دعت نقابات التعليم في تونس إلى "غضب" وطني يومي 8 و11 سبتمبر/ أيلول 2015، للمطالبة بتحسين أوضاعهم ورواتبهم، وهددوا بمقاطعة الدراسة، فيما توعدت وزارة التعليم بمعاقبة كل مدرس لا يحترم موعد العودة المدرسية.
معركة شد الحبل بين وزارة التربية والتعليم في تونس ونقابتي التعليم الثانوي والأساسي لازالت متواصلة حول تحسين أوضاع المدرسين عبر ترقيات استثنائية ومنح خاصة تنعكس بالإيجاب على حياتهم.
الأطراف النقابية تتهم الوزارة بالمماطلة في تنفيذ الاتفاقيات التي تمت منذ 2013 و2014 دون أن تفعل على شكل قوانين ولم يقع تضمينها في الرائد الرسمي للجمهورية التونسية.
نقابتي التعليم الثانوي والأساسي هددت بالتصعيد عبر مقاطعة السنة الدراسية، وبين هذا الطرف وذاك يبقى مستقبل نحو 2 مليون تلميذ في "مهب الريح".
"هافنغتون بوست عربي" تحدثت مع بعض أولياء الأمور الذين ينتابهم القلق على أوضاع أبنائهم التعليمية، كما تحدثت لبعض المعلمين ومسؤولي النقابات بتونس.
أحمد أب لتلميذين في التعليم الابتدائي عبر عن امتعاضه من الأجواء المشحونة بالخلاف بين نقابة التعليم الأساسي ووزارة التربية معتبرا أن التلميذ هو الخاسر الوحيد في هذه المعركة.
ويقول إن فرحة أولاده بشراء لوزام المدرسة والاستعداد للعودة لمقاعد الدراسة أفسدتها أجواء الخلاف بين المدرسين ووزارة التربية، حيث بقي الجميع في انتظار قرار حاسم نهائي حول العودة للدراسة من عدمها.
يوم غضب وطني للمعلمين
المعلمون دعوا إلى "يومي غضب" وطني في البلاد يومي 8 و11 سبتمبر/ أيلول 2015، تعبيرا عن احتجاجهم ضد ما أسموه تخاذل الوزارة في تفعيل الاتفاقيات المبرمة معهم.
المستوري القمودي الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الأساسي قال "نحن ماضون في التصعيد حتى النهاية، في ظل غياب أي دعوة رسمية للحوار من الوزارة، ولو تطلب الأمر مقاطعة السنة الدراسية بأكملها وليس فقط القيام بيومي إضراب"
الكاتب العام لنقابة التعليم الأساسي حمل مسؤولية ضياع السنة الدراسية القادمة لوزارة التربية والحكومة الحالية، معتبرا أنها تتجاهل مشاكل المعلمين وظروف عملهم ووضعيات المدارس في المناطق الداخلية للبلاد حسب وصفه.
الأساتذة يقاطعون السنة الدراسية
على الجانب الآخر أكد لسعد اليعقوبي الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي أن الأساتذة سيحذون حذو المعلمين وسيقاطعون بدورهم السنة الدراسية بعد رفض وزارة التربية تفعيل الاتفاقيات المبرمة بينها وبين نقابة التعليم الثانوي وعدم تحويلها إلى قوانين سارية المفعول.
وأضاف: "لاحظنا تلاعبا ولا مبالاة شديدة من الحكومة بحقوق الأساتذة ولذا فلن نسكت على حقوقنا، وقطاع التعليم الثانوي لا يقبل المساومات"
اليعقوبي أكد أن الهيئة الادارية القطاعية للتعليم الثانوي والتربية البدنية قررت في بيان رسمي لها صدر السبت مقاطعة الدروس بداية من 15 سبتمبر/ أيلول الجاري، لكنها مع ذلك ستؤمن سير اليوم الأول من العودة المدرسية الاثنين 14 الجاري.
وزير التعليم يؤكد عودة الدراسة في موعدها
وزير التربية ناجي جلول أكد منذ أيام في لقاء صحفي أن العودة المدرسية ستتم كما هو مقرر، وأن الوزارة استعدت كما ينبغي لها، وعلق أكثر من مرة على تلويح المدرسين بالإضراب بأنه سيتم معاقبة كل مدرس لا يحترم موعد العودة المدرسية وسيقع تعويضه.
وكانت السنة الدراسية الماضية انتهت بجو من السخط في صفوف المعلمين بعد قرار غير مسبوق لوزير التربية ناجي جلول في شهر يونيو/ حزيران الماضي بالارتقاء الآلي لكل تلاميذ الصف الابتدائي بالمدارس الحكومية على خلفية إضراب المعلمين عن امتحانات الثلاثي الثالث واختتام السنة الدراسية بدون إجراء امتحانات نهائية.
معركة كسر العظام بين نقابات التعليم في تونس ووزارة التربية تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات ويبقى الترقب المشوب بالخوف سيد الموقف في وسط العائلات التونسية القلقة على مستقبل أبناءها.