أهالي سجناء “العقرب”: كيف تحولت المقبرة إلى جنة؟!

في مؤتمر صحافي عقده المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر الخميس 27 أغسطس/آب 2015، أكد أحد أعضائه البارزين بحسم أن جميع البلاغات الواردة حول تردي الأوضاع داخل سجن “العقرب” كاذبة وأنه لا توجد هناك أزمة إنسانية، معلناً أن ذلك هي خلاصة ما توصل إليه وفد من المجلس زار السجن الذي ترددت النداءات لإنقاذ معتقليه من قادة الإخوان مؤخراً.

عربي بوست
تم النشر: 2015/08/27 الساعة 17:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/08/27 الساعة 17:27 بتوقيت غرينتش

في مؤتمر صحافي عقده المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر الخميس 27 أغسطس/آب 2015، أكد رئيسه محمد فائق بحسم أن جميع البلاغات الواردة حول تردي الأوضاع داخل سجن "العقرب" كاذبة وأنه لا توجد هناك أزمة إنسانية، معلناً أن ذلك هي خلاصة ما توصل إليه وفد من المجلس زار السجن الذي ترددت النداءات لإنقاذ معتقليه من قادة الإخوان مؤخراً.

النتيجة التي خلص إليها الوفد الذي رأسه حافظ أبو سعدة تتناقض مع شهادة سابقة لعضو ذات الوفد – الصحافي الإسلامي التوجه محمد عبد القدوس -، والذي وصف السجن قبل ذلك بأنه "غوانتانامو مصر"، كما تتناقض مع روايات اختص بها بعض أهالي السجناء "عربي بوست" تساءل بعضهم فيها: كيف تحولت مقبرة يرون فيها ذويهم يموتون موتاً بطيئاً إلى جنة يتحدث عنها التقرير؟!

خلاصةً ما أورده تقرير المجلس كان أن جميع شكاوى نزلاء السجن غير صحيحة، خصوصاً فيما يتعلق بمنع زيارات الأسر والمحامين، وعدم توفير العناية الصحية اللازمة، ومنع الأدوية، وإغلاق "الكانتين"، وأشار هذا التقرير إلى أن وفداً رأسه أبو سعدة، وضم محمد عبد القدوس، ود. صلاح سلام، ونبيل شلبي، وإسلام ريحان، ومعتز فادي، اطلع على دفتر أمانات السجن خلال الفترة من أول يناير/كانون الثاني 2015 حتى 25 أغسطس/آب، ووصل إلى تلك الخلاصة.


وأضاف التقرير أن السجين محمد الأنصاري المودع بعنبر H2 جناح رقم (1)، أكد أن إدارة السجن نقلت عدداً من زملائه ممن يحتاجون رعايةً طبيةً إلى مستشفى السجن، وأكد على المعاملة الحسنة التي يتلقاها السجناء وتوفير الرعاية الصحية في الجناح المودع به، وأكد على قيام إدارة "العقرب" بتزويد الجناح بألواح ثلج، ووفرت لهم مؤخراً مبرد مياه، وتفتح الزنازين للسجناء لمدة 4 ساعات يومياً. وقال التقرير إن مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون استجاب للوفد، فقرر إنشاء مظلة مقابل البوابة الخارجية لحماية الأسر الزائرة من حرارة الشمس، كما قرر توفير أسِرّة ومراتب جديدة لكافة نزلاء السجن خلال شهر، ووعد بالتأكيد على إتاحة مدد الزيارة كاملة للأسر وللمحامين وفقاً للائحة السجون.

تناقض مع شهادة عبد القدوس


كل الشكاوى كاذبة حسب الرواية الرسمية، ما يتناقض مع تصريحات سابقة لعضو الوفد محمد عبد القدوس (إسلامي) مع موقع "مصر العربية"، حيث قال في 18 أغسطس/آب إن "العقرب" هو "أسوأ السجون في المنطقة، ويكاد ينافس سجون غوانتنامو، فالسجناء محرومون من كل شيء، والزيارات ممنوعة، والأهالي (بيطلع عينيهم علشان يشوفوا عيالهم)".

وأضاف في الحوار أنه منذ تولى وزير الداخلية مجدي عبد الغفار منصبه وتولي قيادات جديدة مصلحة السجون، أصبحت سياستهم في سجن العقرب أن "الزنزانة على البلاطة"، فسحبوا كل ما يوجد فيها من طعام ومتعلقات شخصية وأسرة، وأصبح السجناء ينامون على الأرض".


وأشار عبد القدوس إلى أن زيارة أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان – لم تكن قد تمت في ذلك الوقت -، لن تساعد في تحسين أوضاع السجناء لكنها وسيلة ضغط وذلك لأن الحكم في مصر عسكري وسيء والسجون جزء من هذا الحكم السيء.

