توفيت متأثرة بحروقها الاثنين 7 سبتمبر/ أيلول 2015، ريهام دوابشة والدة علي دوابشة الرضيع الفلسطيني الذي قتل في حريق أضرمه يهود متطرفون في منزل أسرته بالضفة الغربية، فيما لم يتبقى من الأسرة إلا الطفل أحمد دوابشة الذي ما زال يخضع للعلاج.
جماعة يهودية متطرفة تدعى "تدفيع الثمن" كانت ألقت زجاجات حارقة من نافذة منزل عائلة دوابشة، وفي لحظات تحول منزل العائلة الصغيرة في قرية دوما المحاطة بمستوطنات إسرائيلية في شمال الضفة الغربية، الى رماد.
الرضيع علي دوابشة البالغ 18 شهرا قتل في الحريق، وبعد 8 أيام قضى والده سعد دوابشة متأثرا بحروقه، في حين لم يتبقى من الأسرة إلا أحمد 4 سنوات الابن الثاني للأسرة الذي ما زال يتلقى العلاج.
وكتب على الجدران المتفحمة لمنزل الأسرة الفلسطينية كلمات "انتقام" و"دفع الثمن" وهي العبارة التي يستخدمها المستوطنون وناشطو اليمين المتطرف الإسرائيلي لتوقيع جرائمهم، وتستند هذه السياسة الانتقامية على مهاجمة أهداف فلسطينية وعربية إسرائيلية وحتى جنود إسرائيليين.
كما تشمل هجمات مجموعات "تدفيع الثمن" تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية وإحراق سيارات ودور عبادة إسلامية ومسيحية وإتلاف أو اقتلاع أشجار زيتون.
متحدثة باسم مستشفى تل هاشومر في تل أبيب أعلنت وفاة ريهام ليلا، حيث أودعت والدة الرضيع البالغة من العمر 26 عاما وكانت تعمل مدرسة المستشفى بعد إصابتها بحروق من الدرجة الثالثة غطت 80 % من جسدها.
أنور دوابشة أحد أقارب الضحايا الـ3، من قرية دوما قال إن تشييع جنازتها قد يتم الاثنين في دوما، فيما شكلت "لجان شعبية" تسير دوريات ليلية بالمنطقة، ويقول السكان إنهم يعيشون "وسط هاجس الخوف" من حدوث اعتداءات جديدة.
حرق منزل أسرة دوابشة كان آخر حلقة في سلسلة طويلة من الجرائم المماثلة التي نادرا ما عوقب مقترفوها.
ومع ذلك فقد أجمع المسؤولون الإسرائيليون على إدانة الجريمة "الإرهابية" في موقف نادر الحدوث حين يتعلق الأمر بالعنف بحق فلسطينيين.
وازاء انتقادات قسم من المعارضة ومن الخارج بتهمة "عدم معاقبة" منفذي الهجمات على الفلسطينيين، شددت إسرائيل في الآونة الأخيرة تحركها ضد المتطرفين اليهود من خلال عمليات دهم في المستوطنات، وتوقيف ناشطين متطرفين يهود ضد الفلسطينيين دون توجيه اتهام لهم.
إسرائيل حددت إقامة 10 عناصر من اليمين المتطرف يشتبه في تورطهم في "هجمات إرهابية" منها اعتداء دوما، في حين وضع 3 آخرون قيد الاعتقال الاداري أي بدون محاكمة لمدة 6 أشهر وذلك في إطار التحقيق خصوصا في حريق دوما.
وبين هؤلاء الـ3 "مئير اتينغر" وهو من رموز التطرف اليهودي وحركة "شباب المستوطنات" التي تسعى لإقامة مستوطنات عشوائية دون تراخيص رسمية إسرائيلية.
"مئير اتينغر" هو حفيد الحاخام "مئير كاهانا" الذي أسس حركة كاخ العنصرية المناهضة للعرب والذي أغتيل العام 1990.
وفي بداية العام، منع حفيد كاهانا من الاقامة لعام في الضفة الغربية والقدس "بسبب أنشطته"، وفق ما أوضح متحدث باسم جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي.
ومن المقرر أن تسلم السلطات الإسرائيلية جثمان ريهام إلى السلطات الفلسطينية في مركز تفتيش في مدخل الضفة الغربية المحتلة لينقل إلى دوما.
وفي 8 من أغسطس/ آب شارك آلاف الفلسطينيين في قرية دوما في تشييع سعد دوابشة والد الرضيع الذي أحرق حيا، وذلك بعد قيام الطب الشرعي الفلسطيني بتشريح الجثة.
وكانت السلطة الفلسطينية أعلنت أنها قررت رفع جريمة حريق دوما إلى أنظار المحكمة الجنائية الدولية.