أدى تمرد من جانب جمهوريين محافظين في مجلس النواب الأربعاء 9 سبتمبر/ أيلول 2015، إلى تأخير أول تصويت في الكونجرس بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وقرر الأعضاء التصويت على 3 قرارات، بدلا من قرار واحد.
الجمهوريون يريدون تأكيد رفضهم للاتفاق وإعلان عدم وفاء الرئيس باراك أوباما بالتزاماته تجاه الكونغرس، فبعد أن كان مقررا أن يصوت المجلس الجمعة على قرار واحد لرفض الاتفاق، باتت أمامه 3 قرارات منفصلة للتصويت عليها.
القرار الأول
الذي سيصوت عليه المجلس ينص على أن الرئيس باراك أوباما لم يحل إلى الكونغرس كل النصوص التي يستند إليها الاتفاق مع إيران، وهو شرط نص عليه قانون أقره الكونغرس في وقت سابق من هذا العام.
والنصوص التي يشير اليها القرار ولم يطلع عليها الكونغرس هي البروتوكول الموقع بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران وهو وثيقة سرية.
القرار الثاني
سيصوت مجلس النواب على نص يعلن فيه الأعضاء موقفهم من رفض الاتفاق أو الموافقة عليه.
القرار الثالث
هو نص يمنع الرئيس باراك أوباما من إلغاء أي من العقوبات المفروضة على إيران.
وأمام الكونجرس حتى 17 سبتمبر/ أيلول، لتمرير مشروع القانون وتكون أمام الرئيس الأمريكي مهلة مدتها 12 يوما لاستخدام حق النقض، بينما تتاح للكونجرس 10 أيام أخرى لمحاولة إلغاء هذا الحق.
ونجح الرئيس الأمريكي إلى الآن في حشد تأييد ما يكفي من أصوات الديمقراطيين لعرقلة أي خطوة لرفض الاتفاق في المجلس الذي يسيطر عليه الجمهوريون المعارضون.
انتقادات النواب لأوباما
النائب بيتر روسكام قال إن ادارة أوباما لم تقدم كل المعلومات المطلوبة بشأن الاتفاق، الذي يتضمن "اتفاقات جانبية سرية" بشأن التفتيش النووي الذي لم يكشف النقاب عنه بالكامل.
ورفض البيت الأبيض اقتراح الجمهوريين بتأجيل التصويت، وقال المتحدث ايريك شولتز إذا لم يصوت المجلس سيصبح هذا الاتفاق ساريا.
وظهر الخلاف في مجلس النواب الثلاثاء بعد إعلان مؤيدي الاتفاق حشد 42 صوتا في مجلس الشيوخ، وهو أكثر مما يكفي لعرقلة قرار الرفض قبل تمريره إذا ظلت كل الاصوات متمسكة بموقفها.
وللتغلب على قرار النقض يحتاج المعارضون للاتفاق إلى تأييد ثلثي الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب.
واجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الطاقة إرنست مونيز بأعضاء مجلس الشيوخ المؤيدين للاتفاق الأربعاء لتعزيز دعمهم، وحث كيري المشرعين على التصويت بأسرع ما يمكن.
ويأمل مؤيدو الاتفاق أن يصوت 41 عضوا بمجلس الشيوخ لعرقلة الإجراء لكن السناتور ريتشارد دوربن قال إنه ليس لديه حتى الآن العدد النهائي.
دونالد ترامب يدعو لرفض الاتفاق
وفي الموازاة كان الآلاف من رافضي الاتفاق من أنصار حزب الشاي يحتشدون أمام مبنى الكابيتول، مقر الكونغرس، تأييدا للملياردير دونالد ترامب الذي يتصدر في استطلاعات الرأي قائمة المرشحين لنيل بطاقة الترشيح الجمهورية إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في 2016.
ترامب قال مخاطبا الحشد "لم يسبق لي أبدا، أبدا، أبدا، أن رأيت صفقة يتم التفاوض عليها بمثل هذا القدر من انعدام الكفاءة"، في إشارة إلى اتفاق فيينا الذي توصلت غليه الدول الكبرى مع إيران في 14 يوليو/ تموز.
تيد كروز يرفض رفع العقوبات على إيران
بدوره حذر السناتور الجمهوري تيد كروز الذي ينافس ترامب في الانتخابات التمهيدية، زملاءه الداعمين للاتفاق من أن "أيديهم ستلطخ بالدماء" إن هم صادقوا على الاتفاق.
وقال كروز "إذا صوتم لمصلحة إرسال مليارات الدولارات إلى الجهاديين الذين أقسموا على قتل أميركيين، ستكونون مسؤولين بصورة مباشرة عن الجرائم التي سترتكب بواسطة الدولارات التي ستعطونهم إياها".