمبر/ أيلول الجاري.

هذه النسبة المرتفعة من الأمية في صفوف المغاربة، والتي تمثل نحو ثلث عدد سكان المغرب الذي يقدر بنحو 33 مليون نسمة، تكبد المملكة خسارة تقدر بنسبة 1,5٪ من الناتج الداخلي الإجمالي، حسب نفس التقرير، والتي قدرت بحوالي 107 مليارات دولار خلال 2014، وهو ما يدعو للعمل على تسريع وتيرة القضاء عليها، للحد من آثاره الاقتصادية والاجتماعية.

الفئات الأكثر تضررا

تتركز نسبة الأمية في المناطق القروية، وتنتشر في صفوف المزارعين بقوة، حيث تشير الاحصائيات إلى أن 50 % من المزارعين أميون.

من جهة أخرى، أكدت دراسة قامت بها المندوبية السامية للتخطيط المغربية عام 2012، واعتمدت عليها وكالة محاربة الأمية في تقريرها الأخير، أن نصف المغاربة الذين يعانون من الأمية هو من فئات عمرية كبيرة ، وهو ما يعني أن الأجيال القديمة هي المسؤولة عن ارتفاع نسبة الأمية إلى اليوم.

الدراسة كشفت أيضا أن نسبة الأمية تصل النصف لدى المغربيات فوق سن 15 سنة، أي ما معدله 12,5 مليون امرأة.

أسباب الأمية

ترى رشيدة روكي، رئيسة شبكة القراءة بالمغرب، في تحليل لأسباب أمية ثلث المغاربة، أن "غياب الإرادة السياسية و الاستراتيجية الواضحة للدولة للقضاء على الظاهرة أو الحد من تفاقمها، هو أهم الأسباب التي أوصلت المغرب إلى هذه المراتب المتدنية".

وقالت لـ"عربي بوست"، أن الأرقام الكبيرة والصادمة الخاصة بالأمية في صفوف النساء، يوضحها عدم استفادتهن من حق التعلم والدراسة في وقت سابق "بسبب ما تعانيه المرأة المغربية داخل مجتمع يحصر دورها في الاعتناء بالبيت والأطفال".

رئيسة شبكة القراءة المغربية أوضحت أيضا أن هناك تمييزا بين التلاميذ على أساس طبقي، حيث يوفر تعليم خاص للميسورين، مقابل تهميش ساكنى القرى والمناطق النائية، حسب تعبيرها.

تحديات مستقبلية

من أهم وأصعب العقبات التي تواجهها برامج محو الأمية، حسب ما جاء به التقرير الأخير للوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، ضعف انخراط القطاعات الاقتصادية في العملية التعليمية، إذ أوضحت الدراسة أن نسبة إسهامها في محاربة الأمية لا يتجاوز 3%.

ومن التحديات الكبرى التي تواجهها الحكومة المغربية أيضا، ضمان استفادة مليوني شخص سنويا من برامج محو الأمية، من أجل القضاء عليها نهائيا في عام 2024، حسب تصريح سابق لرئيس قسم التعاون الدولي وتنمية الشراكة بالوكالة، عبد الله خالوب.

ويظل رهان استمرارية تعلم المستفيدين من برامج محو الأمية والتزامهم بالبرامج ، أمر صعبا، إذ يؤكد تقرير وكالة محاربة الأمية المغربية أن خلال الموسم الدراسي الحالي تم تسجيل 672 ألف و591 شخص، لم يستمر 27 % منهم لنهاية البرنامج.

تحميل المزيد