حلّت الكويت بالمركز الأخير بين الوجهات الجاذبة للعمالة الوافدة، كما جاءت السعودية أيضاً في المراتب الأخيرة، وفقاً لنسخة عام 2015 من مؤشر "اكسبات انسايدر" الذي يصنف الدول وفقاً لمدى جاذبيتها للهجرة والإقامة والعمل بها.
7 ملايين هندي في الخليج
ووفقاً للدراسة التي أجرتها مؤسسة "إنديا سبيند" فإن "ثمة 7 ملايين عامل هندي يعملون في دول الخليج"، موضحة أنّ "معدل وفيات الهنود في السعودية والإمارات والكويت وعمان تترواح بين 65 إلى 78 شخصا لكل 100 ألف هندي".
الدراسة أكدت أيضا أنّ "الهنود في الكويت والسعودية معرّضون لخطر الموت أكثر 10 مرات من نظرائهم الهنود في الولايات المتحدة الأمريكية".
وبينت الدراسة أن الكويت التي جاءت في المركز الـ64 والأخير في تصنيف هذا العام، تراجعت 3 مراكز عن تصنيف 2014، وذلك بحصولها على نقاط منخفضة في مؤشري سهولة الاستقرار والاندماج الاجتماعي.
المؤشر كشف أن 53 % من الوافدين الذين تم استطلاع آرائهم في الكويت عبروا عن عدم رضاهم إزاء أسلوب التعامل معهم، كما اشتكى نحو ثلث أفراد العينة من صعوبة تكوين صداقات جديدة، فضلاً عن الشكوى من ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل عام.
حملة "الحر يقتلهم"
وفي هذا السياق دعا نائب رئيس الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان فايز السلطاني في تصريح لـ "عربي بوست" إلى احترام القانون وحماية حقوق العمالة المهاجرة وتهيئة بيئة عمل لائقة لهم وتوفير تدابير أكثر أمناً في مجال الصحة والسلامة وفقاً للمعايير الدولية.
وبيّن أن "ثمة قرار حكومي إداري يقضي بحظر تشغيل العمال في الأماكن المكشوفة من الساعة 11 ظهرا إلى الساعة 4 مساءًا خلال الفترة من أول يونيو/ حزيران وحتى نهاية أغسطس/ آب"، مشدداً على أهمية الالتزام بهذا القرار ومحاسبة من يخترقه.
الجمعية من جانبها أطلقت حملة "الحر يقتلهم" وذلك للتصدي للانتهاكات التي ترتكب بحق العمالة وإشراك المجتمع في رصدها وتفعيل دور المجتمع المدني.
واعتبر "السلطاني" أن "عدم صرف الرواتب لعدة أشهر وزيادة عدد ساعات العمل والاعتداءات اللفظية والجسدية تعد من أبرز الانتهاكات التي تتعرّض لها العمالة المهاجرة للكويت".
وفيما أشاد السلطاني بالجهود الحكومية المبذولة في هذا الصدد، ودعا السلطات الرسمية الكويتية إلى تفعيل القانون واتخاذ إجراءات مشددة بحق أرباب العمل المتجاوزين للقانون.
وكان التقرير الأخير لمنظمة هيومن رايتس ووتش قد جاء فيه أن "العمال الوافدون يشكلون نحو 2 مليون نسمة من تعداد الكويت البالغ 2.9 مليون نسمة، ومنهم أكثر من 600 ألف عاملة منازل".
السعودية في المركز 61
الأمر نفسه انطبق على السعودية التي احتلت المركز 61، الأمر الذي اعتبره السعوديون غير منصفاً بحقهم.
"عربي بوست" تحدثت إلى بعض السعوديين منهم المواطن "نايف العنزي" الذي عبّر عن استيائه من تصنيف بلاده بقوله إن "أي تصرفات أو مخالفات من قبل شركات أو أشخاص تعّبر عنهم وليست عن البلد، وخاصة أن وزارة العمل السعودية أصدرت عدة قرارات تعاقب كل من يعمل وقت الظهيرة، كل ذلك حرصاً منها على حماية العمالة من أي أذى جسدي ونفسي".
العمل تحت شمس السعودية
ومن جهتها أصدرت السعودية بتاريخ 15 يونية/ حزيران 2015 قراراً بمنع العمل تحت الشمس من الساعة 12 ظهراً حتى الساعة 3 عصراً، وذلك ومعاقبة المخالفين بغرامة تتراوح بين 3 آلاف وحتى 10 آلاف ريال سعودي أو إغلاق المنشأة لمدة لا تزيد 30 يوماً أو إغلاقها نهائياً وذلك حسب المخالفة.
السعودي سعد البقمي، اعتبر قرار وزارة العمل "قرارا إنسانيا ومنصفا" وأضاف لـ"عربي بوست" أن "تحديد ساعات العمل وقت الظهيرة ضروري وخاصة مع موجة ارتفاع الحرارة، وبذلك لا يصاب العامل بأية مشاكل صحية من أشعة الشمس الحادة".