تساؤلات حول غياب الدور الخليجي في أزمة اللاجئين السوريين

لم تتخذ دول الخليج الغنية أي خطوة لاستقبال نسبة من اللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا بعد أن أسفرت الحرب في سوريا عن تهجير أكثر من 4 ملايين شخص، ما يثير انتقادات وتساؤلات حول التضامن العربي.

عربي بوست
تم النشر: 2015/09/07 الساعة 09:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/09/07 الساعة 09:20 بتوقيت غرينتش

لم تتخذ دول الخليج الغنية أي خطوة لاستقبال نسبة من اللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا بعد أن أسفرت الحرب في سوريا عن تهجير أكثر من 4 ملايين شخص، ما يثير انتقادات وتساؤلات حول التضامن العربي.

السوري أبو محمد (30 عاما) اللاجئ في سوريا قال إنه "يجدر بدول الخليج أن تخجل عندما ترى أبواب أوروبا تفتح أمام اللاجئين السوريين بينما هي تغلق أبوابها أمامنا".

ومنذ اندلاع ما بات يعرف بأزمة اللاجئين، تناقلت الشبكات الاجتماعية انتقادات لدول الخليج بسبب عدم استقبال اللاجئين، وأطلقت تساؤلات حول هذا الوضع حتى من داخل دول الخليج.

صحيفة "غلف تايمز" الصادرة في قطر قالت "للأسف، إن دول الخليج الغنية لم تصدر أي بيان حول الأزمة، وأكثر من ذلك، لم تقترح استراتيجية لمساعدة اللاجئين رغم أن غالبيتهم مسلمون".

الخليج ودعم مخيمات اللاجئين

لكن دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والإمارات والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين) لم تقف مكتوفة الأيدي أمام الأزمة السورية منذ اندلاعها في 2011.

دول الخليج أنفقت مليارات الدولارات لمساعدة المهجرين والنازحين السوريين، لاسيما في المخيمات التي أقيمت في الدول المجاورة لسوريا، لاسيما في لبنان والأردن وتركيا.

إلا أن المهجرين الذين يريدون الخروج من هذه المخيمات بحثا عن ظروف أفضل، يفكرون بالاتجاه إلى أوروبا بالرغم من مخاطر الرحلة.

ومنذ بداية العام، عبر حوالي 365 ألف شخص البحر المتوسط بحسب المنظمة الدولية للهجرة، التي أشارت أيضا إلى أن 2700 شخص لقوا حتفهم خلال الرحلة.

وباتت ألمانيا الوجهة المفضلة للاجئين المهاجرين من سوريا، بالرغم من أن دول الخليج المزدهرة هي الأقرب جغرافيا، وتتشارك معهم نفس القيم الثقافية والدينية.

وأمام صمت السلطات الخليجية، دعا المدون الإماراتي المعروف سلطان القاسمي دول الخليج إلى إطلاق مبادرة "أخلاقية ومسؤولة" لاستقبال اللاجئين.

وحتى والد الطفل الغريق "آلان" الكردي الذي اجتاحت صورة جثته على شاطئ تركي العالم وتحولت إلى رمز للأزمة، اعتبر أثناء دفن زوجته وابنيه أنه يريد من "الحكومات العربية وليس الدول الأوروبية أن ترى ما حصل لأبنائي وأن تساعد الناس".

لا تغييرات متوقعة

إلا أنه ليس من المتوقع أن يطرأ أي تغيير على سياسة دول الخليج في الموضوع وهي دول غير موقعة على اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين.

مايكل ستيفنز خبير الشؤون الشرق أوسطية في معهد "روسي"، قال "لا أتوقع أن يقوم أي من قادة الخليج بتغيير مفاجئ مثل التغيير الذي أعلن عنه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في غضون 36 ساعة فقط".

وأضاف "أن غالبية المواطنين الخليجيين يعتبرون أن ما قامت به حكوماتهم في سوريا هو الأمر الصائب".

الخليج مشغول باليمن

وتأتي أزمة اللاجئين في أوروبا في الوقت الذي تركز فيه دول الخليج جهودها على أزمة اليمن، وعلى العمليات العسكرية المعقدة التي تشارك فيها ضد المتمردين الحوثيين في هذا البلد.

ودعمت معظم دول الخليج المعارضة السورية بالمال والسلاح لمواجهة نظام الرئيس بشار الأسد المدعوم من إيران، الغريم التقليدي لدول الخليج.

وتتم إثارة بعض الاعتبارات الأمنية للرد في بعض الأحيان على الانتقادات التي توجه إلى دول الخليج في موضوع استقبال اللاجئين.

مخاوف أمنية

وقال سلطان بركات من معهد بروكينغز في الدوحة "بما أن دول الخليج ضالعة في الشؤون السياسية لسوريا، فهي يمكن أن تخشى من الأنشطة التي قد يقوم بها بعض الذين ستستضيفهم".

وتعرضت السعودية منذ مطلع العام إلى عدد من الهجمات التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية.

كما أن دولا خليجية مثل الإمارات وقطر تخشى من استضافة أعداد إضافية من الأجانب في الوقت الذي يشكل فيه مواطنوها أقلية بين السكان.

وبحسب سلطان بركات، فان دول الخليج يمكنها، ولكي تواجه الانتقادات بشكل أفضل، أن تسمح بدخول اللاجئين الذين لديهم أفراد من عائلاتهم على أرضها.

ويعيش مئات الآلاف من السوريين منذ سنوات في الخليج للعمل.

انتقادات فيسك

وكان الكاتب البريطاني المهتم بالشأن العربي روبرت فيسك قد نشر مقالا بـ"الإندبندنت"، شن فيه انتقادات واسعة على تعامل القادة الأوروبيون والدول الخليجية الغنية مع محنة اللاجئين عقب وفاة الطفل الكردي "آلان".

وتساءل فيسك "لماذا لا يتوجه هؤلاء إلى السعودية ولا يقتحمون شواطئ البحر الأحمر في مدينة جدة ولا يتوسلون إلى حرس الحدود للسماح لهم بأخذ القطار من الظهران إلى الرياض للبحث عن سلامة أسرهم".

فيما قام مغردون خليجيون بالرد على فيسك والتجاوب في نفس الوقت مع الطفل السوري وأطلقوا أكثر من هاشتاغ منها #أوقفوا_هجرة_اللاجئين_السورييين
#استضافه_لاجيي_سوريا_واجب_خليجي، وذلك رداً على الانتقادات التي اتهمت دول الخليج العربي "بالتقصير حيال اللاجئين السوريين".

والاثنين قام الكاتب والإعلامي السعودي داوود الشريان بالرد على انتقادات فيسك للسعودية، كما انتقد ما أسماه بالحملة الإعلامية عليها حول قضية اللاجئين السوريين.

وأكد الشريان أن السعودية أكثر بلدان العالم استقبالا للسوريين مشيرا لوجود ما يقرب من مليون سوري بالمملكة.

تحميل المزيد