رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما بالعاهل السعودي الملك سلمان في البيت الأبيض الجمعة 4 سبتمبر/أيلول 2015 في قمة طال انتظارها تميزت بالكلمات الدافئة وسط خلافات حول أزمات عدة وخصوصا في سوريا واليمن.
وقام أوباما بخطوة غير معتادة عندما خرج للترحيب بالملك البالغ من العمر 79 عاما على أبواب البيت الأبيض، كما أشاد بـ"الصداقة القديمة" بين البلدين.
والزيارة الأولى لسلمان كملك والتي كانت مقررة أصلا في أيار/مايو وألغتها الرياض، تعتبر وسيلة لإعادة وضع العلاقات على أسس أكثر استقرارا.
وفي المكتب البيضاوي، قال أوباما إنه يريد "التأكيد مرة أخرى ليس فقط على صداقتنا الشخصية، إنما على الصداقة القوية والملزمة بين شعبينا".
من جهته، قال الملك سلمان أن زيارته "ترمز إلى العلاقة العميقة والقوية مع الولايات المتحدة".
وعادة ما تنتهي هذه الاجتماعات بإصدار "بيان يسبغ نوعا من الإيجابية على اللقاء"، على قول أنطوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
وأضاف أن "البلدين شريكان استراتيجيان على الرغم من خلافاتهما، وكل من الدولتين تحتاج إلى الدولة الأخرى".
لكن وراء التصريحات العلنية الدافئة، هناك خلافات عميقة حول سوريا واليمن وكذلك شكوك السعودية حول الاتفاق النووي مع إيران.
وقد اعربت السعودية علنا عن دعم فاتر للاتفاق، لكنها تبدي في الأوساط المغلقة شكوكا حيال اتفاق نووي خطير قد يضفي شرعية على عدوها اللدود إيران.
وأكد أوباما أن على الطرفين مناقشة أمور كثيرة.
وقال في هذا السياق "من الواضح أن هذا الوقت يتضمن تحديات في الشؤون العالمية، وخصوصا في الشرق الأوسط" مشيرا إلى أنه سيبحث مع الملك سلمان "مجموعة واسعة من المسائل".
وأضاف أوباما أن الجانبين "يتشاركان القلق" حول الحاجة إلى تشكيل حكومة فاعلة في اليمن وتخفيف الضغوط على الأزمة الإنسانية.
وبدأت السعودية قيادة حملة في اليمن للإطاحة بالمتمردين المدعومين من إيران بعيد تسلم الملك سلمان وابنه وزير الدفاع، ولي ولي العهد الأمير محمد السلطة.
وتدعم الولايات المتحدة هذا لكنها تحذر مرارا بشأن تأثير المعارك على المدنيين.
كما أكد أوباما أنه يتشارك مع العاهل السعودي "المخاوف بشأن الأزمة في سوريا وستكون لدينا الفرصة لبحث كيفية التوصل إلى عملية انتقال سياسي داخل سوريا يمكنها إنهاء الصراع المروع هناك".
لكن دعم السعودية لجماعات معارضة مثل "جيش الإسلام"، وهو مزيج من الفصائل الإسلامية المتشددة، أثار قلق البيت الأبيض.
وتعتبر الرياض المقاتلين السنة كثقل موازن للميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والتي تقاتل إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال سايمن هندرسون من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن "المملكة تعتبر الحرب ضد نظام الأسد المدعوم من إيران امتدادا للتنافس الفارسي- العربي الأوسع".
من جهته، أعلن بن رودس كبير مساعدي أوباما للشؤون الخارجية قبل القمة أن البيت الأبيض يريد التأكد من أن البلدين "لديهما وجهة نظر واحدة" حول مجموعات المعارضة السورية التي يجب أن تتلقى دعما.
وأضاف "نتطلع إلى عزل مزيد من العناصر المتطرفة عن المعارضة وهذا كان موضوع حوار مستمر مع السعودية".
من جانبه وصف وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، اللقاء بين العاهل السعودي والرئيس أوباما بالإيجابي.
وأشار الجبير، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب القمة السعودية الأميركية، إلى أن المباحثات شملت الاتفاق النووي مع إيران، أكد خلالها أوباما أن الاتفاق يمنع إيران من تطوير السلاح النووي.
وأضاف الجبير أن الملك سلمان والرئيس أوباما بحثا سبل حل الأزمة اليمنية، وسبل تخفيف المعاناة الإنسانية عن اليمنيين، وقال "نهدف أن يكون هناك يمن مستقر ومزدهر"
كما أشار الجبير إلى تناول المباحثات حل الأزمة في سوريا وفقا لبيان جنيف 1، مؤكداً أن الأسد يتحمل مسؤولية ظهرو "داعش" في سوريا والعراق.
وقال إن موقف المملكة بالنسبة لسوريا لم يتغير والحل يشمل رحيل الأسد، حيث أنه مسؤول عن قتل أكثر من 300 ألف سوري بينهم أطفال ونساء.
وأشار إلى أن الدعم العسكري الروسي للأسد إن صح سيشكل تهديداً خطيراً.
وقال الجبير إنه قد تم بحث التعاون بين أميركا والسعودية في مجالي الطاقة وحماية البيئة، مشيراً إلى أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين تغطي كل الجوانب.
تنويه: هذا تحديث عن نسخة سابقة بإضافة المزيد من التفاصيل