أعرب رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان، عن تخوفه من تأثير تدفق اللاجئين المسلمين على هوية أوروبا المسيحية، في وقت حمل فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أوروبا المسؤولية عن تحويل البحر المتوسط إلى "مقبرة للمهاجرين".
ففي مقال له نشرته صحيفة (فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ) الألمانية الخميس 2 سبتمبر/ أيلول 2015 قال أوربان "يجب ألا ننسى أن الذين يصلون، هم ممثلو ثقافة مختلفة في العمق".
وأضاف "غالبيتهم ليسوا مسيحيين، بل مسلمون، هذه قضية مهمة، لأن أوروبا والهوية الأوروبية لهما جذور مسيحية".
وتابع رئيس الوزراء المجري الموجود في بروكسل "أليس من المقلق ان الثقافة المسيحية في ذاتها في أوروبا لم تعد قادرة على إبقاء أوروبا في نظام القيم المسيحية أصلا؟"، محذراً من أن يجد الفكر الأوروبي نفسه أقلية.
وفي إشارة إلى مقال رئيس وزراء المجر، وصفتها وكالة الصحافة الفرنسية بـ"المبطنة" قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال زيارة إلى برن "بما أننا نحتفظ بالقيم المسيحية، أعتقد أن من المهم ان تتم حماية كرامة كل شخص في أي مكان يواجه فيه خطرا".
فيما عقب رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك الذي التقى أوربان الخميس على المقال قائلاً "بالنسبة لي أن يكون المرء مسيحياً في الحياة العامة والحياة الاجتماعية يعني أن يقوم بواجبه حيال اخوته المحتاجين".
وأضاف "أن يكون المرء مسيحياً يعني أنه مستعد للتضامن، وبالنسبة للمسيحي يجب ألا يكون الأمر متعلقا بالعرق أو الديانة".
وشدد أوربان على ضرورة أن تعلم أوروبا أن المجر لا تستطيع أن تستقبل أحداً، عندما تكون الأعباء مفرطة، لافتاً إلى ضرورة الحديث عن حماية الحدود قبل مناقشة تقاسم اللاجئين.
فيما أشارت ميركل إلى أن اتفاقية جنيف حول اللاجئين تنص على تقديم المساعدة لكل من هو بحاجة اليها.
من ناحية أخرى اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس الدول الأوروبية بتحويل البحر المتوسط إلى "مقبرة للمهاجرين"، وذلك تعقيباً على نشر صورة الطفل السوري الذي عثر عليه غريقا على أحد شواطئ تركيا.
أردوغان قال في خطاب ألقاه في انقرة أمام مجموعة من رجال الأعمال "ليسوا المهاجرين وحدهم من يغرق في المتوسط بل كذلك انسانيتنا".
مشيراً إلى أن الدول الأوروبية التي وضعت المعايير للحقوق والحريات الانسانية الأساسية تبتعد الآن عن هذه المبادئ على حد وصفه.
وقال أردوغان الذي يندد دائماً برفض البلدان الأوروبية استقبال المزيد من اللاجئين السوريين "إن تركيا تستضيف اليوم حوالي مليوني لاجئ سوري هربوا من النزاع المستمر في بلادهم منذ أكثر من 4 سنوات، عملا بسياسة الباب المفتوح التي تنتهجها".