ولم يحضر عبد القدوس المؤتمر الصحافي، وكانت هواتفه مغلقة في أعقابه فلم تتمكن "عربي بوست" من الحصول على تعقيبه.

زيارة تحت التهديد


ولكن زوجة أحد النزلاء الذين أوردهم التقرير حكت لـ "عربي بوست" خلفيات إضافية، واصفة التقرير إنه جاء مليئاً بالأكاذيب وتساءلت: كيف تحولت "المقبرة" التي تشهد الموت البطيء لذويهم إلى "جنة" في تقرير المجلس؟!

وقالت إيمان محروس زوجة الصحافي أحمد سبيع – أحد المتحدثين السابقين باسم حزب الحرية والعدالة -، إن المحامين التقوا ببعض نزلاء السجن في المحكمة بعد زيارة الوفد، فأكدوا لهم أن إدارة السجن مرت على جميع السجناء السياسيين بـ "العقرب"، وهددوهم إن ذكروا أية شكاوى للوفد أن تمنع عنهم الزيارة مجدداً وبتنكيل أكبر مما ذاقوه في الشهور الأربعة السابقة.


وأكدت أن جميع ما جاء في التقرير هو اختلاق، "فنحن ممنوعون من جميع الزيارات الاعتيادية ولا يسمح لنا إلا بالزيارة إلا بعد تصريح النيابة، وعندما نحصل على تلك التصاريح تسحبها إدارة السجن على البوابة بدعوى أنها مزورة، ولا يسمح بالدخول".

وأشارت إلى أن السجناء السياسيين في "العقرب" يتعرضون لقتل بطيء، عن طريق تقليل الطعام ومنع الدواء، "والعنبر الذي يتواجد به زوجي (H2)، حدثت به 3 وفيات خلال الفترة الماضية، وهو ما يثير شكوكاً حول حقيقة ما حدث في لقاء زوجي مع الوفد إن كان تم من الأساس".

فنون التعذيب


أما د. منى زوجة د. أحمد عبد العاطي – مدير مكتب رئيس الجمهورية في عهد الرئيس السابق محمد مرسي -، فقالت إنها لم تكن تتخيل أن سجن "العقرب" يختلف عن باقي السجون التي مرّ عليها زوجها في فترات سابقة، "إلا أنه ومنذ نقله إليه في يناير/كانون الثاني 2014، بدأت معاناتنا بشكل مختلف طوال هذه الفترة الممتدة لما يقرب من سنة ونصف".

وأكدت في تصريحات لـ "عربي بوست"، أن إدارة السجن تبدع في زيادة معاناة المسجونين وأسرهم، منذ يوم انتقالهم إليه، ففي الشتاء سحبوا منهم كل شئ، حتى ملابسهم وما ينامون عليه، وفي الصيف أبقوهم داخل الزنزانة الانفرادية معظم اليوم فيما يعرف بـ "مدافن العقرب".

التضييق في الزيارات بدأ حسب زوجة عبد العاطي، عندما قرروا أن تكون من وراء حائل زجاجي، وعن طريق سماعة هاتف، فمنعوا السلام باليد حتى على الأطفال لمدة قاربت العامين، ثم منعت الزيارة ذاتها، رغم أن القانون يقر زيارة أسبوعية للأهل دون تصريح.

وأضافت، "رغم طول المدة بين زيارة وأخرى، إلا أنه تم منع الزيارة 4 أشهر متواصلة، منذ رمضان الماضي، وفي المجمل لم أستطع زيارة زوجي طوال فترة تواجده بالعقرب إلا مرات قليلة، اثنين منهما في بداية حبسه بالسجن، الأولى استغرقت دقيقةً واحدة لاعتراض السجناء على الزيارة من خلف زجاج، والثانية بعد شهرين ثم منعت الزيارة عن زوجي شخصيا مدة 5 شهور، لتعنت نيابة شرق القاهرة التي منعت تصاريح الزيارة تماماً".

وأوضحت أن تصريح الزيارة يسمح لثلاثة أشخاص بدخول السجن، ثم صدر قرار بمنع زيارة الأطفال لنزلاء العقرب، لتبدأ معاناة جديدة، حيث كنا نقوم بإضافة الأولاد بالتناوب في تصريح الزيارة.

معاناة يوم الزيارة


وذكرت زوجة مدير مكتب الرئيس السابق محمد مرسي أن يوم الزيارة يبدأ من الفجر، للتمكن من حجز مكان في الطابور الذي لا لا يقل طوله عن كيلومتر، ويضم زوار النزلاء الجنائيين والسياسيين، وبعد ساعتين من الانتظار "ندخل من الباب الخارجي للسجن لتسجيل الزيارة، ثم يسمحون لنا بالدخول بعد 3 ساعات إضافية من الانتظار ولا تتعدى مدة الزيارة بعد ذلك 3 دقائق ونصف".

