يستقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة 4 سبتمبر/ أيلول 2015، ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز في أول قمة تجمعهما في واشنطن ويتوقع أن تركز على أزمات الشرق الأوسط التي تشهد خلافا حول كيفية معالجتها بين الدولتين.
الزيارة أيضا تعد الأولى التي يقوم بها الملك سلمان للولايات المتحدة منذ توليه الحكم، وكانت مقررة في مايو/ آيار، قبل أن تقرر الرياض إلغاءها.
علاقات البلدين كانت شهدت فتورا عقب توقيع الغرب وطهران الاتفاق النووي، وعبرت السعودية حينها عن قلق عميق من أن يؤدي الاتفاق إلى منح الشرعية لإيران، وهو ما أدى إلى تفاقم التوتر بين الولايات المتحدة والسعودية حول أزمتي سوريا واليمن.
"عربي بوست" تحدثت إلى عدد من المحللين السعوديين الذين توقعوا أن تتناول المحادثات العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتعاون في المجالات العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى الأوضاع في المنطقة، ومن بينها الحرب في اليمن، والسياسة الإيرانية بعد الاتفاق النووي.
المحللون ذهبوا إلى أن القضية الفلسطينية والأزمة السورية ومكافحة التطرف والإرهاب، ملفات لن تغيب أيضا عن جدول الزيارة.
تبادل القضايا
د. صدقة يحيى فاضل عضو مجلس الشورى السعودي قال إن "الرياض تهتم بكل قضايا المنطقة العربية، لأنها تؤثر فيها وتتأثر بها".
مشيرا إلى أن مواجهة خطر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وسياسات إيران التوسعية وطموحاتها النووية، إلى جانب الأوضاع السياسية المضطربة في دول العراق، سوريا، اليمن ليبيا أهم الملفات، بالإضافة إلى الملف الاقتصادي المتعلق بتدهور سوق النفط".
منطقة استراتيجية تهم أمريكا
وأشار د. فاضل إلى أن هذه القضايا تهم أميركا أيضاً لكون المنطقة العربية منطقة استراتيجية، ووصف هذه الزيارة بـ"التاريخية" وأكد أنه سيكون لها تأثيراً إيجابياً كبيراً على مستقبل العلاقات السعودية – الأمريكية بصفة خاصة، والعربية -الأمريكية بصفة عامة.
كما أعرب عن أمله في أن تنعكس الزيارة بالإيجاب أيضاً على مكانة السعودية ووضعها السياسي في ظل المرحلة التي تمر بها المنطقة من تطورات سياسية هائلة، واضطرابات غير مسبوقة.
تأثيرات متزايدة على المنطقة
عضوى الشورى لفت أيضا إلى أن الزيارة تأتي مواكبة لما بات للعلاقات السعودية الأمريكية من تأثيرات متزايدة على ما يجري من أحداث إقليمية محورية.
وتابع "تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة، منبثقة من أهمية الدولة التي سيزورها الملك سلمان، فالولايات المتحدة هي الآن الدولة العظمى الوحيدة، وكسب الدعم السياسي الأميركي لا شك سيلعب دوراً إيجابياً عميقاً في خدمة القضايا التي تهم الرياض".
مواضيع مختلفة ستبحث
الكاتب والباحث السياسي يوسف الكويليت قال إن "الزيارة سطرح موقف السعودية من الأحداث التي تجري على الساحة بشكل عام".
وتابع "إن مستقبل سوريا والاتفاق النووي الإيراني سيكونان حاضران على طاولة النقاش، بالإضافة إلى ملف داعش".
التصدي لإيران!
المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، كان قد أعلن في وقت سابق أن الرئيس الأمريكي سيناقش مع الملك سلمان الأوضاع في سوريا وفي اليمن، بالإضافة إلى خطوات التصدي للأنشطة الإيرانية في المنطقة.
فيما وصف محللون أمريكيون الزيارة بالمحورية متوقعين أن يتم من خلالها التوصل إلى اتفاق بين الطرفين في عدد من الملفات والقضايا التي وصفوها بالعالقة.
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير كان قد اجتمع الليلة الماضية في العاصمة الأمريكية واشنطن بوزير الخارجية الأمريكية جون كيري، قبل يوم واحد من زيارة الملك سلمان.
ملفات خلافية بين الدولتين
فبينما تختلف وجهات النظر السعودية والأمريكية حول عدد من الملفات أهمها الملف النووي الإيراني، حيث تتخوف السعودية من سيطرة إيرانية على المنطقة وتقارب بين طهران وواشنطن، بينما تمضي الإدارة الأمريكية في خطوات تنفيذ الاتفاق رغم القلق السعودي من توابعه.
كما يعتبر الملف السوري إحدى ملفات الخلاف بين واشنطن والرياض، ويقول بن رودس كبير مساعدي أوباما للشؤون الخارجية أن البيت الأبيض يريد التأكد من أن البلدين "لديهما وجهة نظر واحدة" حول مجموعات المعارضة السورية التي يجب أن تتلقى دعما.
وتؤكد كل من الرياض وواشنطن أنها تأمل في انتهاء الحرب التي تشهدها سوريا ومغادرة الرئيس بشار الأسد السلطة.
لكن الدعم الذي يعتقد أن السعودية تقدمه لجماعات معارضة مثل "جيش الإسلام" أثار قلق البيت الأبيض، بحسب وكالة رويترز.
وفي الملف اليمني تبدو المنافسة بين إيران والسعودية التي تقود حملة ضد الحوثيين الذين سيطروا على البلاد بدعم طهران، وهي الحملة التي أيدتها الولايات المتحدة لكنها حذرت مرارا من تأثير النزاع على المدنيين.
ففي نهاية آب/أغسطس عبر البيت الأبيض عن قلقه من الغارات الجوية على مرفأ الحديدة الذي يشكل موقعا أساسيا لتأمين وصول المواد الطبية والغذائية والوقود إلى السكان اليمنيين.