شكلت الانتخابات المحلية المغربية التي جرت الجمعة 4 سبتمر/ أيلول، ضربة قوية لعدد من الوزراء الحاليين بحكومة عبد الإله بنكيران التي يقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامي، ولوزراء في الحكومة السابقة، وذلك بعد هزيمتهم أمام منافسيهم في دوائر انتخابية كانوا إلى عهد قريب يحسمونها لصالحهم بفارق كبير عن منافسيهم.
الوزراء الخاسرون رفعوا، قبل أن تظهر نتائج في الانتخابات المحلية، سقف توقعاتهم، حيث تقدموا لرئاسة الجهات أيضا، بعدما أُعطيت لها صلاحيات مهمة على إثر التعديل الدستوري لسنة 2011، والذي أقر ما يُسمى في المغرب بنظام الجهوية المتقدمة.
الصديقي.. وزير التشغيل الحالي
أبرز الخاسرين في هذه الاستحقاقات الانتخابية البلدية، وزير التشغيل في الحكومة الحالية، عبد السلام الصديقي، المنتمي لحزب التقدم والاشتراكية المشارك في التحالف الحكومي، وذلك بعدما فشل في الحصول على عدد من أصوات الناخبين، بإحدى الجماعات القروية بإقليم تازة (شمال).
الوزير الصديقي، والذي فاز في الانتخابات التشريعية بنفس المنطقة، مُني بهزيمة كبيرة أمام حزب التجمع الوطني للأحرار (أغلبية)، حيث حصل على 94 صوتا، فيما مرشح "الأحرار" حصل على 238 من أصوات الناخبين.
محمد أوزين.. وزير مثير للجدل
وزير الشباب والرياضة السابق محمد أوزين، الذي جرى إعفاؤه من منصبه بعد فضيحة ملعب الرباط في كأس العالم للأندية التي جرت بالمغرب، بعد أن أظهرت مياه الأمطار ضعف البنية التحتية لهذا الملعب، لم يتمكن بدوره من الحصول على عدد من المقاعد لضمان تسيير جماعة "وادي إفران" التي كان يقودها خلال الولاية السابقة، مكتفيا بضمان مقعده في مجلس جهة فاس مكناس(وسط المغرب).
الانتقادات التي وجهت للوزير السابق، القيادي في حزب الحركة الشعبية المشارك في الحكومة، خلال مرحلة استوزاره، منحت خصومه السياسيين فرصة أكبر لإزاحته من تسيير الجماعة والحصول على مقعد بشق الأنفس بمجلس الجهة.
وزير مالية حكومة اليوسفي
فتح الله ولعلو وزير الاقتصاد والخوصصة، في عهد حكومة التناوب التي قادها عبد الرحمن اليوسفي، بدوره مني بهزيمة مدوية، حيث فقد مقاعده في العاصمة الرباط التي سير مجلسها الجماعي، لتؤول إلى حزب العدالة والتنمية الذي اكتسح مقاعدها بالحصول على 39 منها.
قيادي حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض، شكلت له هذه الانتخابات صدمة قوية، خاصة أن حزبه لم يتمكن من الحصول سوى على مقعدين بدائرة حسان، لن تمنحه تأشيرة ولوج مجلس المدينة، وبالتالي العودة لكرسي عمودية عاصمة المملكة.
بادو.. وزير صحة سابق
وزيرة الصحة السابقة في عهد حكومة عباس الفاسي، والقيادية في حزب الاستقلال المعارض، لم تحقق هي الأخرى النتائج التي كانت تنتظرها في انتخابات الجمعة 4 سبتمبر/ أيلول، بعد فقدانها رئاسة مجلس مقاطعة أنفا بالدار البيضاء، حيث حصلت على خمسة مقاعد فقط، وهي التي لن تخولها الوصول لمجلس مدينة الدار البيضاء التي كانت تطمح للظفر بمنصب عموديتها.
ياسمينة بادو، التي تحدثت عنها وسائل الإعلام المغربية في أكثر من مرة وارتبط اسمها بفضيحة لقاحات، تكبدت خسارة كبيرة، حيث فقدت الاستمرار على رأس واحدة من أغنى المقاطعات بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، والتي سيرت شؤونها منذ سنة 2003 إلى حدود اليوم.
فؤاد الدويري.. وزير الطاقة السابق
في نفس المقاطعة (أنفا) وسط مدينة الدار البيضاء، كبرى المدن المغربية، لم يتمكن فؤاد الدويري، وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة في النسخة الأولى من حكومة عبد الإله بنكيران، والذي ترشح رفقة ياسمينة بادو وزيرة الصحة السابقة، من ضمان مقعده بمجلس المقاطعة ولا بمجلس المدينة.
الوزير الاستقلالي السابق، كان يقود لائحة الحزب لانتخابات جهة الدار البيضاء-سطات، لكنه لم يتمكن من تحقيق رغبته في الوصول لمجلس الجهة، والذي كان يطمح من خلاله لمنازعة أسماء كبيرة ترشحت لرئاسة واحدة من أهم الجهات بالمغرب، ليخرج بذلك من الباب الضيق ويتوارى عن الأنظار.
بلخياط.. أشهر سياسي مغربي على تويتر
وزير الشباب والرياضة السابق في عهد حكومة عباس الفاسي، أحد أشهر السياسيين المغاربة استعمالا للشبكات الاجتماعية، خاصة موقع تويتر، وجد صعوبة بمقاطعة أنفا بالدار البيضاء، التي كان يطمح عبرها لرئاسة مجلس جهة الدار البيضاء- سطات.
الوزير المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار ، والذي شهدت حملته الانتخابية جدلا في المغرب بعد الأوصاف والألقاب التي نعت بها منافسته نبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد(يساري معارض)، لم يتمكن رغم الوعود التي أطلقها خلال حملته الانتخابية بجعل الدار البيضاء مدينة أولمبية، من الحصول على مقاعد مريحة تخوله قيادة الجهة، حيث ضمن مقعده بمجلس المقاطعة ليبقى حلم رئاسة الجهة بعيد المنال عنه.
كريم غلاب.. رئيس البرلمان السابق
يعتبر كريم غلاب، وهو وزير للتجهيز والنقل ورئيس لمجلس النواب سابقا، من أكبر الخاسرين في هذه الانتخابات المحلية بالمغرب، بعد أن ترشح بمقاطعة سباتة وسط الدار البيضاء.
كريم غلاب، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال المعارض، والبرلماني عن دائرة سباتة، لم يحصل في هذه الانتخابات سوى على مقعد وحيد بالمقاطعة، وبهذا يفشل في الوصول لمجلس المدينة، وكذلك الحصول على أصوات مريحة تخوله ولوج مجلس الجهة التي كان يطمح لقيادتها.