وأضافت، "جميع إجراءات إدارة السجن مخالفة للقوانين واللوائح، وكل شيء ممنوع، ويشمل ذلك الدواء والملابس المطابقة لمواصفات السجن وحتى كميات الطعام الصغيرة جداً لا يتم إدخالها. وفي زيارتنا الأخيرة – وهي أول زيارة بعد ارتداء زوجي بدلة الإعدام الحمراء -، كان هناك تطور كبير في شكله حيث ظهر إعياء وشحوب شديدين على وجهه، وبدا الهزال على جسمه، وذكر لنا أنهم لا يرون الشمس لمدد طويلة جداً".

ونقلت عن زوجها ما قاله لها خلال الزيارة "نحن نعيش معاناة لا يمكن أن تقارن بمعاناة أي كان حي، فالطعام غير كافٍ، ولا سكريات على الإطلاق منذ 6 أشهر، والخروج من الزنزانة ممنوع ولا سيما للمحكوم عليهم بالإعدام".

وقال عبد العاطي لزوجته "الطعام الذي يقدم لنا، على قلته، ليس صالحا للاستهلاك الآدمي، وقد أصاب المئات باضطرابات في المعدة، وحين يسمحون لنا بشراء طعام من الكانتين بعد فترة المنع الطويلة، نجد الطعام فاسداً".

وشددت على أن زوجها معرض في أي وقت لجلطات في القلب أو المخ، بعد منعه من أخذ دوائه، وقالت "المؤكد أنهم ينفذون القتل البطيء في حق جميع السجناء، وموت 4 قيادات داخل السجن حتى الآن يؤكد ذلك، وقد زاد تدهور الأوضاع خصوصاً في الفترة الأخيرة بعد شهر رمضان".

هل يحتضن أبناءه قبل أن يموت؟


ورفضت منى توجيه شكوى للمجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، وقالت في رسالة للمؤسسات الحقوقية العالمية، "صدمنا صدمة كبيرة عندما اكتشفنا أن (الإسلاميين) ليس لهم ثمن في العالم، بل لا يعتبرونهم بشراً من الأساس، وصمتكم إدانة لكم"، وطالبت أن تكون هناك صرخة في العالم للسماح لسجناء "العقرب" أن يحظوا بحقوق الحيوانات في الخارج من أكل وشرب ورؤية ذويهم.

وقالت، "أملي أن يحتضن زوجي أبناءه وهو حي، قبل أن يحتضونه وهو ميت، وتذكروا ما قالته أسر قضية (عرب شركس)، وقولهم إنهم لم يتمكنوا من احتضان ذويهم منذ حبسهم إلا في المشرحة".

أشباح تعيش في قبور


الصحافي خالد سحلوب صاحب الـ 23 عامآً، هو أيضاً أحد نزلاء "العقرب"، اتهم أولاً في القضية المعروفة إعلاميا بـ "خلية الماريوت"، والخاصة بصحافيي شبكة الجزيرة الإخبارية، ورغم قبول الطعن على الحكم الصادر بحقه بـ 7 سنوات، فإن حبسه استمر بعد توجيه تهمة جديدة له وهي المشاركة فيما يعرف بـ "كتائب حلوان".

سلمى شقيقة سحلوب، روت عن معاناته ومعاناة أسرتها طوال فترة بقائه في "العقرب"، فبعيداً "عن المعاناة الأولى التي شهدها في مقرات التعذيب بأمن الدولة بعد القبض عليه في 2 يناير/كانون الثاني 2014، أصبحت لدينا قناعة أن حكماً صدر عليه بالقتل البطيء منذ نقله إلى سجن شديد الحراسة (العقرب) في الأول من فبراير/شباط 2014″.


أضرب خالد عن الطعام 120 يوماً احتجاجاً على ظروف احتجازه، فاستخدمت إدارة السجن كافة أساليب الضغط والتعذيب ضده لفك اﻹضراب، ثم اضطرت للاستجابة لطلب إخراجه من تلك المقبرة بعد أن وقع محضر "فك اﻹضراب".

وأوضحت شقيقته أنه فقد خلال الأشهر الأربعة 30 كيلوغرام من وزنه، وبدأت معاناته مع أمراض المعدة والمريء والقيء المستمر وانخفاض ضغط الدم.

زنزانة التأديب H4


وتابعت، "فور قبول النقض على حكم حبسه 7 سنوات، فوجئنا بعدم إخلاء سبيله، مثل باقي المتهمين في القضية ومنهم صحافيو الجزيرة، ولكن تم نقله إلى العقرب مرة ثانية في مارس/آذار 2015، ووضع فى زنزانة تأديب يطلق عليها اسم H4 بصحبة معتقلين آخرين وتبلغ مساحتها مترين مربعين".

