أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاثنين 31 أغسطس/ آب 2015، إن أزمة المهاجرين تضع ألمانيا أمام تحد كبير لن يحل قريبا، وقالت مخاطبة شعبها إن "الدقة الألمانية رائعة ولكننا نريد الآن مرونة ألمانية".
ميركل قالت في مؤتمر صحفي في برلين إن الألمان يواجهون تحديا وطنيا كبيرا، اعتبرته تحديا رئيسيا ولن يستمر لأيام فقط أو لشهور وإنما لفترة زمنية طويلة.
رغم تظاهرات حركة "بيغيدا" المناهضة للاجئين في ألمانيا إلا أن ميركل أعلنت أكثر من مرة مواقف مؤيدة لهم ودعت الألمان لحسن استقبالهم.
وكان المكتب الاتحادي الألماني للهجرة واللاجئين أعلن الثلاثاء الماضي أن المواطنين السوريين لن يتم اخضاعهم لاتفاقية دبلن للاجئين، والقاضية بإعادتهم إلى الدول التي دخلوا الاتحاد الأوروبي عبرها.
مهاجرون في بودابست يستقلون قطارات متجهة إلى النمسا وألمانيا
وفي المجر سمحت السلطات الاثنين لقرابة 200 مهاجر عالقين منذ أيام في مخيمات عشوائية أقيمت في محطات قطارات في بودابست، الاثنين، بالرحيل على متن قطارات دولية متجهة إلى النمسا وألمانيا.
الشرطة المجرية حالت حتى الآن دون رحيل المهاجرين لأنهم لا يحملون أوراقا رسمية.
إلا أن مراسل الوكالة الفرنسية في بودابيست أشار إلى أن قوات الأمن لم تكن موجودة عندما هرع المهاجرون وقسم كبير منهم من السوريين إلى القطارات المتوجهة إلى فيينا وميونيخ وبرلين.
شرطي مجري كان في المحطة قال إن المهاجرين سيتم توقيفهم عند وصولهم إلى النمسا ولن يسمح لهم بإكمال رحلتهم لعدم توفر الوثائق الضرورية لديهم.
وفى مشهد إنساني، قام عشرات اللاجئين بالجري على أرصفة محطة القطارات في بودابست على أمل الصعود على متن قطار متوجه إلى النمسا كان من المفترض أن يغادر عند الساعة 11,00 تغ، بينما شوهد آخرون وهم يساعدون امرأة على كرسي متحرك لصعود القطار.
وسادت بعض البلبلة خصوصا عندما رفض أحد موظفي السكك الحديد في السماح برحيل القطار بحجة أن عدد الركاب يفوق ما هو مسموح به وأن الركاب ليس لديهم بطاقات صالحة.
إلا ان القطار غادر في النهاية بعد تأخير قدره 20 دقيقة، حاملا معه آمال اللاجئين في إيواء بألمانيا أو النمسا.
وقالت الهيئة المجرية المشغلة للقطارات (إم.ايه.في) لرويترز إن القطار الذي غادر العاصمة المجرية بودابست متجها إلى المدينة الألمانية ميونيخ ويقل مهاجرين يقف الآن على الحدود المجرية النمساوية عند هيجيشالوم وينتظر "تحرك السلطات".
أوروبا لن ترحل من يحتاجون للحماية
ومن فرنسا، أكد نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس خلال زيارته لمرفأ كاليه شمال فرنسا الاثنين 31 أغسطس/ آب 2015 أن أوروبا "لن تعيد من يحتاجون للحماية" إلى بلدانهم.
تيمرمانس أعلن كذلك أن بروكسل ستقدم مبلغا إضافيا من 5 ملايين يورو لمساعدة فرنسا في التعامل مع آلاف المهاجرين الذين يعيشون في مخيمات عشوائية حول كاليه أملا في العبور إلى بريطانيا.
رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس تحدث أيضا وقال إن عددا قليلا من الدول الأوروبية يساعد في مواجهة التدفق الكثيف للمهاجرين وأثار مسألة نشر حرس على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
فالس أكد أن عدد كبير من الدول الأوروبية يرفض القيام بدوره، مشيرا إلى أن هذا يتعارض مع الروح الأوروبية ولا يمكن لفرنسا قبول ذلك.
وطالب فالس دول الاتحاد الأوروبي في التفكير في وضع "حراس حدود أوروبيين" ولا سيما في مناطق الأزمة، مؤكدا أن (اتفاقية) شنغن لا تتعلق فقط بإلغاء الحدود الداخلية وإنما كذلك بتعزيز الحدود الخارجية.
هيئة الحدود الأوروبية "فرونتس" المنوطة بمراقبة وحماية حدود الاتحاد الأوروبي ولديها فرق من الحراس تستخدمهم فقط في مهمات حماية مؤقتة.
وكرر فالس نداءات عدد من القادة الأوربيين بوضع قائمة بالدول "الآمنة" التي يمكن لمواطنيها التقدم بطلبات لجوء.
كما طالب رئيس الوزراء الفرنسي المهاجرين بعدم المجيء إلى كاليه، قائلا: "إن التدابير الأمنية تعززت بشكل كبير حول المرفأ والنفق تحت المانش"، وأكد أن "المجيء إلى كاليه يعني الوصول إلى طريق مسدود".
ويجتمع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في 14 سبتمبر/أيلول في بروكسل في مسعى لتعزيز الرد الأوروبي على أزمة المهاجرين.