تظاهر عشرات الآلاف السبت 12 سبتمبر / أيلول 2015 في عدة عواصم ومدن في أوروبا الغربية تأييداُ لاستقبال اللاجئين الذين يتدفقون بأعداد قياسية إلى القارة العجوز، فيما تنوعت التظاهرات في عواصم ومدن دول أوروبا الشرقية بين المعارض لاستقبال اللاجئين والمؤيد لهم.
نزل آلاف البريطانيين إلى شوارع لندن لحث حكومتهم على بذل المزيد من الجهود لمساعدة اللاجئين السوريين.
زعيم حزب العمال الجديد يشارك
وشارك في التظاهرة الزعيم الجديد لحزب العمال البريطاني جيرمي كوربن، ودعا في كلمة له إلى "إيجاد حلول سلمية" لمواجهة أزمة اللاجئين.
وأضاف "لدينا مسؤولية بصفتنا دولة موقعة على اتفاقية جنيف لضمان الرعاية والدعم لهؤلاء الناس (اللاجئون)"
التظاهرة جابت وسط لندن وصولًا إلى مكاتب رئيس الحكومة ديفيد كاميرون رافعين لافتات كتب عليها "افتحوا الحدود" و"اللاجئون إلى الداخل، المحافظون إلى الخارج".
أحد المتظاهرين ويدعى دوسان بيتكوفيتش قال لوكالة الصحافة الفرنسية "هذه التظاهرة توضح أن الحكومة مخطئة في موقفها تجاه اللاجئين".
وكان كاميرون، قد تراجع في موقفه بشأن السماح بدخول المزيد من اللاجئين مع تفاقم ازمة المهاجرين في أوروبا، فوافق الأسبوع الماضي على دخول 20 ألف مهاجر إلى بريطانيا على فترة 5 سنوات.
منظمو "اليوم الأوروبي للتحرك من أجل اللاجئين" أشاروا إلى تحرك الآلاف في لندن ومدريد وعدة مدن أوروبية آخرى، لدعم المهاجرين، والتنديد بالحدود التي تسببت في الكثيرين.
30 ألف متظاهر في كوبنهاغن
وفي كوبنهاغن تظاهر حوالي 30 ألف شخص دعما لاستقبال اللاجئين، كما تفيد تقديرات الشرطة.
وسائل الإعلام الدانماركية أشارت إلى أن الأشخاص الذين احتشدوا حملوا لافتات كتب عليها "اهلا وسهلا باللاجئين" و"أوروبا هي الجوار القريب لسوريا".
وجرت تظاهرات مماثلة في مدن دنماركية آخرى، خصوصا في بادبورع الحدودية مع ألمانيا التي يعبرها عدد كبير من اللاجئين.
مشاركة ضعيفة في فرنسا
وفي فرنسا لقيت الدعوات للمشاركة في تظاهرات دعم للمهاجرين، تجاوبا محدودا، وكان أكبرها تلك التي جرت في مدينة نيس جنوب شرق فرنسا وجمعت نحو 700 شخص.
وسار المتظاهرون بجوار البحر خلف لافتة كبيرة كتب عليها "نعم لاستقبال اللاجئين"، في حين حمل المتظاهرون لافتات آخرى مثل "نعم لحرية تنقل الأشخاص" و"نعم لاستقبال لائق للاجئين".
وفي باريس ووسط جو ماطر تجمع نحو 100 شخص فقط في ساحة تروكاديرو "لتكريم" ذكرى نحو ثلاثة آلاف لاجىء قتلوا غرقا منذ مطلع السنة لدى محاولتهم العبور إلى أوروبا من جنوب المتوسط.
وحمل بعضهم لافتة كتب عليها اسم احدى الضحايا في حين لوح آخرون بعلم سوري وأطلقوا هتافات مثل "لا للجدران في أوروبا".
و في مدينة ليون تجمع نحو 250 شخصًا في الساحة الرئيسية للمدينة تلبية لدعوة من جمعيات إنسانية وأحزاب يسارية.
ألف متظاهر في ستوكهولم
وفي ستوكهولم عاصمة السويد احتشد أكثر من ألف شخص أيضا للتعبير عن دعمهم لسياسة استقبال أكثر سخاء.
وتدعم عدة جمعيات ومنظمات غير حكومية على غرار منظمة العفو الدولية هذا التحرك الذي يصادف قبل يومين على انعقاد اجتماع استثنائي لوزراء داخلية الاتحاد الاوروبي حول ازمة الهجرة.
تظاهرات معارضة وآخرى مؤيدة في وراسو
وفي العاصمة البولندية وراسو تظاهر الآلاف ضد استقبال المهاجرين ورفعوا لافتات تحذر من تنامي الإسلام في أوروبا، وقدموا أنفسهم على أنهم من الكاثوليك المعارضين لوصول مهاجرين مسلمين.
واعتلى احد منظمي التظاهرة المنبر وقال مخاطبا المتظاهرين "نحن هنا لكي نوصل صوتنا إلى الحكومة لكي تتخلى عن قرارها باستقبال مهاجرين مسلمين".
ووافقت وارسو حتى الآن على استقبال نحو ألفي لاجىء مع رفضها لسياسة الكوتا.
واعاد الخطيب التذكير بان الثاني عشر من ايلول/سبتمبر هو ذكرى معركة فيينا الكبرى عام 1683 عندما تمكنت القوات البولندية من صد القوات التركية.
في المقابل تجمع انصار استقبال المهاجرين إلى جانب جامعة وارسو، ولم يتجاوز عددهم الالف شخص، وحملوا لافتات كتبوا عليها "اهلا بالمهاجرين" و"علينا ان نتساءل كيف نساعد وليس اذا كان علينا ان نساعد".
الخلاف يدب في عاصمة سلوفاكيا
براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا شهدت أيضا تظاهرات رافضة وآخرى مؤيدة، إذ تجمع نحو 1500 شخص حسب وكالة الصحافة الفرنسية ضد استقبال المهاجرين، تلبية لنداء حركة مناهضة للإسلام يقودها ناشط من اليمين المتطرف يدعى لوكاس كوباتش ومدعومة من الحزب الوطني "سلوفاكيتنا".
وكتب على إحدى اللافتات "أن التعددية الثقافية خيال لا تفتحوا الحدود" و"انتم غير مرحب بكم عودوا إلى بلادكم".
وفي المقابل تجمع نحو 500 شخص دعما للمهاجرين تحت شعار "نداء إلى الانسانية".
عاصمة التشيك براغ جرت، شهدت تظاهرتان شارك نحو 800 شخص في التظاهرة الرافضة للمهاجرين ونحو 200 فقط في الداعمة لهم.