تسبب الفوز الكبير لجيرمي كوربن برئاسة حزب العمال البريطانية، بزلزال سياسي داخل الحزب، خاصة بعد أن اعتبر مؤشراً لنهاية تيار توني بلير، وكشف عن أزمة في صفوف الحزب بين حماسة القاعدة وتردد القيادة.
درجت العادة بالصحافة اليمينية ألا تتهاون في مهاجمة حزب العمال، وانعكس ذلك في تغطيتها الأحد 13 سبتمبر/ أيلول 2015 لفوز كوربن بفارق كبير السبت بـ59,5% من الأصوات، متفوقا على رصيد توني بلير في 1994 بنقطتين ونصف.
موت حزب العمال
"موت حزب العمال الجديد" على هذا النحو جاء عنوان الصنداي تلغراف، وتحدثت عن فترات عصيبة تنتظر الحزب، كما أشارت أيضا إلى أن جيرمي بدأ حرباً داخلية.
فيما اعتبر كاتب الغارديان رافاييل بير هذا الفوز "زلزال سياسي" أدى إلى "دفن سياسة بلير".
وأضاف "برز شرخ ثقافي وبنيوي بين منظارين لحزب العمال، الأول من طرف القيادة، أو البرلمان، والآخر متمرد انبثق من اقتران معقد " بين "قدامى محاربي اليسار" و"الناشطين الجدد المثاليين".
وفي الوقت الذي عبر فيه أنصار كوربن بصخب عن فرحهم، استقبل اعلان فوزه بالخيبة لدى جزء من المشاركين في مركز كوين اليزابيث الثانية للمؤتمرات في لندن حيث انعقد المؤتمر الاستثنائي لحزب العمال السبت.
وحذرت الوزيرة السابقة في إدارة بلير مارغريت بيكيت قائلة "حزبا مقسوما حزب لا يفوز" منتقدة ضمنيا اسلوب كوربن "المتمرد".
رفض العمل مع جيرمي
وفيما بدا مؤشراً للصعوبات المقبلة، سبق وأن أعلنت عدة شخصيات من الحزب رفض العمل مع كوربن.
خطر الانقسام داخل الحزب دفع الرئيس الجديد لدعوة كل فرد إلى التحلي بالمسؤولية، مشيرا إلى أن انتخابه يمنحه "تفويضا استثنائيا" لإعادة الحزب إلى طريقه، بعد الخسارة أمام محافظي ديفيد كاميرون في انتخابات مايو/ ايار التشريعية.
وصرح لصحيفة ذا اوبزرفر بأن "الناشطين والمناصرين يريدون ويتوقعون أن يتعاون أعضاء الحزب مع القائد الجديد".
ويتوقع أن يلقى رئيس الحزب الجديد مقاومة قوية من البرلمانيين العماليين، في قضايا الترسانة النووية البريطانية، والاستفتاء حول الانتماء إلى الاتحاد الاوروبي، حيث لا يحظى في صفوفهم سوى بدعم محدود.
النائب العمالي سايمن دانزوك قال لـصحيفة ميل اون صنداي "على كوربن الآن اجتياز سلسلة تجارب حاسمة لإقناع البرلمانيين أن الهدف هو فعلا الفوز في الانتخابات المقبلة (في 2020)، وليس خوض تجربة ايديولوجية ما".