خالد كذلك جُرد من كافة متعلقاته الشخصية، ومنع من التريض واﻷدوية ما أدى إلى تدهور حالته الصحية حسب أخته،"وهم الآن في مرحلة جديدة من مخطط الموت البطيء حيث اﻷطعمة شحيحة جداً وفاسدة، ويجبرون على شرب مياه غير صالحة للاستخدام".

في آخر زيارة، رأت سلمى أخاها عبر الحاجز الزجاجي لمدة دقيقتين، بعد ساعات من الانتظار، فكان أشبه بشبح يلتصق جلده بعظمه، غير قادر على التلويح بيده الموضوعة في الأغلال فرفع سماعة الهاتف ولخص ما استطاع من أحداث الشهور الأربعة قبل أن يعلن انتهاء الزيارة.

عصام العريان .. نظرة وداع


أما إبراهيم العريان – نجل القيادي المعروف بجماعة الإخوان المسلمين والمحكوم عليه بالإعدام عصام العريان -، فروى على صفحته على "فيسبوك" تفاصيل زيارته الأخيرة لوالده تحت عنوان "نظرة وداع".

وقال إنهم كانوا يجهلون مصير والدهم عند ذهابهم للزيارة بعد مدة المنع الطويل، ولكن بعد مشاهدته أدركوا أن هناك حالة انتقام "مرضي" من جميع الخصوم السياسيين للنظام، وأصبح من في السجن "جلداً على عظم بمعنى الكلمة"، و"الغريب أننا لا نعرف السبب هل قلة طعام، أم هناك شيء آخر".


وذكر أن والده مر عليه شهور لا يتناول أدويته، وقد تم نقله منذ رمضان إلى زنزانة مات فيها قبل أسابيع عضو الجماعة الإسلامية نبيل المغربي وهي موجودة في عنبر مات فيه اثنان آخران في نفس الشهر، "وكأن الرسالة أن الدور على والدي".

وأشار إلى أن الزيارة كانت مليئة بالأجواء المشحونة، فالأسر انهارت بكاء بعد مشاهدة ذويهم، وقد خرجوا مقيدين لا يستطيعون رفع سماعة الهاتف للحديث، وكانت همهماتهم تدور حول: هل سنشاهد ذوينا مرة أخرى، أم أن تلك الزيارة وداع أخير لمن يعيشون بالفعل داخل قبورهم بـ "العقرب".

العقرب في سطور


  • اسمه الرسمي "سجن شديد الحراسة" ويقع ضمن مجموعة سجون طرة جنوب القاهرة، على بعد 2 كم من بوابة منطقة سجون طرة الرسمية.
  • محاط بسور يرتفع 7 أمتار وبوابات مصفحة من الداخل والخارج، ومكاتب الضباط تقع بالكامل خلف الحواجز والقضبان الحديدية.
  • فكرة بناء السجن اقترحها مجموعة من ضباط الشرطة عقب عودتهم من بعثة تدريبية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1991.
  • استغرق بناؤه عامين انتهتا في 30 مايو 1993.
  • يتكون من 320 زنزانة مقسمة علي 4 عنابر أفقية تأخذ شكل الحرف H، بكل زنزانة مصباح قوته 100 وات.
  • خصص الرسم الهندسي مساحة 25 مترًا في 15 مترًا علي شكل الحرف L لغرض التريض.
  • هناك 20 زنزانة تستخدم كعنابر تأديب للمعتقلين السياسيين يمنع عنهم فيها الإضاءة وتبادل الحديث.
  • تم افتتاحه رسمياً بحضور مساعد وزير الداخلية حينها حبيب العادلي ونقل 1500 سجين من سجون "ليمان واستقبال طرة وأبو زعبل" إليه.
  • كل عنبر بالعقرب ينفصل بشكل كامل عن باقي السجن بمجرد غلق بوابته الخارجية المصفحة فلا يتمكن المعتقلون حتي من التواصل عبر الزنازين، نتيجة الكميات الهائلة من الخرسانة المسلحة التي تمنع وصول الصوت.
  • منذ 4 أشهر تم منع دخول الأدوية والطعام للسجناء ما أدى لوفاة 4 حالات حتى الآن.
  • تم منع الزيارة نهائياً طوال الأشهر الأربعة وتم تقليص الزيارة إلى 3 دقائق.
  • إدارة السجن أخبرت المحامين أن لديهم لائحة تختلف عن لائحة السجون الأخرى.
  • يتم تقييد السجناء بـ "الكلابشات" أثناء الزيارة، والتواصل مع الأسرة يكون عبر جهاز هاتف من خلف زجاج عازل للصوت.
تحميل المزيد