"حِلو عنا"، "بدنا نحاسب"، "طفح الكيل"، "تجمّع العاطلين عن العمل"، "حملة بكفي"، وغيرها العديد من الأسماء لتحركات انطلقت في لبنان على إثر حملة "طلعت ريحتكم"، ولكن بمطالب بعيدة عن أزمة النفايات التي جمعت اللبنانيين في ساحة رياض الصلح ببيروت.
ربما لم يبلغ عدد المشاركين في هذه المنظمات الشبابية العدد نفسه في حملة "طلعت ريحتكم" إلا أن مطالبهم كانت أكبر من ملف النفايات، حيث يرى بعض المنظمين أن تلك الحملات جاءت نتيجة معاناة الشعب اللبناني من الطبقة السياسية.
نحن لسنا مشاغبين!
تسعى بعض الحملات إلى العمل ضمن إطار واحد، وذلك من خلال وضع استراتيجية لتحركاتها وتحديد الأولويات في مطالبها، ومنها حملة "بكفي" التي تشكلت مؤخراً في شمال لبنان، وعن هذا التنظيم يقول "طوني الزهدي" الناشط في الحملة لـ"عربي بوست" إننا "لسنا حزب بل مجموعة من الشباب جمعتنا مطالب واحدة، ولن نسمح للاتهامات التي تقول أن هناك قوى سياسية وراء تشكيل هذه الحملات".
"الزهدي" أكد أيضا أن من قام بتصوير التظاهرات في البداية على أنها أعمال شغب، لن يستطيع القيام بذلك مرة أخرى "لأننا أصحاب مطالب حقيقية ولسنا مشاغبين أو مخربين".
وأضاف "نحن في شمال لبنان نسعى لتشكيل حملة باسم "انتفاضة طرابلس الشعبية"، وسنقوم بمنع أي اختراق لصفوفنا، وسنضع استراتيجية لتحركاتنا ونوحد مطالبنا، والتي سنركز خلالها على المسائل الحياتية".
طفح الكيل!
تجاهل الطبقة السياسية للمجتمع المدني كان سبباً لقيام "محمد ديب" مع مجموعة من الناشطين تأسيس حملة "طفح الكيل".
ديب تحدث عن حركته لـ "عربي بوست" بقوله "لطالما صادرت الطبقة السياسية دور المجتمع المدني وحولت صوته لمصلحتها".
وأضاف "جاء تحرّك بيروت ليسقط كل المخاوف ويكسر حصار القوى السياسية والأمنية للمجتمع المدني والذي تفرّعت منه هذه الحملات الشبابية، والتي تهدف إلى إعادة دور الشعب ليحاسب المسؤولين".
حسن شرارة ناشط من حملة "طلعت ريحتكم "، يقول "نحن تحركنا بعدما شعرنا أن الجميع قد استسلم للأمر الواقع من مجلس نواب ومجتمع مدني وهيئات حقوقية، وبدأنا نشكل مجموعات صغيرة، والآن بتنا عشرات الآلاف.
مضيفا أن هناك شبه تنسيق بين بعض الحملات الجديدة من أجل تنظيم التحركات، مشيرا لنجاحهم في التحرك الأخير في العاصمة وتوحيد صفوف المتظاهرين.
اعتصام "العاطلين عن العمل"
وفي السياق نفسه تجمّع الثلاثاء العشرات من الشباب في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان، وذلك بدعوة من تجمّع "العاطلين عن العمل" للمطالبة بتأمين فرص عمل لهم والحد من المنافسة غير المشروعة للعمال الأجانب.
المشاركون رفعوا لافتات كتب عليها "ما ضاع حق وراءه مطالب"، "أيها السياسيون نحن أبناؤكم"، كما أطلقوا شعارات تطالب المسؤولين في الدولة بالتحرك لإيجاد حل لقضية البطالة قبل انفجار الوضع وخروج الأمور عن السيطرة.