بينما أولت أهمية كبرى للتخطيط لخطاباتها الجماهيرية، والبحث عن نقاط الضعف لدى الخصوم، والترويج لصور المرشحين باسمها، لم تنتبه بعض الأحزاب المغربية إلى الأخطاء اللغوية التي امتلأت بها ملصقاتٌ توزعها على المغاربة لاستمالة أصواتهم في الانتخابات التي تجري الجمعة 4 سبتمبر/ أيلول 2015.
حملة الدعاية التي تسبق الانتخابات المحلية المغربية، والتي تنتهي رسمياً منتصف ليل الخميس 3 سبتمبر/ أيلول، كانت تضم أخطاء، جلبت على الأحزاب المغربية ومرشحيها انتقادات واسعة من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعية.
لافتة واحدة بأربعة أخطاء
تسبب فرع حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض بمدينة الرشيدية (جنوب شرق المغرب)، في موجة تهكمية حادة تجاه الحزب، بعد رفعه للافتة تخص مهرجانًا خطابياً كان سيحضره الكاتب العام، إدريس لشكر، وتتضمن أربعة أخطاء لغوية، جعلت من الأمر سلاحاً في يد منافسي الحزب.
لم يتحرك الحزب بعد نشر صور اللافتة على الشبكات الاجتماعية، إذ أبقى على اللافتة في مكانها وقد كتب عليها بالبند العريض "حزب الاتحاد الاشتراكي ينضم مهرجان خطابي يأطره الكاتب الأول ادريس لشكر".
بلخياط.. وزير أخطاء الحملة
منصف بلخياط، وزير الشباب والرياضة السابق، والمرشح بالدار البيضاء وكيلاً للائحة حزب التجمع الوطني للأحرار المشارك في التحالف الحكومي، استهل الحملة الانتخابية بخطأ إملائي فادح، بعد كتابة كلمة "رياظة" عوض "رياضة"، في منشور حاول من خلاله إقناع الناخبين بأنه سيولي اهتماماً كبيراً للمجال الرياضي بالمدينة.
أنا كزاوي المهم هو ان الرياظة تطور فكازا #حمامة https://t.co/wbYubTYa8E
— Moncef Belkhayat (@moncefbelkhayat) 22 Ağustos 2015
وفي تدوينة أخرى، استعان الوزير بآية قرآنية للإعلان عن بداية الحملة الانتخابية الخاصة بحزبه، ليكتبها بشكل معكوس، قائلاً: "باسم الله مرساها ومجراها" عوض "باسم الله مجراها ومرساها"، ليصبح مرة أخرى، عرضة للسخرية.
للحزب الحاكم في الأخطاء نصيب
منشور لحزب العدالة والتنمية هو الآخر لقي سخرية كبيرة بين رواد الشبكات الاجتماعية، حيث أرفقت صورة إحدى مرشحات الحزب في اللائحة النسائية لمنطقة باب برد (شمال المغرب) بـ"الموجزة"، والتي تعني لغويا "المقتضبة"، عوض "المجازة" التي يُقصد بها الحصول على شهادة الإجازة الجامعية.
الأخطاء المطبعية
ارتكب حزبان اثنان هذا النوع من الأخطاء، الأول حزب الاستقلال المعارض، والذي طبع في إحدى لوائحه الانتخابية ثلاثة تعاريف تتضمن نفس المعلومات لمرشحين بصور مغايرة، إذ يظهر في اللائحة تكرار معلومات السن والمهنة والدبلومات المحصل عليها، وهو ما تم تصحيحه فور تداول نشطاء العالم الافتراضي للصورة.
الحزب الثاني هو حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي كرر طبع صور بعض المرشحين مرتين في لائحة واحدة، وهو ما جعل رواد الشبكات الاجتماعية يعلقون عليه ويتهمونه بأنه "يعمل على ملء الفراغات فقط".
زلات اللسان والقلم
بشرى أهريش، الممثلة المغربية المنحدرة من مدينة سلا، جنب العاصمة الرباط، والمرشحة باسم حزب الحركة الشعبية (أغلبية)، لم تسلم هي الأخرى من الانتقادات والتأويلات لزلة لسان غريبة، كان السبب فيها نطق "لا" في غير محلها، إذ قالت "نحن هنا لنقول.. لا لمحاربة الفساد".
زلة لسان بسيطة سببها حرفان فقط، كانت كفيلة لجر وابل من الانتقادات على الممثلة، التي لم تشفع لها إطلالاتها المتكررة عبر شاشة التلفزيون، خاصة بعد تحرك منافسيها، ومشاركتهم الفيديو على نطاق واسع في فيسبوك الذي يزوره نحو 9 ملايين مغربي.
الممثلة أهريش قالت في تصريح لـ"عربي بوست"، إن ما حصل معها لا يتعدى كونه فلتة لسان، وأن من سمع تدخلها كاملا "سيفهم لا محالة أنها كانت في حالة حماسية"، موضحة أن خطابها قد تمحور حينها عن معاناة ساكنة سلا، "والتي سئمت من الوضع الحالي"، حسب قولها.
ومن أشهر هذه الزلات أيضاً، زلة لوزير التجهيز والنقل الحالي، عزيز الرباح، والذي نشر على صفحته الخاصة على فيسبوك تدوينة وصف من خلالها معارضي حزبه بالقول: "هناك من يرضى أن يكتب عن القافلة التي تسير، وهناك من رضي أن يكتب عن الكلاب التي تنبح"، وتوالت بعدها التعليقات على صفحة الوزير، منتقدة تدوينته.