جرب السوريون الهجرة عبر شواطئ ليبيا، وعبر جزر اليونان، وسهول البلقان، إلى أن نجح العشرات منهم، في اكتشاف ثغرة جديدة تمكنهم من التسلل إلى غرب أوربا.
عبر رحلة غير تقليدية من شمال روسيا، ومنها إلى معبر حدودي مجهول يفصل شمال النرويج عن القطب الشمالي المتجمد، يشق سوريون فارين من جحيم الحرب الأهلية طريقهم إلى أوروبا.
في قلب الجليد
هناك في تلك الأجواء الباردة، حيث درجة الحرارة المتوسطة يومياً تحت الصفر، وتقع المدينة في أعلى نقطة مما كان يعرف بالستار الحديدي الذي كان يفصل غرب أوربا عن شرقها خلال الحرب الباردة، يعبر شهرياً نحو 20 سوريا، بحسب ما أكدت جريدة الغارديان البريطانية.
بدأت ظاهرة تسلل السوريين خلال ذلك المعبر المجهول إلى مدينة كيركنس النرويجية التي تبعد نحو ٢٥٠٠ ميلا عن دمشق، منذ عام ونصف بحسب تأكيدات الضابط النرويجي توماس بيترسن.
طريقة سحرية
تروى الصحف المحلية أن عدد من يحاول العبور من تلك النقطة يتراوح بين ٥ إلى ٢٠ كل شهر، بعضهم عبر الدراجات، والباقي بواسطة سيارات تحمل اللوحات الروسية، فالعبور من تلك النقطة سهل جدا بالنسبة لهم، فلا يحتاجون سوى ركوب سيارة روسية والمرور إلى النرويج بشكل قانوني عبر البوابة الحدودية.
واستخدم نحو ١٣٣ من طالبي اللجوء في النرويج هذه الحيلة، للدخول، وكان معظمهم من السوريين، إلا إنه لا يعرف على وجه الدقة، كيف اهتدى اللاجئون إلى هذه البوابة السحرية.
ليلة الانطلاق الى أوسلو
أما باترسن يقول إن زملاءه من رجال الشرطة لا يملكون إلا إجراء استجوابات سطحية مع القادمين، قبل أن يضعوهم على واحدة من الرحلتين الجويتين اللتين تذهبان من كيركنس إلى العاصمة أوسلو يوميا.
ويضيف الشرطي الوحيد الذي تواجد في المدينة يوم السبت "في بعض الأحيان تكون الرحلات كاملة العدد، فيضطر اللاجئون إلى قضاء الليل في فندق المدينة"
المثير للاهتمام أنه في العام ٢٠١٣ قامت صفحة على الفيس بوك تقدم المشورة للسوريين حول كيفية الوصول إلى أوربا باقتراح العبور إلى النرويج عبر الحدود الروسية ولكنها فضلت أن يتم ذلك عبر بالون هوائي وليس بريا.
ورغم ان هذا الطريق يصفه البعض سحرياً، إلا أن الطريق البحري إلى أوربا لازال هو المفضل إلى كثير من السوريين حيث استخدمه نحو ٣٠٠ ألف سوري خلال عام ٢٠١٥ وفق البيانات الصادرة عن الأمم المتحدة.