قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير السبت سبتمبر/ أيلول 2015، إن السعودية تشعر بالارتياح إزاء تأكيدات الرئيس باراك أوباما بشأن اتفاق إيران النووي، وتعتقد أن الاتفاق سيسهم في الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط.
الملك سلمان بن عبد العزيز التقى مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض الجمعة، سعيا لمزيد من الدعم في مواجهة إيران، في حين تسعى الإدارة الأمريكية للاستفادة من الزيارة في تحسين العلاقات بعد فترة من التوتر.
وهذه أول زيارة للملك سلمان إلى الولايات المتحدة منذ اعتلاء العرش في المملكة في يناير/ كانون الثاني 2015، وتأتي بعد الاتفاق النووي الذي أبرمته الولايات المتحدة مع إيران في يوليو/ تموز.
وشاب التوتر العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية بسبب ما تصفه الرياض بانسحاب أوباما من المنطقة وعدم قيام واشنطن بتحرك مباشر ضد الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، فضلا عما تراه السعودية ميلا أمريكيا نحو إيران منذ انتفاضات الربيع العربي عام 2011.
لكن البلدين يتشاركان الكثير من الأهداف الاستراتيجية ويعتمد كل منهما على الأخر في عدد من القضايا الجوهرية على الصعيد الأمني والسياسي والاقتصادي.
تطمينات أوباما لسلمان حول الاتفاق النووي
الجبير نقل في مؤتمر صحفي عقده بعد اجتماع أوباما مع الملك سلمان، تأكيد أوباما أن الاتفاق يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وينص على عمليات تفتيش للمواقع العسكرية والمشتبه بها، ويتضمن العودة إلى العقوبات سريعا إذا انتهكت طهران الاتفاق.
وأضاف الجبير إنه بموجب هذه الشروط أيدت السعودية الاتفاق.
دول الخليج العربية كانت قد أعربت سابقا عن تأييدها للاتفاق النووي مع إيران، ولكنها تخشى أن يؤدي رفع العقوبات عن طهران إلى تمكينها من مواصلة السياسات المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط.
ولم يحضر الملك سلمان اجتماع قمة بين أوباما ودول الخليج العربية في كامب ديفيد في مايو/ أيار في خطوة نُظر إليها على نطاق واسع على أنها رفض دبلوماسي لاستراتيجية أوباما بشأن إيران على الرغم من نفي كل من الحكومتين هذا التفسير.
منتقدون يقولون إن الاتفاق النووي سيمكن إيران اقتصاديا من زيادة دعمها للجماعات المتشددة في المنطقة.
النقاط الخلافية بين الرياض وواشنطن
وتتعارض السياسات السعودية والإيرانية حول عدد من القضايا الإقليمية خاصة بشأن الحرب الدائرة في سوريا منذ 4 سنوات ونصف، والاضطرابات في اليمن، حيث يقاتل تحالف عربي تقوده الرياض بدعم من الولايات المتحدة ضد قوات الحوثيين الموالين لإيران.
حل سياسي في سوريا ورحيل الأسد
الجبير أكد حصول مشاورات "مكثفة" في الأسابيع الأخيرة بين الرياض وموسكو وواشنطن والمعارضة السورية المعتدلة بهدف ايجاد حل سياسي في سوريا "يشمل رحيل (الرئيس السوري) بشار الأسد".
كما أشار إلى تناول المباحثات حل الأزمة في سوريا وفقا لبيان جنيف 1، مؤكداً أن الأسد يتحمل مسؤولية ظهور "داعش" في سوريا والعراق.
وقال إن موقف المملكة بالنسبة لسوريا لم يتغير والحل يشمل رحيل الأسد، حيث أنه مسؤول عن قتل أكثر من 300 ألف سوري بينهم أطفال ونساء.
وأشار إلى أن الدعم العسكري الروسي للأسد إن صح سيشكل تهديداً خطيراً.
الملف اليمني
أوباما قال الجمعة إنه والملك سلمان يشتركان في الشعور بالقلق بشأن الوضع في اليمن وضرورة إعادة تنصيب حكومة فعالة ومواجهة الموقف الإنساني هناك.
وكان بن رودس نائب مستشارة الأمن القومي الأمريكي قد قال قبل الزيارة إن الولايات المتحدة تعتقد أنه يجب اعطاء أهمية أكبر لتفادي وقوع ضحايا من المدنيين في الغارات الجوية ضد قوات الحوثيين في اليمن.
وقال الجبير إن الأزمة الانسانية في اليمن تفاقمت بسبب الحوثيين وإن هناك خطرا من تحويل الامدادات وعدم وصولها إلى اليمنيين الذين يحتاجونها بشدة، ولكن السعودية تعمل مع المنظمات الدولية لإرسال الإمدادات إلى اليمن.
الحرب ضد داعش
وحول مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، قال أوباما "سنواصل التعاون الوثيق في مواجهة الأنشطة الجهادية في المنطقة وحول العالم وبينها المعركة ضد داعش."
السعودية تشارك إلى جانب الولايات المتحدة ودول عربية أخرى في شن غارات جوية على التنظيم في سوريا.
دعم الدفاعات السعودية
وزارة الدفاع الأمريكية(البنتاجون) قالت الجمعة أيضا، إن وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان التقى آشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي وناقشا المتطلبات الدفاعية السعودية الأساسية.
وتركز إدارة أوباما على تقديم دعم وعد به أوباما في قمة كامب ديفيد يشمل مساعدة الدول الخليجية على التكامل في أنظمة دفاعية بالصواريخ الباليستية وتعزيز الأمن الإلكتروني والبحري.
ومازالت السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم وساعد التزامها بضخ النفط رغم تراجع أسعاره مؤخرا على استمرار تعافي الاقتصاد الأمريكي.
وقال أوباما للصحفيين إنه والملك سلمان سيناقشان الاقتصاد العالمي وقضايا الطاقة.
وقال الجبير إن أوباما والملك سلمان ناقشا التسليم السريع المحتمل لتكنولوجيا عسكرية وأنظمة أسلحة أمريكية للسعودية وناقشا "شراكة استراتيجية جديدة" بين البلدين رغم عدم إعطائه تفصيلات تذكر.
وقطعت السعودية شوطا طويلا في مناقشاتها مع الحكومة الأمريكية لشراء فرقاطتين في صفقة قد تتجاوز قيمتها مليار دولار.